وزير الإعلام والضرب في الصحافة الرياضية حرام
عندما أعلن عن المشروع الرياضي الكبير في السعودية سبقه خطط على كافة الأصعدة لضمان نجاحه، وكل جهة مسؤولة نفَّذت الحد الأعلى لضمان نجاحه، فأصبح لدينا بيئة ملاعب جاذبة، وأصبحت «العشوائية» في الدخول والتلاعب بأسعار التذاكر، ومقاعد «الصبة» في المدرجات، ومنع العائلات، وسوء «الأرضيات» كلها من الذكريات، وزاد على ذلك تنظيم الكثير من الفعاليات حتى أضحت ملاعبنا تضاهي العالمية دون أي مجاملات.
جهد كبير قامت به وزارة الرياضة ورابطة دوري المحترفين والأندية في استيعاب المشروع الرياضي التاريخي ومواكبته، وفعلت ما بوسعها لتحقيق أهدافه ونجحت في ذلك من خلال تمكين الشباب من الجيل الحالي ومزجهم بالخبرات، وجعلهم ينطلقون في عالم الإبداع وهو ما نلمسه، ولخصه الأسطورة الخالدة رونالدو في تصريح سابق: «كل شيء في السعودية رائع الملاعب والجمهور والحماس والمستوى الفني للمباريات».
وزارة السياحة واكبت المشروع الرياضي أيضًا، فصعوبة التأشيرات، وشح الفعاليات، أصبحت من الذكريات، فأصبح السائح الأجنبي يحصل على التأشيرة السياحية في دقائق، وهيأت له المدن بضخ الكثير من الفعاليات الترفيهية وجعل حضوره لا يقتصر على المباراة فقط بل يخوض تجارب سياحية عدة، ما رفع من عدد السياح الأجانب في السعودية، وفق ما أعلنته الأرقام الرسمية المعلنة.
بقية الجهات كانت عاملًا مساعدًا واستعدت لهذا المشروع الرياضي الكبير، بتقديم خدمات لوجستية مدركة بأن الدوري السعودي لكرة القدم أصبح ضمن العشر دوريات الأقوى في العالم، تنقله أكثر من 102 قناة وقيمته السوقية تتخطى المليارات من الريالات، ويلعب فيه أبرز نجوم العالم وعلى مقاعده أهم المدربين.
كل ذلك لم يستوعبه الكثير من أهل الصحافة الرياضية، وهم أحد النوافذ المهمة للتسويق للدوري.
فالمهاترات والمغالطات والتعصب الأعمى والإساءات والغوغائيات وهي لباس الصحافيين الموالين للأندية والمتنصلين من المهنية لم يصبح من الذكريات، بل ورّثه الجيل السابق للحالي ومستمرون.
هؤلاء لم يستوعبوا المشروع الرياضي فهو أكبر من أن يدركوه، فتفكيرهم «محدود» ولا يستطيعون أن يروا سوى ألوان ناديهم.
معالي وزير الإعلام وابن الصحافة البار سلمان الدوسري خرج في لقاء عبر «الليوان» وتحدث بحرقة عن الصحافة الرياضية وهو من يناهض للحد من خروج الكثير من الصحافيين الرياضيين عن المسار وإعادتهم إلى الجادة، وقال إننا أمام مشروع رياضي كبير ويجب مواكبته والتخلص قدر الإمكان من إعلام الأندية ومهمة الإعلامي ليست الدفاع عن ناديه.
رسالة معالي وزير الإعلام يجب أن تتحول إلى خطة عمل.. والجهات المسؤولة عليها أن تتكاتف لتخليص الوسط الرياضي من هؤلاء وتعديل مسارهم أو إبعادهم.. فالمشروع الرياضي يحتاج إلى تكاتف جميع الجهات وتوحيد الهدف ومنع أي خلل يضر به.