2024-12-14 | 14:21 تقارير

بعد 105 أيام.. عبد الحميد يرقص مع الذئاب وينال ثقة رانييري

سعود عبد الحميد، ظهير فريق روما الأول لكرة القدم (أرشيفية)
روما ـ الفرنسية
مشاركة الخبر      

احتاج السعودي سعود عبد الحميد، ظهير فريق روما الأول لكرة القدم، إلى خمس مباريات فقط من أصل 19 مع النادي الإيطالي منذ انطلاق الموسم لتسجيل هدفه الأول مع «الذئاب»، بعد اثنتين شارك فيهما بشكل أساسي، لكن المباراة الخامسة جاءت عقب انتظار دام 105 أيام على انتقاله من الهلال إلى العاصمة الإيطالية.
وبات عبد الحميد أول لاعب سعودي يسجل في مسابقة أوروبية، وذلك بهدفه بقميص روما الإيطالي في الفوز على براجا البرتغالي، الخميس، ضمن الدوري الأوروبي «يوروبا ليج».
وانتظر الظهير الأيمن، البالغ 25 عامًا، فرصة من مدرب ثالث لفريقه حتى يثبت نفسه، إذ وصل إلى روما حين كان النجم السابق دانييلي دي روسي في قيادة الجهاز الفني، قبل أن يُقال من منصبه، ويُعيّن الكرواتي إيفان يوريتش بدلًا منه.
ولم يُعطِ دي روسي، الذي أقيل في 18 سبتمبر، بعد أقل من شهر على التعاقد مع عبد الحميد، الفرصة للاعب القادم من الدوري السعودي، مشيرًا إلى الفارق مع الدوري الإيطالي.
قال في مؤتمر صحافي في أغسطس: «رأيت سعود في تدريبين فقط، وجعلناه يلعب 10 دقائق، وذلك لأننا لم نرغب في زيادة الضغط عليه».
وأضاف: «يمتلك سعود الخصائص التي كنت أبحث عنها، إنه لاعب لم أكن أعرف عنه سوى القليل.. في السعودية يرونه بطلًا مستقبليًا، ولكن علينا أن نعمل كثيرًا من وجهة نظر تكتيكية وفنية».
وتابع دي روسي، الذي تسببت إقالته بغضب جماهيري: «سعود سريع للغاية، ونحن بحاجة للوصول إلى بعض المعرفة التكتيكية، لأن كرة القدم هنا في إيطاليا مختلفة تمامًا عما هي عليه الآن هناك في السعودية».
وعلى الرغم من أن يوريتش أشرك عبد الحميد للمرة الأولى في «يوروبا ليج»، مرة احتياطيًا أمام أتلتيك بلباو الإسباني، وثانية أساسيًا بمواجهة إلفسبورج السويدي، فإنه أبقاه على مقاعد الاحتياط في الدوري.
مع ذلك، لم يخف يوريتش أن السعودي: «لاعب جيد، لكنه بحاجة إلى بعض الوقت، بالطبع هو يملك القدرة على المشاركة، ولكنه يجب أن يتكيف مع أجواء الفريق».
واستلم كلاوديو رانييري، المدرب المخضرم، تدريب روما خلفًا ليوريتش، لكن انطلاقته منذ 14 نوفمبر لم تكن جيدة، إذ خسر في مباراته الأولى مع نابولي، ثم تعادل مع توتنهام في «يوروبا ليج»، وعاد ليخسر أمام أتالانتا.
إلا أن المدرب الذي لطالما آمن بالشباب، أعطى الفرصة سريعًا لعبد الحميد منذ المباراة الأولى، ولو لدقائق معدودة، أبقاه على مقاعد الاحتياط أمام توتنام وأتالانتا، ثم وضعه في تشكيلته الأساسية في الفوز على ليتشي 4ـ1، حيث صنع السعودي هدفًا قدّم من خلاله إمكاناته للمدرب الجديد.
وفي مباراة مهمة مع براجا، أعطى رانييري الفرصة مجددًا لعبد الحميد الذي استغلها وسجل هدفه الأول بقميص «جالوروسي» الذي يعني الأصفر والأسود، من تسديدة يمينية قوية داخل المنطقة، وبات أول لاعب عربي يفعلها مع روما منذ المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي راهنًا.
قال المدرب البالغ 73 عامًا، وصاحب الإنجاز التاريخي بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي: «رؤيته في التمارين صعّبت علي اتخاذ القرارات، مع عدم وجود مباريات تجريبية، وجدت نفسي أتساءل: هل أشركه في المباراة أم لا؟».
وأضاف: «بالنظر إلى أننا كنا نلعب بمواجهة فرق مثل نابولي وتوتنام، فإن حتى مشاركته في هذه المباريات كانت مجازفة.. ومع ذلك، خلال التدريبات رأيت مدى اجتهاده والتزامه مع الفريق».
انطلق عبد الحميد بسرعة من الجهة اليمنى، واستلم تمريرة من الفرنسي مانو كونيه، مسددًا في قلب المرمى البرتغالي.
وعلّق رانييري: «قلت لزملائه: انظروا إلى سرعته، دعونا نعطيه الكرة في الوقت المناسب، سترون أنه عندما ينطلق، لن يتمكن أحد من اللحاق به».
وأردف: «هذه الليلة ـ الخميس ـ تعرفنا عليه بشكل أفضل.. بالطبع هو شاب يحتاج إلى التحسن.. يحتاج إلى تعلم التمهل في بعض الحالات، لكنه لاعب ذكي يمكننا العمل عليه».
وكتب عبد الحميد على حسابه عبر «إكس»: «مبروك الفوز لمشجعي جالوروسي. ثلاث نقاط مهمة في مشوارنا الأوروبي.. لحظة خاصة في مسيرتي لاعبًا بأن أحرز هذا الهدف الأول بقميص روما».
بدأ عبد الحميد مسيرته مع الاتحاد، حيث لعب مع الفريق الأول من 2018 إلى 2022، ومنه انتقل إلى الهلال، ولمع نجمه بشكل أكبر، قبل أن يتجه إلى الاحتراف في أوروبا.
واستدعي إلى تشكيلة المنتخب الأوّل عام 2019، حيث شارك في مباراة تجريبية أمام مالي، ومن بعدها في 37 مباراة أخرى مسجلًا هدفًا واحدًا مع ثلاث تمريرات حاسمة.