(المعدون) مازالوا هواة
يتفق العديد من معدي البرامج المتعاونين مع مختلف القنوات التلفزيونية والذين تخصصوا في الإعداد للبرامج الرياضية اليومية والأسبوعية على مختلف مسمياتها، أنهم يقعون تحت ضغط نفسي واجتماعي بين متطلبات عملهم الأساسي من خلال الارتباط بوظيفة حكومية رسمية وبين ملاحقة الأحداث الرياضية ومتابعة المستجدات من أجل الإعداد بشكل مناسب للحلقة، ويؤكدون أنهم يقضون ساعات طويلة في البحث والتنسيق والاتصالات الهاتفية على مدار الأسبوع داخل أروقة التلفزيون كي يقوموا بالإعداد لحلقة لا تتجاوز مدة بثها على الهواء مباشرة الستين دقيقة غالباً، ويشددون أن مثل ذلك هو في النهاية يكون على حساب وقت أسرهم وعلاقتهم الاجتماعية التي أصبحت شبه مقطوعة مع استمرار هذا الوضع، مشيرين في ذات الوقت لسعادتهم بعملهم جراء ما يجدونه من ردود فعل طيبة وأصداء إيجابية وتعاون مثمر من الزملاء الرسميين في التلفزيون ومن الجماهير المتابعة من خلف الشاشة.
"الرياضية" ترصد من خلال السطور التالية أبرز المعوقات التي تحول دون احتراف العديد من المعدين التلفزيونيين العمل الإعلامي والتي يأتي في مطلعها ضعف الحوافز المادية وقلة الضمانات المستقبلية.. إلى التفاصيل:
ضعف المقابل المادي
في البداية يشدد معد برنامج (أصداء رياضية) والذي يعرض على الهواء مباشرةً على القناة الأولى فهد المطيري أن سبب عدم احتراف العمل التلفزيوني يعود لقلة الفرص الوظيفية في البداية لبعض التخصصات الإعلامية، ثم أن العمل في هكذا برامج والإعداد لها هو عبارة عن هواية.
ويضيف المطيري بقوله: "لا شك أن المقابل المادي ليس محفزاً ليترك المعد عمله الأساسي ليحترف العمل الإعلامي التلفزيوني، بالرغم من أنني أقضي ساعات طويلة لإعداد برنامجي الأسبوعي وفق القضايا المطروحة، وأن مثل ذلك يكون بالتأكيد على حساب أسرتي وعلاقاتي الاجتماعية".. ويثني المطيري على التلفزيون السعودي لاستقطابه واحتضانه الكثير من الشباب السعودي الراغب في العمل الإعلامي، حيث يتيح لهم فرصة العمل كمتعاون ثم يمنحهم حرية الاختيار بعد أن يكتسبوا التجربة بشكل جيد بين البقاء متعاونين أو البحث عن فرصة أفضل من خلال القنوات التلفزيونية الأخرى بعد اتساع رقعة سوق العرض والطلب بينها.
ويختم بقوله: "بعد الاستمرار في العمل بشكل متعاون مع التلفزيون يصعب الاحتراف ما لم تكن هناك ضمانات مستقبلية وعروض مالية مغرية، وعليك أن توفق بين عملك الحكومي الأساسي وبين متطلبات عملك الإعلامي، فالمشاهد يعنيه ويهمه جودة العمل دون أن يدخل أو يعرف ظروف المعد أو المقدم والذي يكون أحيانا أوفر حظا من المعد بعامل الشهرة على الأقل".
هواية وولع
من جانبه يقول معد ومقدم برنامج (دوري الدرجة الأولى) خضير البراق: "أعمل منذ عدة سنوات مع القناة الرياضية السعودية بشكل متعاون، وقد قمت حتى الآن بالإعداد لعدد (117) حلقة من برنامج (دوري الدرجة الأولى) الذي يعرض أسبوعياً على الهواء مباشرةً هذا خلاف قيامي بإعداد قرابة (2000) تقرير عن مختلف المناسبات والمباريات التي تقام في منطقة القصيم".
ويضيف: "بداية العمل الإعلامي هواية وآخره (ولع) ومعه يصعب على المرء ترك عمله الأساسي الحكومي أو ترك التعاون مع التلفزيون، خاصةً إذا ما عرفنا ضعف الضمانات والمردود المالي لمن يعمل في بعض وسائل الإعلام ونبذل جهودا مضاعفة للتوفيق بين العملين".. وشدد البراق أن الأصداء الطيبة وردود الفعل الإيجابية التي يجدها من المسئولين والجماهير أمر يشجع على الاستمرار في العمل والبحث عن التألق حتى وإن كان مثل ذلك يكون على حساب وقت الأهل والأقرباء وضعف المقابل المادي كذلك حيث أقضي في التلفزيون عادةً ما يقارب من خمس إلى ست ساعات يومياً للإعداد لحلقة الأسبوع والإعداد لبعض التقارير والاستديوهات التحليلية التي تبث من منطقة القصيم". ويختتم بقول: "متى ما توفرت الحوافز المالية الجيدة والضمانات الكافية وفق عقود منظمة لذلك فإن الاحتراف بلا شك أفضل ويخفف من معاناة من هم على شاكلتنا".
متعاون على حساب العلاقات
ويشاركنا بالقول معد برنامج (صافرة) ثنيان المقبل: "لا شك أن المعد المتعاون يلقى صعوبات بالغة لا سيما إذا ما كان يقوم بالإعداد لبرنامج جماهيري يتابعه آلاف المشاهدين، ويعنى بجانب مهم من هموم الشارع الرياضي مثل إشكاليات الحكام والتحكيم في مباريات كرة القدم". ويضيف: "الإعداد لحلقة (صافرة) أو مشاركتي في الإعداد للاستديو التحليلي الذي يسبق المباريات يتطلب مني جهداً ووقتاً طويلاً أضطر معه أحياناً للحضور للتلفزيون بعد فراغي مباشرةً من عملي الحكومي الأساسي، وأقضي هناك في أروقة التلفزيون ساعات عديدة، لذلك لا تسأل عن علاقاتي الاجتماعية فهي (صفر) للأسف، وقد واجهنا إحراجات عديدة جراء ذلك، وأتصور أن هذا الأمر يعاني منه الكثير من المنتسبين للوسط الإعلامي سيما فئة المتعاونين منهم، أما عن الشهرة فهي لدى المعدين ضعيفة قياساً بالزملاء المقدمين للبرامج".