2008-12-30 | 18:00 الكرة العربية

فارق الإمكانيات يقف لصالح السعوديين .. والمهمة تحسين الصورة

إعداد خالد الشايع
مشاركة الخبر      

لم يكن أداء المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مقبولا في آخر ثلاث دورات خليجية، فقد خرج من الدور الأول في البطولة السابعة عشرة ومن الدور نصف النهائي في الدورة الثامنة عشرة، بعد أن كان حاز البطولتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة.. المهمة الآن أكثر صعوبة وهي استعادة الأمجاد السعودية الخليجية، وهي مهمة لن تكون سهله:
ويملك المنتخب السعودي كل مقومات التفوق التي تجعله قادرا على تسيد الساحة الخليجية.. . وهنا سيلعب مع منتخبات قطر واليمن والإمارات حامل اللقب.
وتبدو المقارنة ظالمة بين مهارة اللاعبين السعوديين وبقية منافسيهم.. وخلال أربع الدورات الماضية انتزع السعوديون اللقب مرتين. وعانوا من ظروف قاسية في السابعة عشرة انتهت بحلولهم ثالثا في مجموعتهم .. وانتهت مشاركتهم في الثامنة عشرة في الدور نصف النهائي على يد الإمارات.. والفرصة سانحة لرد الاعتبار الآن.
يملك مدرب المنتخب السعودي الوطني ناصر الجوهر أوراقا رابحة ليلعب بها كالمهاجم ياسر القحطاني والمهاجم مالك معاذ والمحور الدفاعي خالد عزيز وايضا عبده عطيف وشقيقة احمد، ومع عودة لاعب الوسط محمد نور سيكون الوسط السعودي أكثر قوة.
يقول المدرب الجوهر:" نحن جاهزون للبطولة.. استفدت من مباراة البحرين الكثيروخرجت بانطباعات فنية مفيدة وضعت فيها التكتيكات المناسبة التي غيرت فيها العديد من اللاعبين والتي فسرها النقاد والمحللون سبباً في خسارتنا للمباراة ولكنني لا أنظر إلى الخسارة بل أبحث عن الانسجام والوصول بالمنتخب إلى الجاهزية الكاملة قبل السفر إلى مسقط".
وفي سؤال حول ضمه لنور، أكد مدرب المنتخب السعودي بأن عودته ستفيد المنتخب وأوضح: "نور لاعب كبير نعتز به كبقية اللاعبين السعوديين وعودته كانت باختياري لأن ذلك من اختصاص المدرب، مبيناً أن عودة نور لم تفرض عليه من أي إنسان كان لأن اختيار لاعب أو استبعاد آخر هو مسؤوليته وحده".
ولم يمانع الجوهر من ضم حارس الهلال محمد الدعيع ومهاجم نجران الحسن اليامي قائلاً: "متى ما وجدت حاجتي للدعيع لن أتردد في استدعائه للمنتخب كما فعلت مع محمد نور، ولكن يجب ألا نجعل تركيزنا على الأسماء ودعونا نفكر كيف نحقق بطولة دورة الخليج ونصل إلى نهائيات كأس العالم، ففي دول العالم هناك لاعبون نجوم لا يشاركون مع منتخباتهم وتجدها تحقق البطولات، والمنتخب السعودي حقق العديد من البطولات من غير نور والدعيع".
وفي سؤال حول ما ينقص المنتخب قبل ذهابه إلى عمان قال: "شخصية المنتخب السعودي الفنية تؤهله لأن يكون بطلاً مع احترامي للمنتخبات الأخرى التي من حقها أن تسعى إلى تحقيق البطولة وتقاتل من أجلها".

