العاملون يتقاضون رواتب خيالية
يرى الكثير من المتابعين والمراقبين أن هناك مبالغة في مرتبات العاملين في القنوات الرياضية, خاصة ممن يعمل تحت مسمى مذيع أو معلق كروي أو محلل رياضي, حتى تسبب التنافس بين القنوات الفضائية التلفزيونية في دول الخليج في إحداث سوق سوداء رفعت أسعار التعاقد مع أمثال هؤلاء إلى أرقام وصفها بعض المراقبين بالخيالية قياسا بما يقدمونه من مواد للمشاهدين .
عدد من مديري المحطات الرياضية والمسئولين فيها اعترفوا بذلك, وأكدوا على وجود مبالغة غير منطقية في المبالغ التي يتقاضونها , مقابل ما يقدمونه خصوصا في القنوات الحكومية التي لا تكون فيها الرقابة المالية مشددة غالبا كما هو الحال في القنوات التلفزيونية الخاصة . (الرياضية) تستعرض من خلال هذا التحقيق أسباب ارتفاع أسعار العاملين في القنوات التلفزيونية الفضائية:
رقابة مالية
يجزم مدير قنوات دبي الرياضية راشد أميري أن غلاء أسعار المذيعين والمعلقين الكرويين والمعدين والمخرجين ليس قاصرا عليهم , مؤكدا أن كل شيء ارتفعت أسعاره وإذا كنا نتكلم في المجال الرياضي . فانظر مثلا كم كانت قيمة نقل المباريات سابقا وكم وصل سعرها الآن , مشيرا أن عربة النقل التلفزيوني التي كانت تستأجر بثمانية آلاف درهم , تضاعف سعرها الآن بشكل سريع ليصل 80 ألف درهم , وقال “ سابقا كانت بطولة الخليج تنقل تلفزيونيا بالمجان ثم بأسعار معقولة وبعدها كم وصل سعر نقل المباراة الواحدة ؟ بطولات إقليمية ليس لها متابعة كبيرة قفزت من مليون إلى عشرين مليون.
ويؤكد أميري أن الأجانب حين نستقطبهم كمدربين ولاعبين وفنيين يتقاضون بالملايين وبالدولار واليورو وبعضهم يفشل ويذهب دون أن يحقق شيئا.. ما أرى أن هناك مشكلة إن كان المستفيد من أبناء الخليج, مشددا أنه ليس هناك منظومة إدارية واضحة تعمل بها القنوات التلفزيونية سيما الحكومية منها لعدم وجود الرقابة المالية المشددة! لذا كل مدير قناة يحضر يريد أن يكون عهده الأفضل بكل شيء وهذا حق مشروع للجميع ولذلك يعمل على استقطاب الأفضل بالميدان . , مشيرا أنه من هنا ارتفعت الأسعار وسط منافسة محمومة وصلت إلى درجة المبالغة غير المنطقية أحيانا . وأضاف “ هناك قنوات عربية تدفع مبالغ يمكن أن تعد خيالية في نظر البعض للمذيعين المعدين على اعتبار قيمتهم الفنية وأثرهم الإيجابي بالقناة .. بالطبع مثل هذا الشيء لا يمكن أن يحصل في قنوات تلفزيونية خاصة تعمل وفق ميزانيات دقيقة, تقوم بدراسة جدوى ما تحصل عليه من مال مقابل ما تنفقه “, ويختم مدير قنوات دبي الرياضية قائلا: أتمنى تشكيل لجنة تضم أعضاء من جميع القنوات الرياضية لدراسة مثل ذلك والخروج بتوصيات فاعلة ومقنعة للجميع من أجل وضع استراتيجية لمثل ذلك .
عرض وطلب
يقول أحد المسئولين في القنوات السعودية الرياضية( فضل عدم ذكر اسمه) إن كل قناة تحرص على استقطاب الكفاءات المتميزة من معدي البرامج والمذيعين والمعلقين الكرويين وكذا المراسلين الميدانيين وغيرهم من الكفاءات الفنية, وقد يكون هناك مبالغة في مرتبات البعض منهم خاصة ممن لهم تاريخ وحضور ومردود فني إيجابي على القناة الرياضية التي يعمل بها بعد أن تم تقسيم المذيعين لثلاث فئات (أ , ب , ج ). ويتابع : مثل ذلك بلا شك خاضع للعرض والطلب , متمنيا وجود اتفاق أشبه بما يكون ميثاق شرف بين القنوات التلفزيونية لتحديد مرتبات هؤلاء وفقا لمهنيتهم وخبراتهم , مؤكدا أنه في حال حدوث ذلك فإنه سيجعل القنوات الرياضية تعمل بلا شك وفق منظومة واضحة.
