2025-09-06 | 22:32 مقالات

النجيمي.. وضربة المديفر القاضية

مشاركة الخبر      

نجح فريق مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية في استكمال مهمته، مستفيدًا من المحاولات والتجارب السابقة، وقدم نتائجه مشفوعة بتقرير مفصل يبين فيه المراجع، والوثائق، وشهادات المعاصرين، التي «اتكأ» عليها في سرده التاريخي، بعد أن هيأ لها باتفاق مع فريقه على التعريفات والمصطلحات، التي تكيف المسمى والتصنيف، وجرى إعلانه في مؤتمر صحافي كان نجمه عبد الإله النجيمي، عضو فريق المشروع، ومنظره.

ما انتهى إليه المشروع يعد إنجازًا لم يكن من المناسب أن يختلف عليه، خاصة أنه قد أظهر حماسة شديدة في الابتعاد عن فكرة «السجل البطولي» إلى ما هو أوسع، وأبعد من العدد إلى أصل النشأة ببعدها الوطني، وما ترتب عليه من حس وإسهام وحدوي شاركت في دعمه الأندية واللعبة، حفتها رعاية كريمة كانت ضمانة بقائه والتوصية بتواصل تنميته وتطويره، فالتاريخ تشكل صورته، التي يظهر فيها «الكل»، مدونة بالاسم، والزمان، والمكان.

الانتهاء من إنجاز مشروع التوثيق، وحفظه في السجلات، نريده أن يفتح أبوابًا أخرى لرفده بكل ما يجعله غني المرجع، قادرًا، لتلبية كل متطلبات البحث، والمعرفة، لكل ما يخص الرياضة في بلادنا، وأرى أن الدور الآن على اللجنة الأولمبية والبارالمبية، كذلك وزارة الرياضة في كل ما يخصهما من أندية، وألعاب، ورياضيين، وهو حجم يفوق بمراحل ما نتج عنه مشروع تاريخ كرة القدم، لكنه سيستفيد من الكثير مما ورد فيه، إما مفاتيح وصول، أو استراتيجية عمل.

سأتبع منهجية فريق المشروع، الذي فضل أن يعرض كل البضاعة، ولكلٍّ حقه في اختيار ما يريده دون أن يغير في اسم المنتج أو سعره، وذلك حتى لا يكون عدم اقتناعي بتصنيف «مسابقة كأس الملك» في سنواتها حتى 65 م، مسابقة «دوري» اعتراضًا على من استفاد أو تضرر، إذ إن اعتباره «كأسًا» هو ما استقر وتعارف عليه الجميع شعبيًا، وإعلاميًا، ولم يعترض عليه نظاميًا، مما أعده «انقلابًا» على ثابت لم يخطر على بال حتى مؤرخي الأندية أو المؤسسة الرياضية الرسمية، الذين يذكرون في سجلاتهم، سواء المخاطبات والمستندات، أو الوثائقيات المكتوبة والمتلفزة، سجل الكأس منذ 1957، فيما اختلف في انطلاقة الدوري، ولا يعني بالنسبة لي مصادقة أعضاء الجمعية العمومية على هذا «التكييف» القول الفصل، إذ منذ متى كان للجمعية أي دور غير فيه قرارًا، ناهيك عن كرسي؟!

أسجل إعجابي واحترامي الشديدين لعبد الإله النجيمي، الذي قدم عرضًا متماسكًا مقنعًا لخطوات عمل المشروع، منهجيته، وتحدياته، وشركاؤه، ونتائجه، ولفريق عمله على ما بذلوه من جهود مضنية طوال 11 شهرًا، واقتناعي أنه كان عملًا وفق كثيرًا في خطابه للمجتمع الرياضي، لكن تبقى الأسئلة مفتوحة ولو دون إجابة شافية لها، هذا أمر طبيعي حتى في أي تاريخ لأن له زوايا رواية مختلفة، وشهود على ما علموه أو عاصروه فقط... الزميل عبد الله المديفر حاور النجيمي في برنامجه «في الصورة»، نجح النجيمي في احتفاظه بنجوميته، وأسقط المديفر كل المراسلين، ومقدمي البرامج الرياضية، بالضربة القاضية.