جودة حياة الشيخوخة بالرياضة
تعدُّ مرحلة الشيخوخة من الفترات المهمة في حياة الإنسان، وتحدث فيها تغيُّراتٌ فسيولوجيةٌ ونفسيةٌ، تؤثر في جودة الحياة.
من بين العوامل التي يمكن أن تؤثر بشكلٍ إيجابي في هذه المرحلة، تبرزُ ممارسة الرياضة، فهي أحدُ أهم الأساليب لتعزيز الصحة العامة، وتحسين جودة الحياة لدى كبار السن.
تشير الأبحاث إلى أن ممارسة الرياضة بانتظامٍ، يمكن أن تؤدي إلى تحسين عديدٍ من الجوانب الصحية لدى كبار السن، ووفقًا لدراسةٍ، نُشرت في Journal of Aging Research، يمكن للنشاط البدني المنتظم أن يقلِّل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، ويعزِّز من القدرة البدنية والمرونة.
وقد أجريت دراسةٌ شاملةٌ عام 2020 على مجموعةٍ من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عامًا حيث تمَّ تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى مارست الرياضة لمدة 150 دقيقةً أسبوعيًّا، بينما لم تمارس الثانية أي نشاطٍ بدني منتظمٍ. وأظهرت النتائج أن المجموعة التي مارست الرياضة، لمست تحسُّنًا ملحوظًا لديها في القوة العضلية والمرونة، إضافةً إلى انخفاض مستويات الاكتئاب والقلق.
وتكشف الإحصاءات عن أن 60% من كبار السن لا يمارسون أي نوعٍ من النشاط البدني! ومن بين الذين يمارسون الرياضة، 30% فقط يفعلون ذلك بانتظامٍ. مع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن ممارسة 150 دقيقةً من النشاط البدني المعتدل أسبوعيًّا، يمكن أن تقطع فرص الإصابة بالأمراض المزمنة إلى النصف.
ولا تقتصر فوائد ممارسة الرياضة على الجانب البدني فقط، بل وتشمل أيضًا تحسين الصحة النفسية، إذ أكدت دراسةٌ، أجريت عام 2021، أن كبار السن الذين يمارسون الرياضة، يعانون من مستوياتٍ أقل من الاكتئاب والقلق، كما أن التمارين الرياضية تعزِّز من الشعور بالرضا والسعادة، ما يسهم في تحسين جودة الحياة بشكلٍ عامٍّ.
لا يبقى إلا أن أقول:
تعد ممارسة الرياضة أداةً فاعلةً لتعزيز الصحة والرفاهية لدى كبار السن، ومن خلال تحسين القوة البدنية والصحة النفسية، يمكن أن تسهم الرياضة في تحسين جودة الحياة، وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالشيخوخة، لذا يجب على المجتمع تشجيع كبار السن على دمج النشاط البدني في روتينهم اليومي لضمان حياةٍ صحيةٍ ونشطةٍ في مرحلة الشيخوخة.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا «الرياضية» وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.