كأس عنيدة
رغم الهيمنة السعودية على البطولات عربيا وآسيويا والتأهل لكأس العالم منذ عام 1984 بعد أن توالت الانجازات المتتالية معطية السعودية الحق في أن تكون بطلة لكأس آسيا 3 مرات وسفيره لها في المونديال أربع بطولات في الولايات المتحدة 94 ، فرنسا 98 وكوريا – اليابان 2002 وألمانيا 2006.
إلا أنه لم يكن للسعودية وجود في السجل الذهبي لأبطال كأس الخليج و ظلت لغزا صعبا خاصة وهو يدخل كل بطوله كمرشح أول للقب منذ البطولة الثامنة في البحرين عام 1986، ولم تنحل العقدة إلا 1994 عندما فاز الأخضر بلقبه الخليجي الأول.
كانت المشاركة الأولى عام 1970 مع انطلاقه البطولة.. في المباراة الأولى خسر أمام الكويت 1ـ3 وتعادل سلبا مع البحرين و1ـ1 مع قطر وسجل هدفي الفريق النور موسى ، ولم تكن النتائج مرضيه على الإطلاق واعفي بعد الدور المدرب الانجليزي جورج سكينز من منصبه.
في البطولة الثانية تولى المصري طه إسماعيل وكان قاب قوسين او ادني من الفوز بالكأس ، وخسر اللقب في نهاية المطاف بفارق الأهداف وكان من المفترض أن تجرى مباراة فاصلة إلا أن السعوديين تنازلوا للكويت عن اللقب إكراما لحق الضيافة.
بعد ذلك بعامين سنحت الفرصة للسعودية بتحديد مصيرها بنفسها بعد أن تأهلت للمباراة النهائية في ملعب نادي الكويت ، غير أن الحسم كان لمنتخب الكويت والذي فاز بأربعة أهداف نظيفة في المباراة النهائية.. وحينها أشتكى السعوديون من أن الجمهور الكويتي وجاءت النتائج السعودية على النحو التالي : 2ـ0 ثم 3ـ1 على قطر ، 4ـ1 على البحرين ، 2ـ0 على الإمارات قبل خسارة المباراة النهائية أمام الكويت 0ـ4.
المشاركة الأسوأ
ولكن أسوأ الذكريات السعودية في البطولة كان في الدوحة 76 حيث انتهى المطاف بالفريق في المركز الخامس وتكبد الفريق فيها أثقل هزيمة له في تاريخ البطولة أمام العراق 1ـ7 ، وانتهى الجيل الأول من اللاعبين بدون بطوله رغم أن هناك أسماء لامعة كالحارس احمد عيد ، محمد المغنم والنور موسى ، وجاءت النتائج : 0ـ1 ، 2ـ0 على الإمارات ، 1ـ7 أمام العراق ، 3ـ1 على عمان ، 1ـ2 أمام البحرين و 1ـ3 أمام الكويت.. حينها أطلق على المنتخب المشارك بالمنتخب الرمزي لأنه لم يضم أفضل اللاعبين السعودين.
وكان لابد من الاعتماد على مجموعه جديدة من اللاعبين الجدد ، وفي البطولة السادسة عام 1979 ظهرت بعض الأسماء الشابة الواعدة ، كالمدافع القائد صالح النعيمة والهداف ماجد عبد الله والذي سجل لوحده 7 أهداف وصانع الألعاب فهد المصيبيح واحمد الصغير ، وحل الفريق ثالثا ولم يخسر سوى أمام المضيف العراقي ،
في أبوظبي 82 دخل الفريق بدافع التعويض بعد خروجه من تصفيات كأس العالم ، والتي قدم في دورها الأول عروضا متميزة جعلته يقصي العراق في التصفيات التي استضافها ملعب الملز، ولكن الفريق سقط من منصة التتويج واحتل المركز الرابع
وشهدت مشاركه السعودية في البطولة السابعة أحداثا مثيره شكلت منعطفا تاريخيا للكره السعودية ، فبعد سلسله من العروض الهزيلة قرر الاتحاد السعودي لكره القدم اقصاء البرازيلي ماريو زاجالو عقب الهزيمة الثقيلة أمام العراق 0ـ4 وإسناد المهمة للوطني خليل الزياني والذي حقق فوزين وتعادلا وحسن بذلك موقع الفريق ، وجاءت النتائج على النحو التالي : 1ـ2 أمام قطر ، 3ـ1 على عمان ، 0ـ4 امام العراق ، 1ـ1 مع الكويت ، 2ـ0 على الإمارات والبحرين.
بعد ذلك انهالت الانجازات الكروية السعودية وبدأ عصر الهيمنة الحقيقية والتي بدأها الزياني بالفوز ببطولة كأس آسيا التي أقيمت في سنغافورة عام 1984 ، وهذا ما جعلنا نصف قرار الاتحاد السعودي في مسقط 84 ، بأنه قرار مفصلي في تاريخ الكره السعودية.

