موسيماني أهم من جيرارد
ما الذي أتى بالمدرب ستيفن جيرارد إلى دوري روشن؟ وما الداعي لتمديد عقده حتى 2027 بُعيد بدء عمله العام الماضي؟ لا يبدو أن فريق الاتفاق قد وجد فيه ما يبهرنا فنيًا، ولم نسمع أن المدرب قد وجد عقاره المناسب في الدمام حتى الآن. تبدو أن ملامح العلاقة نفعية، ففي مخيلتنا أنه اسم جذاب للإعلام الأجنبي، وسيكون موازيًا لرونالدو في الانتشار. كم نحن مخطئون، فمن ينشغل بمتابعة الصحافة البريطانية حيث أتى، لن يجد ما يستحق قدومه. لقد انصرفوا عنه بعد أن حزم حقائبه وانصرف عنهم.
المفاجئ أنه رغم سخاء الإنفاق لجذب أعين أوروبا إلى دورينا، إلا أن خارطة المهتمين تشير إلى أن «جنوب العالم» أكثر وفاءً من شماله. حسب مصادر سعودية مطلعة، فأكثر متابعي روشن خارج العالم العربي موجودون في البرازيل، فالصين، فالهند، فإندونيسيا، فنيجيريا. أين الأوروبيين بينهم؟ وأين نحن من جلب نجوم تلك الآفاق الجغرافية؟
ليتنا أدركنا نظريات «الجنوب العالمي» ونحن نخطط لاتصالنا التسويقي العابر للقارات، فالسعودية ودول الجماهير المذكورة تصنف ضمن جنوب العالم، أي تلك الدول في خارج قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية، والتي ظلت لعقود تحت وطأة التأطير وتدفق المعلومات وانحياز تغطيات إعلام دول الشمال. لم يستطع الجنوب أن يقلب الطاولة اتصاليًا، أو أن يثير اهتمام الشمال بسردياته، فأوروبا تنزوي على ذاتها، وتختار مع من تتفاعل وفق منظورها وحساباتها.
لندرك أهمية جماهير خارج أوروبا. تحالفوا معهم. وجهوا رسائلكم لهم، هاتوا نجومهم، سلطوا الضوء عليهم، وسيكون بيتسو موسيماني الأيقونة الأفريقية أهم من جيرارد وأكثر نفعًا منه، فالمدرب الأسمر ناشط اتصاليًا في منصاته، ومليونيٌ في عدد متابعيه، ومنحاز لجنوبه، فيما المدرب الإنجليزي لن يمد «جسور» التواصل مع «جزيرته البريطانية»، فهو ينعزل في «جزيرته» كادحا في عبور «الجسر».