2013-06-06 | 06:00 الكرة السعودية

الاتفاق يقلق جماهيره

مشاركة الخبر      

تفاجأت جماهير الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق من التواضع الكبير الذي ظهر به الفريق في الموسم الماضي رغم التحضيرات المبكرة والمعسكر الذي أقيم بالمانيا وبعد أن كانت تراهن بمشاهدة فريقها يصول ويجول في المنافسات المختلفة ولكن حدث العكس و لم يكن مقنعا في البطولات المحلية وودع بطولة كأس الاتحاد الآسيوي بالهزيمة ذهابا وايابا، وأرجع المختصون هذا التراجع بسبب ضعف مستويات المحترفين الذين تم التعاقد معهم وعدم قدرتهم على صنع الفارق وجلوس بعضهم في دكة البدلاء باستمرار ما يعني فشلهم، بجانب غياب الاستقرار الفني بتبديل المدرب أثناء الموسم، وأسدى أصحاب الشأن والخبراء النصح لإدارة النادي لمعالجة الأخطاء السابقة بضرورة التعاقد مع محترفين متميزين ومدرب كبير ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بينما أبدت الجماهير تخوفها من مواصلة الفريق تواضعه بعد رحيل الثنائي يوسف السالم ويحيى الشهري وعدم تسجيل من يعوض رحيلهما، وكشف المدرب الوطني سمير هلال أنه لاعذر للإدارة إذا لم تعالج أخطاء الموسم الماضي، بينما أوضح الناقد الرياضي حمد الدبيخي أن عائد بيع السالم والشهري أنعش خزينة النادي وأصبحت الكرة في ملعب الإدارة لتسجيل اللاعبين المتميزين.
ابتعاد الجماهير

كانت جماهير الاتفاق تشكل حضورا كبيرا في الملعب ويشهد على ذلك ملعب الأمير محمد بن فهد والذي كان يحتضن الحشود الكبيرة في المباريات التي يكون الاتفاق طرفا فيها خاصة عندما يلعب مع الفرق الكبيرة، مثل الهلال والنصر والاتحاد والأهلي ورغم شعبية هذه الفرق في السعودية لكن جماهير الاتفاق كانت تتفوق عليهم عندما يلعب فريقهم في ملعبه، ولكن في الفترة الأخيرة تراجع حماس الجماهير وهجرت المدرجات بعد تراجع مستوى الفريق وتدنى مستواه وعدم قدرته في الوقوف ندا للفرق الكبيرة بملعبه، وهذا الوضع جعل الجماهير غير متحمسة لمتابعة مباريات الفريق.

تذبذب المستوى
ظهر فريق الاتفاق في هذا الموسم بمستوى متذبذب وحتى الانتصارات التي حققها كانت غير مقنعة ما جعل الجماهير تخرج غاضبة عقب كل مباراة وتهاجم اللاعبين بشدة وأبدت رأيها بصراحة سواء بهتافها في المدرجات أو عبر المنتديات، وتضاعفت الأزمة بعد إقالة المدرب جيجز والتعاقد مع سكورزا دون إجراء تغييرات في صفوف الفريق تنسيق اللاعبين المتواضعين وضم عناصر جيدة، خاصة في ظل عدم وجود بدلاء مميزين بجانب عدم تسجيل محترفين أجانب مميزين يتمكنون من صناعة الفارق، وهذا الوضع ساهم كثيرا زعزعة خطوط الفريق وتراجعه للأسوأ وتردي نتائجه.

معاناة سكورزا
لم يتمكن المدرب سكورزا من تشكيل أي إضافة جديدة ولم يغير الوضع كثيرا لأنه لم يجد العناصر التي كانت تحقق النجاح، حيث عانى كثيرا من عدم وجود اللاعبين الذين ينفذ عبرهم خططه، وظل يعمل وفق الإمكانيات المتاحة له مع الاعتماد بشكل كبير على ثنائي يحيى الشهري ويوسف السالم، ورغم ذلك تمكن الفريق من البقاء ضمن أندية الوسط خاصة وان الواقع كان يقول أنه سيكون من فرق المؤخرة.

الوداع الآسيوي
كان مستوى الفريق في كأس الاتحاد الآسيوي ناجحا لحد ما، ورغم تمكنه من التأهل لنصف النهائي لكنه فشل في مواصلة المشوار وودع البطولة وخذل جماهيره بعد أن تسبب تذبذب المستوى في خسارته ذهابا وإيابا أمام الكويت الكويتي، ولم يكن الفريق يستحق المواصلة في المنافسة نسبة لعدم وجود المحترفين الأجانب الذين يصنعوا الفارق ولم تسعف الخبرة اللاعبين الوطنيين في كيفية التعامل مع متطلبات المرحلة.

اقتناع الإدارة
اقتنعت الإدارة الاتفاقية بأهمية المحترفين الأجانب المتميزين وذلك بعد المطبات التي تعرض لها الفريق، وبدأت رحلة البحث عن لاعبين مؤثرين ويشكلون إضافة للفريق حيث تم التعاقد مع ياسين البخيت (أردني) وتترقب الجماهير أن يتمكن مجلس الإدارة من التعاقد مع لاعبين في الخانات التي يحتاجها الفريق خاصة في الدفاع والهجوم.

