2014-03-26 | 06:00 الكرة السعودية

(دعدوعة) .. اقترب الرحيل

مشاركة الخبر      

لايبدو أن التجربة التي يقضيها لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر حاليا مراد دلهو (جزائري) قد توصف بالتجربة الناجحة قياسا بالمدة الزمنية التي يقضيها بالفريق ، خصوصا في ظل عجز اللاعب عن حجز موقع أساسي في خارطة بطل كأس ولي العهد ومتصدر دوري عبداللطيف جميل فريق النصر. دلهوم أو (دعدوعة) رابع جزائري يرتدي قميص النصر السعودي (العالمي) بعد موسى صايب وعنتر يحيى والحاج بوقاش.
فخلال فترة (الماركاتو) الشتوي الماضية ، لم يكن دلهوم خيارا نصراويا ، إلا بعد أن رفضت إدارة نادي الرجاء البيضاوي الموافقة على (إعارة) عصام الراقي للفريق ، فسارعت إدارة الأمير فيصل بن تركي للتعاقد مع ابن الجزائر من أجل سد النقص في صفوف الفريق خصوصا في خانة المحور، حسب ما جاء في طلبات المدير الفني للفريق كارينيو، فتم التعاقد مع اللاعب لمدة ستة أشهر تنتهي بنهاية الموسم الرياضي الجاري.

آماله كبيرة
لئن سألت أصغر مشجع نصراوي عن آماله الكبيرة وتوقعاته بعد أن أعلنت إدارة ناديه عن تعاقدها مع اللاعب الجزائري مراد دلهوم سيقول هو ركيزة أساسية في فريقه وفاق سطيف وقائد كتيبته وأفضل لاعب محلي في الدوري الجزائري لموسم ٢٠١3ـ٢٠١2 عوضاً عن حماسته وروحه القتالية بالتأكيد سيكون مصدر أمل لترميم بعض النواقص في المنطقة الدفاعية النصراوية إلا أن الواقع يحكي غير المأمول ويؤكد عدم توفيق النصر في جلب لاعبين أجانب مؤثرين سوى البحريني محمد حسين والبرازيلي إلتون والذي بدأ مؤخراً تصحيح أرقامه لتتناسب مع الإمكانيات التي يملكها.

بداية القصة
في السابع من شهر يناير مطلع العام الميلادي الجاري أعطى نادي وفاق سطيف الجزائري موافقته المبدئية على طلب نادي النصر إعارة قائده مراد دلهوم (28 عام) والملقب عند الجزائريين بـ(دعدوعة) وذلك على سبيل الإعارة لمدة ٦ أشهر على أن تسكتمل الإجراءات الرسمية قبل التوقيع النهائي في الرياض، بعد إجراء الكشف الطبي.

المحطة الأولى
بالرغم من النجومية التي يمتلكها الجزائري ابن الثامنة والعشرين إلا أن تجربته في نادي النصر تعتبر الأولى له خلال مشواره الكروي خارج الجزائر، وما يميز دلهوم ولاؤه الكبير للنادي الذي يرتدي شعاره ،ولم يلعب دلهوم إلا لثلاثة أندية فقط، فكانت البداية مع نعومة أظافره في نادي (أمل السعادة) بالجزائر تعلم فيها كرة القدم واكتشف نفسه في خانة محور الوسط ،وانتقل في عام 2004 إلى الفريق الحلم بالنسبة له وفاق سطيف وظل فيه حتى مطلع عام 2014 حين قرر مراد إفادة النادي الجزائري من المدة المتبقية في عقده وهي ستة أشهر كون النادي يمر بأزمة ديون وتأخر رواتب قد تسبب في عدم استقرار الفريق فكانت المشورة من القريب اللاعب الجزائري السابق رفيق صايفي حين أشار عليه القبول بعرض نادي النصر كونه الأفضل ، إضافة إلى أن النادي الأصفر يعيش رحلة بطولية جديدة ، ناهيك عن المشورات التي أتت من المدربين الجزائريين في السعودية كمدرب التعاون توفيق روابح ومدرب الرائد ابن زكري ، وهو ما حدث بالفعل بعد أن تلقى اتصالا يفيد بموافقة النادي على انتقاله خلال معسكر فريقه بأسبانيا، واختار دلهوم ارتداء القميص رقم 85 مع النصر كونه يصادف سنة ميلاده وذلك لانشغال الرقم المحبب له 8 مع يحيى الشهري.

