2025-10-11 | 14:07 ويكي الرياضية

ماذا تعرف عن كوراساو القريبة من المونديال؟

الرياض ـ ناصر منصور
مشاركة الخبر      

تقف كوراساو الدولة البالغ عدد سكانها 185 ألف نسمة على مشارف التاريخ، بعد أن عزَّز منتخبها الأول لكرة القدم فرصة تأهله إلى كأس العالم للمرة الأولى، بفوزه على جامايكا 2ـ0، فجر السبت، في تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي «كونكاكاف».
كوراساو جزيرة كاريبية نابضة بالحياة، تجمع بين تراث استعماري وثقافة متعددة الألوان، واقتصاد مزدهر بالسياحة والنفط.
تقع كوراساو في جنوب البحر الكاريبي، على بعد نحو 65 كيلومترًا شمال ساحل فنزويلا، كجزء من جزر أنتيل الصغرى.
تعد أكبر جزر أنتيل الهولندية، بمساحة 444 كيلومترًا مربعًا، وتتميز بتضاريس جافة نسبيًّا مقارنة بجزر الكاريبي الأخرى، مع شواطئ رملية بيضاء ومياه فيروزية صافية تجذب الغواصين والسباحين.
العاصمة فيلميستاد، الواقعة في الغرب، هي قلب الجزيرة النابض، محاطة بتلال صخرية وكهوف طبيعية مثل هاني موني، التي تذكر بأسرار الأرض القديمة.
المناخ استوائي دافئ طوال العام، مع درجات حرارة تتراوح بين 27 و32 درجة مئوية، لكنه يعاني من جفاف موسمي يجعل الجزيرة تعتمد على تحلية المياه.
كوراساو ليست مجرد نقطة على الخريطة، إنها بوابة بين أمريكا الجنوبية والكاريبي، تجمع بين الرياح التجارية والأمواج الهادئة.
تبدأ قصة كوراساو مع شعب الأراوك، الذين هاجروا من أمريكا الجنوبية قبل آلاف الأعوام، يعيشون على صيد الأسماك وزراعة الذرة. في 1499، وصل المستكشف الإسباني ألونسو دي أوخيدا إلى الجزيرة، التي سماها «كوراساو» نسبة إلى كلمتها الأصلية التي تعني «منطقة القلب»، ربما بسبب شكلها الشبيه بالقلب.
سرعان ما أصبحت مستعمرة إسبانية، لكن الهولنديين غزوها في 1634، محوّلين إياها إلى مركز تجاري حيوي.
كانت ويليامستاد، العاصمة، مدينة تجارية مزدهرة، حيث بنى التجار الهولنديون منازل ملونة بألوان الباستيل، ما جعلها اليوم موقعًا للتراث العالمي لليونسكو.
في القرن الـ19، اكتشاف النفط في فنزويلا حوّل كوراساو إلى مركز تكرير نفطي، ما جذب عمالًا من جميع أنحاء العالم.
بعد الحرب العالمية الثانية، سعت الجزيرة إلى الاستقلال، محققة حكمًا ذاتيًّا كاملًا في 2010 كبلد تابع ضمن مملكة هولندا.
نحو 85 في المئة السكان من أصل إفريقي، إضافة إلى مزيج من الهولنديين، البرتغاليين، والشرق أوسطيين واللاتينيين.
الطعام يعكس التراث، ستوب وكروب «لحم بقري مع الخضراوات»، وفيش فينجرز «أصابع السمك المقلية»، مع تأثيرات هولندية وإفريقية.
الفنون مزدهرة، من لوحات الفنانين المحليين إلى الرقصات التقليدية، ما يجعل كوراساو واحة ثقافية في الكاريبي.
يعتمد اقتصاد كوراساو على السياحة بنسبة كبيرة، حيث تجذب شواطئها مثل جان ثيتش بيتش آلاف الزوار سنويًّا، إضافة إلى الغوص في الشعاب المرجانية.
تكرير النفط، الذي بدأ في الثلاثينيات، لا يزال عمودًا فقريًّا، مع مصفاة في بيلويست التابعة لشركة «بي بي»، إلى جانب خدمات الشحن والتجارة الدولية بفضل موقعها الاستراتيجي.
في عالم الرياضة، تبرز كوراساو في كرة القدم، على الرغم من صغر حجمها، فمنتخبها، المصنف الـ 84 عالميًّا، تأسس في 1924، ويضم لاعبين يحترفون في الدوري الهولندي مثل ريتشارد ألينوس وجوناثان أوراستو.
إنجازاته تشمل الوصول إلى ربع نهائي كأس الذهب الكونكاكاف 2019، حيث هزم السلفادور وهندوراس.
الفوز الأخير على جامايكا جعلهم يتقدمون بنقطة على جامايكا وثلاث على ترينيداد وتوباجو «التي فازت 3ـ0 على برمودا»، يمهد لمباراة حاسمة ضد ترينيداد، الثلاثاء، على أرضهم تحت إشراف المدرب الهولندي المخضرم ديك أدفوكات «78 عامًا»، الذي يحلم بقيادة الفريق إلى كأس العالم للمرة الأولى، بعد نجاحاته مع هولندا في 1998 وكوريا الجنوبية في 2006.
ومع تأهل عمالقة كونكاكاف الولايات المتحدة والمكسيك وكندا تلقائيًّا إلى كأس العالم 2026 كمضيفين مشاركين، تتاح ثلاث بطاقات تلقائية إضافية لفرق المنطقة.
ويضمن الفائزون في المجموعات الثلاث من الجولة النهائية للتصفيات التأهل إلى المونديال العام المقبل، بينما يتأهل أفضل فريقين من أصحاب المركز الثاني إلى ملحق بين الاتحادات القارية.