تعويض الثنائي
يواجه الاتفاق تحديا كبيرا في الموسم المقبل بعد رحيل الثنائي يحيى الشهري ويوسف السالم واللذان كانا الأميز في صفوف الفريق ويصنعان الفارق، حيث كان الشهري مشكلا ثنائية رائعة مع حمدان الحمد في وسط الملعب، وكان السالم هداف الفريق ومنقذه في اللحظات الصعبة، وسيفقد الفريق كثيرا من قوته بعد رحيلهما، وتحسب الإدارة للفراغ الذي سيخلفه الثنائي وتعاقدت مع بعض اللاعبين مثل توفيق بوحميد (لاعب وسط) ومحمد الراشد (مهاجم) والبخيت، ولم تكن الجماهير مقتنعة كثيرا بتسجيل هؤلاء اللاعبين واعتبر البعض أن من تم تسجيلهم من المستحيل سد الفراغ الذي سيخلفه الثنائي، خاصة وانها تعرف مستواهم جيدا وأبدوا تخوفهم من تراجع المستوى أكثر من هذا الموسم.

محترفون متميزون
يرى الكاتب والناقد الرياضي حمد الدبيخي بأن الموسم الماضي كان جيد للاتفاق رغم الإخفاقات التي حدثت في عملية اختيار اللاعبين الأجانب، مشيرا إلى أن التحضيرات للموسم كانت مبكرة وان الخروج من البطولات امرا طبيعيا ويحدث لكل الفرق، وشدد الدبيخى على أن الإدارة الاتفاقية لابد أن تستفيد من مبلغ انتقال يحيى الشهري للنصر بقيمة 13 مليون ريال بجانب الدعم الذي سيقدمه الشرفيون في ترميم صفوف الفريق، بجانب البحث عن راع لأنه من غير المعقول أن يكون الاتفاق صاحب الاسم الكبير بدون راع، كما طالب الدبيخي بضرورة التعاقد مع محترفين أجانب على قدر كبير من التميز وأن يشكلوا إضافة حقيقية للفريق وليس مثل الذين تم تسجيلهم في الموسم المنتهي وظلوا يجلسون في دكة البدلاء وهذا يعني أنهم فاشلون تماما، ويمكن أن يكون أحدهم في كنبة البدلاء لكن ليس جميعهم، مبينا بأن الفريق يحتاج لمدرب كبير، بجانب التحضيرات المبكرة وأداء مباريات تجريبية قبل انطلاقة البطولة، وبعدها سنرى الاتفاق يقدم موسما متميزا وان لم يحقق البطولات.

خلل واضح
بينما أكد المدرب الوطني سمير هلال الموسم الماضي للاتفاق بأنه مر بأكثر من مرحلة حيث كانت البداية بالمدرب جيجر وانتهاء بسكورزا، وهذا يعني غياب الاستقرار الفني، إضافة إلى عدم التوفيق في التعاقد مع أجانب جيدين، وهذا يؤكد أن هناك خللا في المنظومة الإدارية وشعرنا بأن اللاعبين كأنهم يلعبوا بدون أهداف ودوافع، مما أدى ذلك لتواضعهم خاصة في البطولة الآسيوية والتي لم يكونوا فيها مقنعين، مبينا بأن الإصابة التي تعرض لها اللاعب حمد الحمد أثرت بشكل كبير على الفريق لأنه كان من اللاعبين المؤثرين، كما أن هناك إشكالية كبيرة في قلب الدفاع، وإجمالا كان مستوى الفريق دون الوسط، أما مسألة فوزه على الفرق الكبيرة فهذا يؤكد أن اللاعبين يلعبون لأنفسهم ويريدون أن يظهروا بمستوى كبير حتى يلفتوا الأنظار، ولم ينجح الجهاز الفني في معرفة إمكانيات لاعبيه جيدا بدليل جلوس لاعبين جيدين في دكة البدلاء، وهناك عناصر ظلت في الاحتياط .

لاعذر للإدارة
أما عن ما يحتاجه الاتفاق في الموسم المقبل فقد أوضح هلال أن على الإدارة أن تحدد أهدافها منذ الآن والعمل على تحقيقها وقبل كل شيء اختيار جهاز فني متميز ويستطيع إن يوظف اللاعبين بالطريقة الصحيحة، ومن المفترض أن يتم التعاقد مع محترفين مميزين وان كانت الشكوى سابقا من عدم المال فإن عائد بيع السالم والشهري للهلال والنصر أنعش خزينة النادي بمبالغ كبيرة، وأبدى تحفظه على تسجيل الأردني البخيت، وطالب هلال بضرورة إتاحة الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين حتى يكونوا جاهزين لأن الفريق يشارك في أكثر من منافسة ومن الخطأ التركيز على مجموعة معينة وتجاهل البقية، مؤكدا أن حاجة الفريق لمدافع ولاعب وسط ومهاجم حتى يعوض رحيل الثنائي، منوها في ختام حديثه بضرورة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب لأنه لاعذر للإدارة بعد اليوم.