عصر العالمية
في المنامة 86 جاء المنتخب السعودي كأقوى المرشحين بوصفه بطل كأس آسيا وممثل العرب في اولمبياد لوس انجلوس ، لكن الأمور سارت في الاتجاه المعاكس وصعق الفريق بخسارة قاصمه للظهر أمام الكويت التي لم تستعد للبطولة إلا بمباراة واحده ومني الفريق بعد ذلك بخسارتين وحقق 3 انتصارات بالكاد وضعته في المركز الثالث ، وقد وجهت أصابع الاتهام يومها تجاه اللاعبين. وفرض الاتحاد السعودي عقوبات على المتقاعسين منهم.
وفي الرياض 88 كان لسان حال السعوديين : " هذه المرة لن تفلت منا الكأس " فالاستعدادات كانت رائعة حيث لم يتمكن منتخبا انجلترا واسكتلندا من تحقيق أفضل من التعادل 1ـ1 و2ـ2 على التوالي قبل أسبوع واحد فقط من انطلاقه الكأس ، وقبلها حصل الفريق على فضية دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في سيئول 86 واستعان الفريق بمدرب الهلال عمر بوريس الذي درب اورغواي في مونديال المكسيك 86.
ولكن كل ذلك أصبح للتاريخ فقط مع انطلاقه البطولة، حيث وجد صعوبة في تخطي عمان في اللقاء الافتتاحي ، وتعادل مع قطر وفاز في آخر دقيقه على البحرين، وتعادل في آخر دقيقتين مع الإمارات ، وفي لقاء العراق خسر بهدفين نظيفين وانتهى معها صبر الجماهير التي عبرت عن إحباطها بمؤازره الفريق المنافس وإطلاق صيحات الاستهجان على فريقها ، واختتم الفريق مشواره بتعادل سلبي مع الكويت وحل ثالثا.
واعتذرت السعودية عن عدم المشاركة في خليجي 10 في الكويت وغابت للمرة الأولى عن البطولة ، وفي الدوحة 92 عادت لتتصدر قائمه المرشحين من جديد ، غير أن الأخضر خرج من المنافسة مبكرا وجاء بالمركز الثالث بفارق الأهداف.. انتهى الجيل الثاني من اللاعبين السعوديين دون ان يحققوا اللقب العنيد.

جيل الأبطال
من الممكن وصف عام 1992 بأنه عام الهزائم للمنتخب السعودي فقد خسر في ذلك العام 3 بطولات : نهائي دورة الألعاب العربية أمام مصر، ونهائي كأس آسيا أمام اليابان وبطولة كأس الخليج لصالح قطر.
ولكن بعدها بهامين و في أبوظبي 94 كان الموعد مع الحلم ، فالفريق شارك في البطولة بعد النجاح الكبير الذي حققه في مونديال الولايات المتحدة 94 عندما تأهل للدور الثاني من البطولة، وفازت السعودية بالكأس العنيد بفضل الجيل الثالث من اللاعبين : سامي الجابر، فهد المهلل، فؤاد أنور، محمد الدعيع، أحمد جميل، محمد الخليوي وغيرهم؟
وفي المنامة 98 كان الفريق يسير بخطا غير ثابتة رغم انه تغلب على منافسه التقليدي منتخب الكويت في أولى مبارياته ، فتعادل مع البحرين وهزم عمان والإمارات بصعوبة ، وكان عليه الفوز على قطر في الجولة الأخيرة ولكنه تعادل على نحو مثير للجدل ، ولم يصدق الأزرق " الخبر " فخطف الكأس منه والسعوديون غير مصدقين لما يحدث.
وفي الرياض نجح الأخضر في إسعاد جماهيره وحسم اللقب في الدقائق الثماني الأخيرة بعد فوزه 3-1 على قطر ، التي كانت بحاجة لنقطة واحدة من اجل التتويج، وكان ذلك يقيادة المدرب الوطني ناصر الجوهر ،ليحقق ما حققه سلفه محمد الخراشي عام 1994.
وفي البطولة 16 التي أقيمت في الكويت كان للأخضر السعودي الحظ الأوفر والنصيب الأكبر حين فاز باللقب الخليجي للمرة الثالثة وعن جدارة بعد أن تصدر البطولة مع نهايتها وحقق نتائج متميزة له خلالها ولم يخسر أي مباراة في البطولة. ولكنه لم يتمكن من الحفاظ على اللقب في الدورة 17 في الدوحة والتي شهدت العودة الى نظام المجموعات وخسر من الكويت والبحرين قبل أن يحتل المركز الثالث.
الأخضر بنجومه محمد الشلهوب الموهوب والقناص ياسر القحطاني مع خالد عزيز وحمد المنتشري والبقية كتبوا لأنفسهم تاريخا مجيدا وأكدوا جدارتهم بالتربع على عرش اللعبة في الخليج في الكويت قبل أن يتنازلوا عنه مجبرين في الدوحة وتكرر الأمر في أبوظبي.. والآن في مسقط المهمة هي استعادة المجد.