الثلاثاء الأخضر والكعب العالي
هناك أسباب متعددة لنجاح الفرق الرياضية، وتقدمها بشكل عام، أهمها توفير الأدوات الجيدة، والإعداد المناسب، والعمل على العوامل البدنية والفنية والذهنية والتنظيمية، وكل فريق ناجح يجب أن يجمعها بتوازن.
إلا أن بعض المباريات المصيرية والمفصلية تتغير فيها المقاييس، وتكون فيها الروح القتالية أقوى بكثير من تكتيك مدرب أو إمكانات لاعب.
وفي يوم الثلاثاء القادم سيلعب منتخبنا السعودي واحدة من أهم المباريات التي ستخلد في تاريخ الأخضر، فالفوز فيها مؤهل لكأس العالم، وتكمن صعوبتها في أنها أمام المنتخب العراقي، الذي يمتاز بالقوة والصلابة والمتمرس على اللعب خارج أرضه، وما يزيد من أهمية المباراة هو التاريخ التنافسي بين الفريقين، فهو ديربي خليجي وعربي في آسيا.
لكي نفوز على منتخب مثل العراق، يجب أن نرفع الروح القتالية إلى أعلى مستوياتها مع الحرص على ضبط الثبات الانفعالي داخل الملعب.
ولأن اللاعب السعودي يعشق التحدي فأحيانًا تأتي الروح بمؤثر خارجي كما حصل في آخر مواجهات الفريقين، التي أدلى فيها يونس محمود، نجم الكرة العراقية، ونائب رئيس الاتحاد العراقي، بتصريحات أثارت الجدل في بطولة الخليج 26 عندما سُئل عن حظوظ المنتخب السعودي في الفوز باللقب، فقال ضاحكًا، هل جاءت السعودية للفوز باللقب؟ وهو رد اعتبره البعض استفزازيًا، لأنه بدا وكأنه يستخف بقدرة الأخضر على المنافسة..
بعد ذلك، لم يعتذر عن التصريح، معتبرًا أنه لم يخطئ بحق أحد مما زاد من غضب الجمهور السعودي، وهذا ما حفز لاعبي الأخضر السعودي على اكتساح المنتخب العراقي بثلاثية.
وجاء في تصريح سابق بأن كعب المنتخب العراقي عالٍ على المنتخب السعودي، وهذا ربما يؤثر سلبًا على المنتخب العراقي، ويدخل لاعبيه بشحن أكبر، ويفقدهم التركيز، إضافة إلى تواضع مستوياتهم الفنية في الفترة الأخيرة.
كذلك يحفز لاعبينا، كما حصل سابقًا، ليحجموا كل من يحاول التقليل من بطل آسيا 3 مرات وكأس العرب مرتين.
وفي حال تأهل المنتخب السعودي، بإذن الله، ستكون المشاركة رقم 7 كأكثر الفرق العربية مع المغرب، وتونس، وهنا المعنى الحقيقي للكعب العالي.