2014-12-02 | 06:00 الكرة السعودية

الزلزال أشغلهم .. “حرمهم النوم” .. وفي النهاية أفرحهم

مشاركة الخبر      

تعالت أصوات الفرح في منزل عائلة مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال ناصر الشمراني في مكة المكرمة, مع إعلان الاتحاد الآسيوي أمس الأول نيله جائزة أفضل لاعب في القارة, بعد منافسة حامية مع مدافع العين الإماراتي اسماعيل أحمد, ولاعب السد القطري خلفان إبراهيم, وذلك في حفل الاتحاد السنوي الذي احتضنته العاصمة الفلبينية مانيلا.
وتابعت عائلة الشمراني بشغف اللحظات الحاسمة قبل إعلان فوز ابنها بالجائزة, وتواجد والده علي الشمراني, إلى جانب والدته وشقيقاته, وأشقائه نزار ومحسن, فيما كان شقيقه الآخر محمد متابعًا من المنطقة الشرقية, حيث يتواجد في الدمام ممثلا لفريق الصفا في دوري الدرجة الأولى للمحترفين. "الرياضية" رصدت اللحظات التاريخية للعائلة التي تتخذ حي الزايدي السكني في مكة المكرمة مستقرًا لها منذ ست سنوات, ويروي والده علي الشمراني القصة منذ ليلة السبت الماضي, وحتى إعلان فوز ابنه بجائزة اللاعب الأفضل في القارة الآسيوية للعام 2014.

التفاؤل مسيطر
الساعة الواحدة ظهرًا, الجميع على أهبة الاستعداد, فوز الابن ناصر بالجائزة هو شغلهم الشاغل, والدته أتمت تحضير وجبة الغداء, وجميع أفراد الأسرة يجلسون حول المائدة, ليتركز الحديث على حظوظ ابنهم في الفوز, يسيطر التفاؤل على الأجواء, لكن هناك تخوّفًا من ذهاب الجائزة لأحد منافسيه، مشهدٌ لا يوصف, والأماني جميعها تتفق على إعلان الاتحاد القاري بأن ناصر هو الفائز بالجائزة.
يقول والده: "تلقيت اتصال الابن ناصر قرب الثانية ظهرًا, طلب مني ومن والدته تكثيف الدعاء, كانت إجابتنا واحدة, وهي أن شعبًا كاملاً يدعو له, وما هو مكتوب له سيناله, الأهم أن يسيطر على أعصابه وألا ييأس, قبل دخول قاعة الاحتفال".
ويضيف: "كنت متفائلاً, حاولت رفع معنوياته, قلت له كلنا بجانبك, وسنجتمع في المنزل لنفرح بفوزك سويًا, وإن لم يتسن لك الفوز ولنا الفرح, فإن ذلك بالتأكيد ليس نهاية المطاف, ستستطيع مستقبلاً.. أنت إبني وأنا أعرفك جيدًا, أوصيتك قديمًا ألا تيأس, وأن تعمل على تحقيق أهدافك حتى النهاية ".

النوم ممنوع
مع بداية الحفل, حالة من الهدوء كانت تسود المنزل, الجميع خلف شاشة التلفاز يترقبون, فيما أخبار يتم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد فوز منافسي ناصر, وتارة تعلن أن ناصر هو الأفضل في القارة.
لم يكن هناك ما يدعو إلى ضبط الأعصاب, مع قرب وقت الإعلان, ترتفع وتيرة الحماس, والحديث في كل اتجاه عن الاسم الفائز، يقول والده: "في تلك اللحظات بدأت أفقد التركيز, طيلة سنوات ماضية كنت متعوّدًا على الاسترخاء والنوم قرب ساعة بعد وجبة الغداء, ولكن يوم الأحد كان مختلفًا, لا أخفي السر إنني لم أنم الليل بشكل طبيعي, كان هاجسي هو المصير في حفل الظهيرة ".
ويضيف: "رغم ثقتي بفوزه ونيله الجائزة الغائبة عن اللاعبين السعوديين منذ العام 2007, إلا أن شيئًا غريبًا أصابني مع قرب الكشف عن الاسم الفائز, إلى جانبي والدته كانت تلهج بالدعاء, لم أكن أشعر أنني سأصل إلى هذه المرحلة إطلاقًا, ربما لكونه إبني ومؤكدًا أنني أكثر الفرحين له في حال الفوز ".

فقدان السيطرة
مع تسمية مقدم الحفل ناصر الشمراني أفضل لاعب في القارة للعام 2014, بدأت عائلته تفقد السيطرة على مشاعرها, منهم من أُجهش بالبكاء فرحًا, وهناك من بدأ يتراقص على نتيجة الفوز, وكان والده أكثر الفرحين, إذ صدقت توقعاته, فيما بدأت والدته تشكر الله وتحمده, بينما تفرغ شقيقاه نزار ومحسن للرد على اتصالات التبريكات والتهاني .. الجميع اتفق حينها أن يوم الـ30 من نوفمبر لن يكون عاديًا بالنسبة للعائلة.

