نادال.. الوجه الآخر
«للحياة بداية ونهاية وهذه هي سنتها» أقول هذه الكلمات بعد إعلان الأسطورة الإسبانية اعتزال لعبة التنس التي عشقها منذ الطفولة، فهو دائمًا البطل المخضرم في اللعبة التي أصبح هناك تناغمًا وانسجامًا بينه وبينها طيلة المدة التي قرر فيها مزاولتها، بالفعل أعتبره قرارًا صعبًا ليس بالنسبة لي فقط بل قراره أصاب العالم بصدمة على الرغم من إصاباته المتكررة في الركبة في الفترة الماضية والتي أنهت علاقته باللعبة التي يعشقها.
نادال أحد الحالات الفريدة فى عالم التنس، حيث نجح في جذب الأنظار إليه سواء جماهيريًا أو تسويقيًا، ولك أن تتخيل عزيزى القارئ أنه بمجرد إعلان اللاعب اعتزاله ارتفعت أسعار تذاكر بطولة كأس ديفيز التي ستشهد الظهور الأخير له داخل المستطيل الأصفر حيث ارتفع سعر التذكرة من 60 يورو قبل 24 ساعة ليتم إعادة بيعها بـ 2400 يورو، علاوة على ذلك لا توجد تذاكر مدرجة على مواقع إعادة البيع بأقل من 1500 يورو.
نجاح نادال لا يقتصر فقط على ملعب التنس، فاللاعب له وجه آخر حيث إنه رجل أعمال ناجح استطاع أن يحصل على الملايين خارج عالم التنس فقد حقق رافائيل مبلغًا مذهلًا من المال طوال مسيرته فى التنس، فقد حصل على أكثر من 120 مليون دولار من أموال الجائزة وحدها، مما جعله أحد لاعبى التنس الأعلى أجرًا فى التاريخ ومع ذلك فإن دخله لا يتوقف عند هذا الحد، حيث حقق أيضًا الملايين من خلال صفقات علامات تجارية مع بعض أكبر العلامات التجارية في العالم بما في ذلك شركة نايك للملابس الرياضية، وشركة كيا للسيارات، وشركة بيبسي، وموف ستار، ورولكس، وهي عقود تُدر عليه مبالغ كبيرة سنويًا بالإضافة إلى أكاديمية نادال العالمية للتنس في موناكو، وأيضا الاستثمارات العقارية.
نحن بالفعل أمام لاعب بنى محفظة متنوعة من مصادر الدخل طوال لعبة التنس مما أتاح له جمع ثروة تزيد عن 200 مليون دولار و20 لقبًا عالميًا، هذا المزيج بين النجاح الرياضي والقدرة على استثمار صورته واسمه تجاريًا جعل نادال من بين أغنى وأكثر الرياضيين شهرة وتأثيرًا في العالم.