إنجازات
ليس غريباً أن يصبح مراد دلهوم نجماً يشار له بالبنان ومعشوقاً لدى جماهير ناديه بالجزائر، بل يكون المدلل الأول وإن تلقبه بـ(دعدوعة) وهي كناية عن الدلع والحب الذي يحظى به دلهوم، كيف لا وهو من وضع بصمة قوية في نادي وفاق سطيف الجزائري حيث حقق معهم 8 بطولات إضافة إلى بطولة واحدة بعد انتقاله للنصر، دلهوم حقق الدوري الجزائري ثلاث مرات مواسم 2006ـ2007 و 2008ـ2009 و 2012ـ2013، كما حقق كأس الجزائر موسمي 2010 و 2012 ولم يكتف دلهوم بالبطولات المحلية وحسب بل تجاوز ذلك إلى بطولات قارية ككأس شمال أفريقيا للأندية الفائزة بالكأس موسم 2010 وبطولات إقليمية حين سطع نجم وفاق سطيف في دوري أبطال العرب موسمي 2007 و 2008 إضافة إلى كأس ولي العهد بعد انتقاله للنصر الموسم الجاي.

مميزاته وعيوبه
يشغل مراد دلهوم خانة المحور الدفاعي في خط الوسط ويمتاز بتسديد الكرات الثابتة والمتحركة ، ويملك قدماً قوية ويعتبر صاحب نظرة ممتازة على الملعب، ويستطيع توزيع اللعب إضافة إلى إتقانه للتمريرات الطويلة وقدرته على قراءة الخصم حال الهجمة المرتدة، أما ما يعيبه الحركة البطيئة جداً وضعف الالتحامات وافتكاك الكرة بالرغم أن ذلك متطلباً أساسياً لمن يلعب في هذه الخانة إضافة لعدم قدرته على التأقلم على الأجواء في الدوري السعودي سريعا وذلك حسب ما أكد المدير الفني كارينيو حين قال " دلهوم مازال في طور التأقلم مع المجموعة وقد يجد فرصة في مقبل الأيام للعب كأساسي في الفريق ".

المساهمة صفر
لم يستطع دلهوم أن يلبي طموح وآمال الجماهير النصراوية العريضة عليه حيث تفاءلوا كثيراً باسمه وإنجازاته كون الخانة التي يلعب بها هي من يحتاجها الفريق فعلاً إلا أن كل ذلك تبخر بعد أول مشاركة له ، لم يقدم فيها المستوى المأمول، ولك أن تتخيل أنه في 6 مباريات من الدوري لم يستطع اللعب إلا في مواجهة واحدة كأول ظهور لعب فيه كارينيو بالفريق الرديف وليس الأساسي أمام العروبة، وكان في إحدى المواجهات خارج القائمة (مباراة الفيصلي) في الدور الحادي والعشرين،ولم يشارك في مباراتين في كأس ولي العهد، وخاض مباراة واحدة فقط في كأس خادم الحرمين الشريفين، حين لعب كارينيو بالفريق الرديف ليصبح مجموع مشاركاته في كل البطولات بالدقائق 196 من أصل 840 دقيقة كان متواجداً فيها بالقائمة الأساسية ولم يستطع دلهوم صناعة أو تسجيل أي هدف له أو وضع بصمة بالرغم من تبقي مواجهتين له في الدوري، ولا يبدو أن كارينيو قد يستعين به في الوقت الحالي تحديداً مباراة الشباب المقبلة .

سوء طالع
لازم دلهوم خلال تجربته مع النصر بعض من سوء الطالع، ففي أول ظهور له في مباراة النصر والعروبة في الدور التاسع عشر من دوري عبداللطيف جميل كان دلهوم حديث الإعلام لأيام وأسابيع وذلك حين ارتطمت الكرة بيده في داخل الثمانية عشر عند الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة (90+3) وكاد أن يفقد النصر نقطتين ثمينتين بسبب تهوره في رفع يده، وكانت النتيجة 1ـ2 لصالح النصر وهي تجربة مريرة أن يكون الظهور الأول لهذا اللاعب الذي تعول عليه جماهير النصر بهذا السوء ومصاحباً لهذا الحدث الذي أخذ زخماً كبيراً في الإعلام المرئي والمقروء بل وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات وبرامج الاتصال.
وأضاف مؤخراً لسوء طالع تجربته حين خصص كارينيو بعض التدريبات التكتيكية لدلهوم حتى يستعين به في بقية مباريات الدوري الحاسمة إلا أنه تعرض لإصابة في مفصل القدم بعد خمس دقائق من دخوله في اللقاء الودي الذي جمع النصر بنجران مؤخرا .

اعيدوه للجزائر
وفي ظل التجربة التي يعيشها دلهوم حالياً مع النصر وانتهاء عقده مع فريقه وفاق سطيف الجزائري طالبت الجماهير الجزائرية إدارة ناديها بتجديد عقده لسنوات مقبلة وإعادته للفريق وعدم التفكير لاحقاً في إعارته أو بيع عقده وذلك بسبب الفراغ الكبير الذي أحدثه في الفريق كونه (القائد)، ومن المتوقع أن تقابل إدارة سطيف ذلك بكل الترحيب وأن تجدد عقده فور انتهاء تجربته الحالية مع النصر، والذي بلا أدنى شك لن يبقى في السعودية كلاعب نصراوي.