2010-12-02 | 18:00 الكرة العربية

انضباطية كاتانيتش لخبطت أوراق (الأحمر).. والإماراتيون فرضوا منطقهم

مشاركة الخبر      

بدا الاستياء واضحاً على جميع أعضاء الوفد الاماراتي من مسؤولين والجهازين الإداري والفني واللاعبين بعد مباراة الأمس (مساء الاثنين الماضي)، ومبعث الاستياء لم يكن بسبب الخسارة والخروج الحزين، بل جاء نظراً للمستوى الفني المتواضع والمردود الضعيف الذي قدمه لاعبو (الأحمر) ومسحوا به كل مجهوداتهم التي قدموها في المباراتين الأولى والثانية أمام منتخب عمان ومنتخب العراق، وعلى رغم سقف الأمل والطموح الذي كان يمتلكه اللاعبون في مباراة السقوط، والثقة الكبيرة التي اكتسبوها من عرضيهما إلا أن مباراته أمام منتخب الإمارات كشفت عن الكثير من المتناقضات خصوصاً فيما يتعلق بالجانب الفني الذي كان غائباً ومختفياً منذ بداية المباراة ولغاية صافرة نهايتها التي أعلنت عن خروج مر وحزين لأحمر البحرين. فرض الواقع والمنطق نفسيهما في مباراة السقوط على أرضية الملعب عبر التفوق الواضح للأبيض الإماراتي من خلال نجاح مدربه السلوفيني كاتانيتش وفرضه واقع الانضباط والالتزام التكتيكي على لاعبيه وهو ما شاهدناه على أرضية الملعب، في حين كان المنطق يؤكد أن من يفرض شخصيته وأسلوبه على مجريات اللعب ينجح في قيادة المباراة ويسيرها كيفما شاء وأراد، وكان واضحاً مدى القراءة الجيدة لكاتانيتش لمنتخبنا الوطني، علاوة على القراءة السليمة لأوراق لعبه وتوظيفها بالشكل السليم والصحيح ولهذا خرج الأبيض بصورة جميلة وقدم واحدة من أفضل مبارياته، ولعل المفاجأة التي دفع بها المدرب السلوفيني تتمثل في موهبة الإماراتي الحمادي الذي صال وجال بجانب لاعب الخبرة سبيت خاطر ونجحا في قيادة الأبيض للدور نصف النهائي.
الأبيض الإماراتي فرض على منتخبنا هويته وشخصيته وأسلوب لعبه عبر تكتيك واضح بإغلاق كل المساحات وتضييقها على (الأحمر) ولاعبيه من خلال الضغط على حامل الكرة من منتصف الملعب أو بما يسمى بالثلث الأوسط، ونظراً لافتقاد منتخبنا القدرة على الانتشار السليم والتمرير الصحيح والانتقال السريع من الحالة الدفاعية (المهترئة والمتهالكة) إلى الحالة الهجومية، وكذلك عدم وجود نقل سريع للكرة بسبب غياب التحرك بدون كرة، اضطر اللاعبون لاستعمال طريقة بدائية في عالم كرة القدم وهي الاعتماد على الكرات العالية والطويلة سواء بالشكل الطولي أو العرضي من أجل الحصول على المساحات الخالية والفراغات التي لم تكن موجودة أصلاً نظراً لانضباطية لاعبي الإمارات التي فرضها عليهم مدربهم، ليختفي دور لاعبي خط الوسط ويصبح المشهد المسيطر على أسلوب منتخبنا هو لعب (الكرة الطائرة).
الأسلوب العقيم والبدائي لمنتخبنا لم يؤت أكله وثماره بسبب الكثير من النقاط أهمها التباعد والتنافر الذي شاهدناه بين لاعبي المنتخب وهو الأمر الذي يؤكد وجود مشكلة تباعد الخطوط والمسافات بين اللاعبين، وللاستشهاد على ذلك علينا مشاهدة هدف عبد الله فتاي الذي جاء بسبب تقارب المسافة بين عبد الله الدخيل وفتاي وسرعة نقل الكرة والتواجد المكثف داخل المنطقة.
التشكيلة والأسلوب الذي دخل بهما المنتخب كانا مثاليين ومناسبين خصوصاً أن الهدف كان واضحاً وهو تحقيق الفوز والانتصار للتأهل للدور الثاني ونصف النهائي، فالرغبة كانت تشير إلى الهجوم وتغيير الأسلوب كان واقعياً بالدفع بمهاجم ثان بجانب إسماعيل عبد اللطيف، إلا أن تنفيذ الواجبات كان ملغياً ويكاد أن يكون معدوماً ولهذا غابت خطورة الهجوم وانعدمت فعاليته عدا بعض الكرات التي لا تكاد تذكر.