إدارة الأزمة وأزمة الإدارة
الإدارة فن و صَدَقَ من وصف الإدارة بهذا الوصف، فالفن وأي فن لا بد أن يكون صاحبه يملك الموهبة وصفات عديدة وعِلمًا يصقل كل ذلك. عندما أصبحت رئيسًا لنادي الوحدة كان الغالبية يعتقدون بأني سوف أدير بخبرتي الرياضية الطويلة والصفات القيادية التي أتمتع بها كقائد سابق لفريق الوحدة لسنوات طويلة وهذا صحيح، ولكن الأهم هو العِلم الذي نهلته في دراستي العليا في أمريكا في العلاقات العامة وإدارة وسائل الإعلام، فكان النجاح حليفنا بوجود مجلس إدارة رائع ومتنوع. وأحب أن أذكر مثالًا في كيفية تطبيق العِلم فمعروف أن أنماط الإدارة ثلاثة، وهي: المركزية ـ اللامركزية ـ الاثنان معًا.
فاخترت في إدارتي نمط المركزية، فهذا النمط هو الأنسب لإدارة منشأة فيها الكثير من المشاكل كنادي الوحدة. والمركزية تعني أن الرئيس سوف يكون مسؤولًا مسؤوليةً مباشرةً عن كل صغيرة وكبيرة حتى يستطيع القضاء على المشاكل وإيقاف التسيب والفساد إن كان موجودًا، وبعد أن تتم السيطرة على كل ذلك تستطيع أن تتحول إلى نمط آخر أقل إرهاقًا على الرئيس. فالجانب السلبي للمركزية هو الإرهاق الشديد للرئيس من جرّاء متابعته ووقوفه على كل شيء.
كرة القدم السعودية بعد التعادل المخيب أمام الشقيق البحريني دخلت في أزمة، فالفهلوة أو التجاهل لن تحل الأزمة، والحل هو العِلم والصفات القيادية التي تتوفر لدى المسؤولين.
فالعِلم يقول في أزمة مثل هذه أن التحرك لابد أن يكون سريعًا، وذلك لسببين، أولهما: الإصلاح باتخاذ قرارات سليمة، والثاني: امتصاص غضب الجماهير.
وهذا لن يحدث إذا تأخرت القرارات. وهنا نأتي إلى صفة مهمة أيضًا وهي القدرة على اتخاذ القرار الصحيح وفي الوقت المناسب. إقالة مانشيني وإقالة الجهاز الإداري بالكامل قراران مهمان، فإن لم يستطع اتحاد الكرة اتخاذهما فعلى مجلس إدارة اتحاد الكرة أن يستقيل، لأن ذلك يؤكد عدم توفر صفة القدرة على اتخاذ القرار. بالتأكيد سوف تسألون عن البديل؟ من وجهة نظري أن الأنسب هو هيرفي رينارد والذي لا نعلم حتى الآن السبب الحقيقي لذهابه. أما الجهاز الإداري فالأنسب لقيادته هو الكابتن فهد المفرج الذي يشيد به الجميع، ولعل نتائج الهلال دليل على ذلك. وقذ ذكرت ذلك تلفزيونيًا، ولا أعلم لماذا يغضب بعض الهلاليين؟ معتقدين أني أذهب إلى تدمير الهلال! وهذا ليس صحيحًا فلست أنا من يفكر بهذا التفكير الطفولي، فهذه مصلحة وطن وليست مصلحة فلان أو علان، وعلى الهلاليين أن يفخروا بتقديمهم للوطن قيادات ناجحة كما يفخرون دومًا بتقديمهم للاعبين الأفذاذ، والهلال لن يقف على أحد فقد ذهب عنه أساطير من القيادات واللاعبين ولازال في القمة.
في مصلحة الوطن لا مكان للمصالح الشخصية، فمملكتنا العظمى التي قدمت لنا الكثير لا بد أن نتفانى جهدًا وتفكيرًا وتضحيةً في سبيل نجاح أي منظومة فيها.