مستعدون لدفع مليون دولار
من جانبه أكد مدير البرامج الرياضية في مجموعة mbc يزيد مواقي أن مرتبات العاملين لديهم هي من الخصوصية بمكان لا يمكن من خلاله نشره أو الإطلاع عليه .ويضيف : نحن في مجموعة mbc لدينا نظام علمي يخضع من خلاله المذيع أو المعد أو المعلق أو أي شخص نريد استقطابه لدراسة جدوى ما سيقدمه من عمل وهل هو مربح ماليا أم لا ؟ بمعنى لا يمكن أن نعطي شخصا ما مرتبا أعلى مما تكسبه القناة من برنامجه . ولذ نقوم بإبرام العقود لفترات محددة كي يتسنى لنا دراسة الجدوى الاقتصادية بين فترة وأخرى. ويمضي مواقي قائلا : صحيح هناك مبالغة بالأسعار في القنوات الخليجية والعربية ولكن لكم أن تقارنوا مثلا بين ما يحصل عليه اللاعب الانجليزي غاري لينكر في بريطانيا أو الفرنسي القصير اللاعب الدولي ( لازاريزو) بعدما تحولا لمذيعين في البرامج الرياضية من خلال القنوات التلفزيونية وبين ما تدفعه القنوات الخليجية والعربية .
وشدد مدير البرامج الرياضية في مجموعة mbc انه لا يتردد في جلب أي شخص يكون في حضوره إضافة فنية ومالية , وقال “ مستعدون أن ندفع لأي مذيع أو مقدم مرتبا قدره مليون دولار إذا كان سيجلب من خلال برنامجه ماهو أكثر من هذا المبلغ من خلال عقود الرعاية والإعلان”, ويتابع مواقي : المذيع أو المعد أو أي شخص كان يتم التعاقد معه بمبلغ خيالي لا يمكن له أن يعمر في القناة ويبقى سنوات طويلة إلا في حدود ضيقة جدا أساسها مقدار الإضافة الفنية لعمله والمبلغ الذي تستفيده القناة من تواجده معها .
تعجيز
مدير القنوات الرياضية بتلفزيون البحرين عبد العزيز الأشراف يقول : للأسف باتت أسعار المعلقين الكرويين خصوصا مرتفعة جدا بل كل شيء في هذا المجال ارتفع سعره , ويشير أنه في السابق كان الكثيرون يتوسلون للخروج عبر الإعلام وخاصة من خلال شاشات التلفزيون, ويفرح جدا لمجرد الظهور بالمجان وبعد ذلك أصبح يشترط مبالغ عالية مقابل حضوره ومشاركته في برنامج ، ويزيد “ مثلا في تلفزيون البحرين نتعب وندرب معلقين ومذيعين ومراسلين وبمجرد البروز يطالب بعقد وفق شروط مالية كبيرة وإذا لم ننفذ لسبب أو لآخر اتجه لمحطة أخرى على طريقة المثل الشعبي ( كل ساقط له لا قط ). ويتابع الأشراف قائلا : صحيح الزين ثمنه غال والجيد يفرض نفسه على الجميع , ولكن تنوع القنوات وتعددها وكثرة المنافسات المنقولة لمختلف الألعاب الرياضية والحاجة لعدد من المذيعين والمحللين والمراسلين الميدانيين وغير ذلك وحرص المسئولين فيها على جلب أفضل الخامات البشرية لجلب أكبر قدر ممكن من المشاهدين ساهم برفع الأسعار بطريقة أراها غير منطقية في بعض الحالات خاصة في القنوات الحكومية التي تنفق دون وجود رعايات أو مردود إعلاني كاف لسداد مثل هذه النفقات . ويختم الأشراف : يفترض أن القائمين على المحطات التلفزيونية يجعلون الحكم للجماهير وإشراكهم باستطلاع عن مدى تميز مذيع أو معلق ما وما يقدمه من برامج ثم تحديد ما يستحقه ماليا .
مذيعو ( الفهلوة) المزايدة
مدير قنوات لاين سبورت تركي الخليوي يؤكد أن أسباب ارتفاع الأسعار يعود لسببين الأول بالنسبة للمعلقين الكرويين ندرة الموهوبين والمتميزين منهم , وثانيا أن المميزين وضح أنهم يعملون على تطوير أنفسهم وقدراتهم في كل وقت لذلك واصلوا التميز. أما فيما يتعلق بالمذيعين فهناك مذيع موهوب بالفطرة يجمع بين التميز والمثالية وبالطبع لديهم الفطرة والموهبة , وهناك نوع من المذيعين يمارسون ما يسمى بالفهلوة باللسان أمام المشاهدين والمسألة بالتأكيد لا تخلوا من عرض وطلب . مؤكدا أن هناك قنوات تلفزيونية تبحث عن المثالية والتميز وأخرى تبحث عن الإثارة والجماهيرية علـى حساب أمور أخرى. ويضيف الخليوي: ندرة المتميزين ساهم برفع الأسعار مع حـــرص القنوات على جلـــب المتميز والأفضل مثالية . ولكن ما يؤسف له أن هناك مذيعين ناجحـــين اســـتغلوا هذا النجــــــاح لممارســـــة المزايدة .