درس العلوم الطبية.. وتنقل بين الاقتصاد والسياسة والرياضة.. القحطاني:
دخل مجال الإعلام من بوابة الاقتصاد، ثم انتقل للنشرات السياسية، واستقر في أحضان الإعلام الرياضي، بالرغم من دراسته للعلوم الطبية.. إنه المذيع مشعل القحطاني، مقدم برنامج مباشر من دبي، الذي تنقل بين ثلاث قنوات فضائية، كان آخرها قناة دبي الرياضية، والتي يقول مديرها العام راشد أميري عن مشعل القحطاني: (مشعل إعلامي مميز، أستطيع أن أصفه بالإعلامي الشامل، فتارة تجده صحفياً متمكناً، وفي أخرى يبهرك بإعداده الرائع، وكما تتابعون فهو مذيع متألق).
وسألت أميري كيف تم اختيار القحطاني، فأجاب: (كنا نفكّر بجدية في دخول الشارع الرياضي السعودي، وكان لابد أن نستعين بكفاءة سعودية تساعدنا في ذلك، وتم ترشيح مشعل لهذا الأمر، فتابعناه بتركيز عال، ووجدنا أن الترشيح في محله، فكان خيارنا الأفضل من بين عدة أسماء أخرى).. وعن ما وجده في القحطاني من مميزات يقول أميري: (أهم ميزة في مشعل أن مواصفاته منسجمة مع معايير قناة دبي الرياضية، إضافة إلى ذلك فهو مثقف في العموم وفي الرياضة بشكل خاص، ومحب جداً لمهنة الإعلام ولذلك يتطور ويبدع، ويحترم قواعد المهنة ومبادئها.. كما أنه خلوق جداً ولديه قدرة عالية على التأقلم مع البيئات الجديدة).
فيما يتذكر القحطاني نفسه ما قبل الإعلام، حيث يقول: (كنت أجلس مع والدي حين كان يتابع قناة الإخبارية السعودية، فأقول له "سأكون مع هؤلاء المذيعين يوماً ما" فيرد علي بالضحك؛ لأنه يتوقع أنني أمازحه بقصد التلميح إلى طمعي في الجلوس بجوار المذيعات في الإستديو، بينما كنت أعني كلامي حرفيّاً من حيث رغبتي في التوجه للإعلام كمذيع، إضافة لإعجابي حينها بقناة الإخبارية؛ وبالفعل توجهت للقناة وقابلت مسؤوليها في ذلك الوقت، وعلى رأسهم مدير القناة محمد التونسي، الذي اعتبره "عراب" مشعل القحطاني، وبعد ثاني اختبار في إلقاء نشرة أخبار، وهو ما يعرف بـ "البايلوت" تم اعتمادي كمذيع).
وعن البرامج التي قدمها القحطاني يقول: (بدأت بتقديم النشرات الاقتصادية، في نهاية عام 2007، ثم تحولت للنشرات السياسية، وبعد خروج الزميل تركي العجمة من برنامج قضايا في الوسط كُلفت بتقديم البرنامج، مع تحولي لتقديم نشرات الأخبار الرياضية، ثم أسست برنامج الشوط الأخير الرياضي، حيث كان فكرتي وإعدادي وتقديمي في البداية، وحظيت حينها بدعم لا أنساه من مدير قناة الإخبارية مجري القحطاني، إضافة إلى إشراف ومتابعة حامد العتيبي الذي وقف معي وساندني).
وحول انتقاله بعد ذلك إلى قناة لاين سبورت قال القحطاني: (أثناء عملي في الإخبارية جاءتني عدة عروض كان أفضلها من قناة art عن طريق الزميل وليد الفراج، ولكن لظروفي العملية لم أستطع قبول العرض لأنه يشترط تواجدي في جدة، وفي ديسمبر 2010 وصلني عرض قناة لاين سبورت فانتقلت إليها).
ويكمل القحطاني تفاصيل هذا الانتقال بحسرة حيث يقول: (آمالي وطموحاتي كانت أكبر من قدرات لاين سبورت في ذلك الحين، ومع هذا أعتز بتجربتي مع القناة، خاصة أنني قدمت الإستديو التحليلي لكأس آسيا برفقة أسماء كبيرة، مثل ماجد عبدالله وتركي العواد وبندر الجعيثن، وغيرهم، إضافة للإستديو التحليلي لجميع النهائيات السعودية التي نقلتها القناة، بل وحتى نهائي آسيا ونهائي كأس رئيس دولة الإمارات، إلى جانب ثلاث حلقات من برنامج "آخر السطر").. فبادرته بسؤال.. وما الذي لم يعجبك في القناة؟.. وأجاب: (ما زلت عند رأيي أن آمالي وطموحاتي كانت أكبر، ولكن عموماً هناك برنامج شاركت فيه ولم أكن مقتنعاً، وهو برنامج "خط تلفون" وأجبرت على تقديمه بسبب اشتراط الشركة الراعية للبرنامج أن أقوم بتقديمه، ولكنه لم يضف لي شيئاً أبداً لأنني تجاوزت مستوى البرنامج قبل تقديمه، وسيرتي الذاتية حينها تشهد بذلك.. والفائدة غير المهنية الوحيدة من البرنامج كانت محبة الناس وردة فعلهم الإيجابية)؛ قاطعته بأن نقداً قاسياً وجه له في ذلك الوقت من بعض المشاهدين والجماهير على اعتبار أنهم يرون حينها أن مشعل الحكومي كان ألطف في التعامل من مشعل الخاص، في إشارة للقناتين التي عمل فيها، فقال: (قناعتي ومبدئي قولاً وعملاً "رضا الناس غاية لا تدرك"، ولذلك لا أكترث لرأي الناس؛ لأنك ستجد مقابل كل رأي غاضباً آخر راضٍياً وسعيداً، وبالتالي لم تعد تعنيني هذه التناقضات).
