سنة SSC الأخيرة
لم أختلق هذا العنوان، فهذه معلومة مؤكدة: ستخلو مجموعة قنوات SSC من أهم حدثين وهما الدوري السعودي والبطولات الآسيوية لانتهاء مدة العقد. نعم هناك حديث عن تجديد وارد للدوري، فيما لا يظهر أن البطولات الآسيوية ستستمر. لا أعرف إن كان هذا المشروع وُلد ليبقى، أم أن رغبة المنافسة الإقليمية منذ البداية سببت ارتباكًا لمسؤولي القناة، وعتمت بصيرتهم. منذ صرح ART الهاوي ونحن لم نصل لمعرفة ماذا نفعل بالرياضة المتلفزة، وحان وقت استقرار القرار.
يخطئ من يضع الناقل الإقليمي على أرنبة أنفه. يجب التحرر من هذا، والتعامل مع مشروعنا بثقة الخبير، وأننا أول من تلفز الفضاء العربي، فنحن رواده فكرة وملكية، ونريد بعد 35 عامًا أن نكون مشغلين ومطورين ومشرعين. هذا يستدعي رسم استراتيجية وطنية تحدد مفاهيمنا نحو قطاع الإعلام. فلا يبدو أننا وصلنا لرؤية ترتقي بالقطاع، كما ارتقت قطاعات أخرى في عهدنا الزاهر.
ترعبني نوايا نمذجة SSC على ESPN الأمريكية، أو Sky البريطانية. لماذا؟ لأن الإعلام ابن بيئته ونظام دولته العام. الربحية هدف القنوات الأجنبية، ولكن هذا الهدف لا ينطبق علينا. وعن ذلك يشدد الدكتور مطلق المطيري في مقالة كتبها عام 2016 في صحيفة الرياض أن «عمل مؤسسات الصحافة السعودية ليس مستقلًا، بل هو عمل وطني ذو طابع مهني، حيث الأولوية فيه للاعتبارات الوطنية على المكسب المادي. ومع ذلك، يتطلب العمل مصروفات مادية، مثل تكلفة العمالة الوطنية، التي تعتبر دعمًا لمبدأ تشغيل المواطنين».
من المحزن سماع مشاكل في عقود الزملاء، أو عن خوف بعضهم من الارتباط الوظيفي الكلي مع المشروع، وعن تضارب الصلاحيات، وعدم معرفة الخارج لاسم رئيس الشركة التنفيذي، وغياب شفافية إدارتها العليا. يجب ترتيب كل هذه الأوراق، وإطلاع المجتمع الرياضي عليها. مهما اجتهد المجتهدون، فلن تتحسن الفكرة من وجود القناة. ولن تنهض بمنتسبين يجاهدون في وظيفتين، واستمرار ذلك محبط، لأن الإعلام جزء مهم من تنظيم آسيا الممهد للمونديال. تنظيم يرتبط بقطاعات عدة. لماذا يتقاضى منتسبو تلك القطاعات الأخرى مرتبات عالية وهم في مؤسسات أصلها غير ربحي، فيما SSC بعقود موسمية أوبالساعة، وبلا مقر مستقر؟ لا يتسق الأمر حين تمكنهم المهنة الصحافية من توجيه سهام النقد لمحدودية احترافية لاعب ما، فيما كثير منهم لم يحترفوا مهنتهم.
من حسن الحظ أن موطن المنتج ليس عابرًا للقارات. فمنتجك رهن إمرتك، ويعمل بتشريعاتك، فأنت إن رغبت في تغطية ما، فالتصريحات بين يديك، ولا تحتاج لترخيص مكتب في بلد أجنبي وتوظيف مهنيين بعيدين عنك. إن ذلك يسلتزم أن تتساعد الهيئات كافة في جعل المجتمع الرياضي أكثر معلوماتية، فتحيا هذه القناة بالخبر الحصري وليس بالمباراة فقط. فالقناة أغفلت مفاهيم الصحافة المرئية، واستنسخت أداء التلفزة الحكومية الشاحب.
إن كانت الفكرة الربحية الهدف الأول، فالشك سيغلب اليقين. وإن لم يكن قطاع الإعلام راسخًا بدعم سخي، فتشغيل الهواة لن يرتقي بطموح مشروع رأى النور بموافقة مجلس الوزراء، وعلينا جميعًا التعاون لتمكينه. أيها المشروع، احترف أو احترق.. الخيار لك.