2011-12-10 | 18:00

اليوم بين البرشا والريال

الرياضية ـ بندر الطياش
مشاركة الخبر      

بعد عام واحد فقط من الهزيمة الثقيلة 0 ـ 5 لريال مدريد أمام برشلونة وهي الهزيمة الأسوأ في مسيرة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، تبدو الفرصة سانحة الآن أمام مورينيو والنادي الملكي للثأر من الفريق الكتالوني العملاق. حينما يلتقي قطبا الإبداع والإمتاع في العالم في الساعة الثانية عشرة مساء بتوقيت مكة المكرمة على أرض ملعب «سانتياجو برنابيو» في العاصمة الأسبانية مدريد في إطار الجولة (16) من الدوري الأسباني, وشتان الفارق بين ما كان عليه الفريقان في العام الماضي وما هما عليه اليوم قبل ساعات من مباراة الكلاسيكو المرتقبة بينهما اليوم. ففي 29 من نوفمبر2010، حل ريال مدريد ضيفاً على منافسه العنيد برشلونة في ملعب «كامب نو» وسط ظروف كانت مهيأة تماما للنادي الملكي لتحقيق فوز ثمين على برشلونة بعد البداية الرائعة له في الموسم الماضي بقيادة مورينيو. ولكن العكس تماما هو ما شهده ملعب «كامب نو» حيث سقط الريال بخماسية نظيفة لقن فيها برشلونة ومديره الفني جوارديولا ضيفه الملكي ومدربه البرتغالي درسا قاسيا لتتحول الظروف المحيطة بريال مدريد في اليوم التالي إلى الاتجاه المعاكس تماما حيث بات الفريق في موقف أضعف من منافسه العنيد. ولكن الوضع اليوم يختلف تماما حيث يبدو برشلونة في الموقف الأضعف قبل مباراة القمة المرتقبة بين الفريقين. ولا يختلف اثنان على أن الريال وبرشلونة ما زالا الأفضل في الدوري الأسباني وأنهما يغردان على القمة بعيدا عن باقي المنافسين حيث يتسع الفارق بينهما من ناحية وبين باقي الفرق من ناحية أخرى. ولكن الشيء المختلف قبل لقاء الكلاسيكو بين الفريقين في الموسم الحالي عنه في المواسم القليلة الماضية هو الفارق الذي يتفوق به الريال على منافسه الكتالوني لأنها المرة الأولى التي يصل فيها الفارق بين الفريقين إلى ست نقاط لصالح الريال.وقلص برشلونة هذا الفارق إلى ثلاث نقاط ظاهريا فقط من خلال فوزه الساحق 4 ـ 0 على رايو فاليكانو في مباراة مقدمة بينهما من المرحلة السابعة عشرة للمسابقة بسبب انشغال برشلونة بالمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية باليابان.
ومع التغاضي عن هذه النتيجة في ظل وجود مباراة باقية للريال أكثر من برشلونة، يظل الفارق المنطقي بينهما ست نقاط.وألقت الهزيمة الثقيلة للريال 0ـ 5 أمام برشلونة بظلالها على أجواء النادي الملكي فيما تبقى من فعاليات الموسم الماضي والذي شهد عددا لا حصر له من المشاكل لمورينيو الذي اتسمت سلوكياته بالقلق والفظاظة.
وعلى مدار المواسم الثلاثة الماضية منذ أن تولى جوارديولا تدريب برشلونة لم يتجاوز الفارق الذي يتقدم به ريال على الفريق الكتالوني نقطتين في أي وقت خاض فيه الفريقان نفس العدد من المباريات بالدوري الأسباني في المواسم الماضية.وما يضاعف من صعوبة الوضع الحالي ولقاء الكلاسيكو على برشلونة أن ريال مدريد قدم في الموسم الحالي أداء راقيا يقترن بنتائج رائعة وصلت بمعدل التسجيل في مباريات الفريق إلى 5ر3 هدف في المباراة الواحدة.
ومثلما حدث في جميع الفرق التي تولى تدريبها من قبل ومع كل إنجاز تحرزه هذه الفرق، أشارت جميع الأصابع إلى مورينيو لتؤكد أن الفضل الأول في أداء الفريق يرجع للمدرب البرتغالي أكثر مما يرجع لنجوم الفريق وفي مقدمتهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني جونزالو هيجوين والألماني مسعود أوزيل والفرنسي كريم بنزيمة.وبعدما خطف رئيس النادي بيريز معظم الأضواء في مطلع القرن الحالي من خلال حرصه على شراء أبرز نجوم العالم مثل الفرنسي زين الدين زيدان والبرتغالي لويس فيجو والبرازيلي رونالدو والإنجليزي ديفيد بيكام وغيرهم فيما عرف بعصر النجوم العمالقة .. خطف مورينيو الأضواء من فلورنتينو أيضا في الموسمين الماضي والحالي رغم ما أنفقه بيريز من أموال هائلة لتدعيم صفوف الفريق في الموسمين الماضيين.وأظهرت الفترة الماضية التطور الواضح في أداء الريال وعدم لجوء مورينيو إلى الأسلوب الذي اعتمد عليه كثيرا في الماضي وهو التأمين الدفاعي والتركيز بشكل أكبر على الهجوم السريع الخاطف.واتسم أداء الريال في الموسم الحالي بالهجوم الضاغط والمكثف على مرمى المنافس منذ الدقيقة الأولى للدرجة التي لجأ فيها مورينيو أحياناً إلى الدفع بأربعة مهاجمين سوياً.ورغم كل ذلك، ما زال مورينيو بحاجة إلى الحفاظ على ذلك السجل الرائع عندما تحين الأوقات العصيبة خاصة في مباراة الكلاسيكو اليوم لرد اعتباره أمام جوارديولا الذي تغلب عليه في الدوري ودوري الأبطال في الموسم الماضي ثم في كأس السوبر الأسباني مع بداية الموسم الحالي.