وفيما يختص بانتقاله لقناة دبي الرياضية يقول القحطاني: (اتفقت بشكل نهائي مع قناة دبي الرياضية قبل أن أغادر لاين سبورت، ولكن تقديراً مني للقائمين على لاين سبورت ومن باب المهنية أخفيت هذا الاتفاق إلى أن جاء وقته، وهذا يرد على من يقولون أنني عشت فترة توقف عن العمل الإعلامي بين مغادرتي للاين سبورت والتحاقي بدبي الرياضية).
وعن تفاصيل مهامه في دبي الرياضية قال القحطاني: (دبي الرياضية آمنت بقدراتي وأعطتني مساحة تعكس ذلك، وأنا الآن مذيع ومعد أول في القناة، أرسم طريقة وحدود البرنامج، ويقوم عدد من الزملاء بالتنفيذ، مع التنسيق معي في كل ما يختص بالرياضة السعودية)، فسألته مباشرة: وكيف تصنف استضافة إيمانا! وكيف ترى ردة الفعل التي أعقبتها ؟، فرد القحطاني سريعاً بقوله: (ردة فعل طبيعية جداً، بعض الناس تشعر وكأنهم مربوطون بحبل، جذبتهم بذلك الحبل حينما استضفت إيمانا وأثنوا عليّ، ثم شدّهم غيري بالحبل نفسه فناقضوا أنفسهم وذمّوني)، قاطعته: ولكني أسألك عن رأيك وقناعاتك أنت، فقال: قبل أن يعقد المؤتمر الصحفي لإيمانا جاءني خبر التعاقد معه من شخصية غير إماراتية، ففكرت في الترتيب لاستضافته لوجود عدة ملفات تخصه وتحتاج من يناقشها معه) فسألته مقاطعاً حديثه: وهل قضية الإصبع من بينها؟.. وأجاب: (قناة دبي الرياضية وأنا أكبر من أن نخصص وقتاً لمناقشة قضية "سخيفة" مثل هذه)، اعتذرت عن مقاطعته وطلبت منه أن يكمل، فقال: بالفعل خاطبنا أصحاب القرار في النادي الأهلي وإيمانا، ورتبنا للاستضافة بعد المؤتمر الصحفي، وهذا كله حصل قبل أن يحدث أيّ شيء مع الزميل بتال القوس) ثم استطرد القحطاني لذكر تفاصيل ما بعد المؤتمر بقوله: (سمعت يوم الأربعاء عن ظهور إيمانا في قناة العربية، وتفاجأت لأن اتفاقي معه ومع وكيل أعماله أن يكون الظهور الأول معنا بعد المؤتمر، ووصلت إلى قناعة إلغاء الاستضافة، وفي يوم الخميس اكتشفت أن ظهور إيمانا كان عن طريق المؤتمر الصحفي، وليس لقاء خاصاً، وبالتالي عدلت عن إلغاء الاستضافة وأكملنا بقية الإجراءات، واستضفنا إيمانا حوالي الساعة وناقشناه في موضوعات كثيرة، كأول قناة تحاوره وتفتح معه هذه المملفات "ذات القيمة والفائدة")، شعرت أن هناك كلاماً مازال يحبسه القحطاني، وسألته إن كان إحساسي صحيحاً، فقال: (صحيح، بعضه سيحين موعده قريباً، وسأقول جزءاً منه لأغلق به هذا الموضوع: أولاً: أنا أعرف المهنية، وقناة دبي الرياضية تعرفها قبلي وأكثر مني، لو كان حديث إيمانا خاصاً صدقني أنني كنت سأتمسك بإلغاء مقابلتي معه رغم أنها مجدولة ومتفق عليها مسبقاً، ولكن بما أن ما ظهر لإيمانا حديث عام فعلى من يتشدق بالمهنية أن يلتزم الصمت، أما ثانياً: فنحن لم ولن نكون طرفاً في قضية إيمانا والنادي الأهلي من جهة وقناة العربية من الجهة الثانية).
وبعد أن أغلق القحطاني موضوع الساعة، قررت أيضاً أن أشكره وأختم الحوار، بعد أن أبحرت معه من بداياته التي غلفتها الابتسامة، إلى أن وصلنا لآخر قضية ساخنة مازال صداها يُسمع، وستظل تبعاتها معاشة حتى حين.