الهنداوية ترقص فرحًا
جاء خبر فوز ناصر الشمراني بجائزة أفضل لاعبي القارة ليشعل قناديل الفرح لدى سكان حي الهنداوية, الذي كان يسكنه الشمراني وعائلته قبل أعوام، رقصة المزمار لاتكاد تتوقف بعد الاعلان, والتبريكات تأتي من كل حدب وصوب, وبعد صلاة العشاء, كان جميع الأهالي على موعد مع حفلة من نوع خاص, إذ يرون أن هذا الإنجاز لايسجل لمنزل علي الشمراني, بل هو مدوّن باسم سكان الهنداوية بأكمله.
وفي "الاستراحة" المخصصة لأعضاء الحارة, جاءت السهرة حتى الصباح مختلفة, من بينهم من هو ذو ميول اتحادية, وآخر نصراوية وهلالية وأهلاوية, بينما هناك وحداويون كانوا الأكثر فرحًا بنجاح من بدأ مسيرته من ملاعب ناديهم, أواخر التسعينات الميلادية.
مضت ليلة الأحد الماضي جميلة لأعضاء الحارة, وعند الـ10 مساء تناولوا وجبة العشاء التي أعدّوها خصيصًا لهذه المناسبة, وفي هذا الأثناء يأتي الاتصال من العاصمة الفلبينية مانيلا.. ناصر الشمراني يبارك لهم الإنجاز, ويؤكد: "ما تحقق بفضل الله ثم دعاؤكم ودعمكم .. أنتم سر الجائزة ".

شكرًا للثلاثة
في خضم الأفراح, يقول والده إن ابنه يدين بالفضل الكبير بعد الله لنادي الوحدة, فيما وصل إليه ابنه, كما أنه لم ينس الشبابيين من ذلك, إلى جانب الإشادة بمواقف الهلاليين عامة مع ابنه منذ انضمامه إلى النادي, مبينًا أن رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد إلى جانب مدرب الفريق السابق سامي الجابر واللاعبين جميعهم كانوا من أسباب حصول ابنه على الجائزة أمس الأول.

لم يتغير
وكشف علي الشمراني أن التواضع وحب الخير من أهم أسباب توفيق الله لابنه, مشيرًا إلى أنه لم تتغير أبدا رغم نجاحاته المتكررة مع المنتخب الأول وفرق الشباب والهلال, بل ظل كما عرفه أهالي حارته, بسيطًا يعطف على الصغير ويحترم الكبير, ويقدم مساعدته للمحتاج.
ويؤكد "أبوناصر" أن ابنه ظل يتردد على حي الهنداوية, لكونه ولد فيه وترعرع في أرجائه صغيرًا, في كل مرة يزور بها مكة المكرمة, ويعترف بأن الكثير من سكان الحي أظهروا استغرابهم الشديد من وفائه, بل إنهم يعيشون صدمة حين يشاهدونه بسيارته الفارهة يجول في الشوارع القديمة.

لم يغضبني
ويؤكد علي الشمراني أنه لا يتذكر لحظة غضب فيها من ابنه ناصر, فيما يفاضل بين اللحظات الجميلة لاختياره واحدة منها, لكنه في النهاية يشير إلى أن سعادته تظهر في كل مرة يهز بها ابنه الشباك, عدا المباريات التي يلاعب فيها فريقه المفضل الاتحاد.
ويروي والده قصة الانتصار الهلالي في الموسم الماضي على الاتحاد بخماسية مقابل هدفين, ويقول: "حينها كان الاتحاد متقدمًا 2-1, وكانت والدته إلى جانبي, وأكدت لها أن الهلال فريق قادر على قلب النتيجة في أي وقت, لما يملكه من عناصر مميزة, وبالفعل, عادلوا النتيجة وسجلوا الهدف الثالث وأضافوا رابعًا, ليأتي الدور على الابن ناصر ويسجل الهدف الخامس ".
ويضيف: "في نهاية المباراة بادر بالاتصال بي, ليخفف علي مرارة الخسارة, ليداعبني بالتأكيد على أن هدفه الخامس هو هديته لي ولوالدته ".

السادس أمنية
يتمنى والد اللاعب المتوّج خمس مرات بجائزة هداف الدوري السعودي أن يطير ابنه بجائزة الهداف للمرة السادسة, ويعادل معها الرقم المسجل باسم لاعب النصر السابق ماجد عبد الله، ويقول حول ذلك: "أمنيتي أن يطير بكافة جوائز دوريات العالم, وبالفعل أتمناه هدافًا للدوري السعودي للمرة السادسة في الموسم الحالي, لأنه عمل واجتهد, ويستحق الكثير ".