مباراتان كشفتا شخصية الفاشل

ـ ما قيمة نقاط الفوز على الوحدة في الجولة الماضية للخليج؟
التغلب على الوحدة على أرضه ووسط جمهوره بمثابة بداية لتصحيح أوضاع كثيرة كنا في أشد الحاجة إلى التخلص منها، وهو فوز مهم ومعنوي للخليج لا يتوقف عند العودة بالنقاط الثلاث إلى ديارنا بقدر ما هو تجاوز جيد للظروف الصعبة التي مر بها الفريق قبل المباراة من غياب 7 من لاعبيه الأســاســيين الذين يعتمد عليهم المدرب جلال قادري في معظم المباريات، لذلك فإن فوزنا على فرسان مكة أعتبره بداية لانطلاقة جديدة للاعبينا الذين تفوقوا على أنفسهم أمام الوحدة.
ـ لكن الوحداويين يزعمون أنكم انتزعتم فوزا غير مستحق؟
المباريات تحسمها الأهداف ولا أنكر أن الوحدة سيطر على مجريات الشوط الأول وقدم عرضاً طيباً إلا أن لاعبينا قدموا مستوى يشفع لهم بتحقيق الفوز والعودة بالنقاط الثلاث، فلغة كرة القدم تعترف بالأهداف والنتائج الإيجابية، وتعترف أيضاً بالتوفيق الذي لازمنا خاصة في نهاية المباراة ومنحنا فوزاً ثميناً أضاف إلى رصيدنا 3 نقاط دفعتنا إلى المركز الثاني عشر.
ـ ألا يقلقك وجود الخليج في المركز الثاني عشر بثماني نقاط منافساً على الهروب من الهبوط؟
وجودنا في المركز الـ 12 لا يقلقني ولا يعني لنا الهبوط على الاطلاق، لأن الفرصة أمامنا لتعويض ما فاتنا فيما تبقى من مباريات في الدور الأول أمام التعاون والفتح والرائد، بالإضافة إلى ماراثون آخر طويل في الدور الثاني، لذلك أنا لست قلقاً أبداً على الترقي في المراكز تباعاً لأننا لا نعرف اليأس أو الإحباط بالإضافة إلى عودة الفريق إلى الاتزان الفني في عروضه الأخيرة التي ستقودنا بلا شك إلى الاستقرار داخل الجهاز الفني وينعكس ذلك بشكل إيجابي على لاعبي الفريق المتحفزين لتعويض النقاط التي أهدرت خلال مباريات الدور الأول.
ـ ما السر وراء إقالة المدرب البلجيكي باتريك وايلد وإعادة جلال قادري بعد مباراتين فقط؟
اتجهنا إلى إقالة البلجيكي باتريك لأنه فشل في صنع شخصية مميزة للخليج رغم أنه استفاد من فترة زمنية طويلة وصلت إلى 3 أشهر تخللها معسكر تركيا، وربما يكون مدرباً جيدا لكن فلسفته الكروية لم تتناسب مع إمكانيات لاعبي الفريق الذين افتقدوا هويتهم وانسجامهم مع طريقته الفنية رغم أنه بالفعل كان ينقصه بعض الأدوات والصعوبات ومع ذلك لم نتوسم فيه القدرة على تحقيق طموحات الإدارة والجماهير بدوري جميل الذي يحتاج إلى مدرب قريب من نفسيات اللاعبين ولديه قراءات وأفكار وخبرات الدوري السعودي وهو ما جعلنا نعيد التونسي جلال قادري إلى قيادة الفريق مجدداً لأنه يعرف خبايا الدوري السعودي بتفاصيله الدقيقة ويمتلك أدوات ثرية في تسيير المباريات ويحفظ قدرات وإمكانيات لاعبي الخليج عن ظهر قلب ونعرفه نحن أيضاً كإدارة وفرصة الخليج كبيرة في الظهور بشكل مميز في الدوري تحت قيادته.
ـ وهل أضاف المحترفون الأجانب جديداً للفريق؟
أنـا راض تمامـــاً عن مستوى المحترفين الأربعة رغم أنهم لم يظهروا كل ما لديهم من إمكانيات فنية ومهارية ولكن أعتقد أنهم يضعون البصمة على أداء الفريــــق تدريجياً، فالســنغالي أداما فرانسوا لعب 7 مباريات وكان أداؤه مقنعــــاً والتوجولي سادات أكوريكو لعب 5 لقاءات ومازال أمامه الكثير وهو لاعب مميز في منتخب توجو، والهندوراسي ألكسندر لوبيز لعب 8 مباريات وأحرز هدفين، أما المهاجم جادسون سانتوس فقد شارك في جميع المباريات وسجل 4 أهداف وهو لاعب مميز منذ أن كان لاعباً بصفوف نجران والقادسية وكنا نتمنى أن نتعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل إلا أن الإمكانيات المادية جعلتنا مكتوفي الأيدي.
ـ ومن كنت تتمناهم لارتداء شعار الخليج لو أتيحت لك الإمكانيات المادية؟
لن أتردد في التعاقد مع السوري عمر السومة هداف الأهلي الذي يعتبر مطمع أي ناد سعودي، وكذلك سلمان الفرج نجم الهلال، وإسماعيل بانجورا مهاجم الرائد، ومحمد عبد الشافي المدافع المصري في الأهلي الذي أراه من عمالقة الدفاع في الدوري السعودي، وأيضاً ياسر الشهراني.
ـ ما الذي تراه ينقص الخليج للتواجد الآمن في جميل؟
الخليج ينقصه الانسجام بين عناصر الفريق ويحتاج إلى الدعم المادي المناسب الذي يوفر لجميع اللاعبين وجهازهم الفني انتظاماً في تسلم رواتبهم ومستحقاتهم المالية لمنحهم الحوافز المناسبة لدعمهم وتشجيعهم بالإضافة إلى استقرار الفريق على الجهازين الفني والإداري لضمان الراحة النفسية والمعنوية للفريق ككل مع عودة الجماهير العاشقة لفريقها والتي تلعب دوراً كبيراً في دعم اللاعبين معنوياً لتحقيق الانتصارات خاصة في المباريات التي تقام على أرضنا في ظل قلة الدعم المادي.
ـ وأين أعضاء الشرف؟
أعضــاء الشـرف غيـــر موجوديــن، فنادي الخليـج ليس به مجلس شـــرفي لأن عددهم محــدود ولا نجد إلا القليل من الدعم وهي مشكلة أتحمل منها الجزء الأكبر كرئيس لمجلس الإدارة، ولكن أسعى بكل قوة حالياً لتقريب وجهات النظر وحل مشــكلة ابتعادهـــم عن النادي وتغيير بعض المفاهيم التي تعتبر فوزي الباشا المالك الوحيد للخليج، ولهم أقول إن نادي الخليج ليس ملكية خاصة لفوزي الباشا وهو يحتاج لوقفة صادقة على أرض الواقع بالعمل والتنفيذ والدعم الحقيقي الصادق للفريق بعيداً عن ارتجال الجمل الإنشائية حتى ننهض بالنادي الذي يحتاج إلى كل يد أمينة تعينه وتساعده حتى يضمن البقـــاء فــي دوري الأضواء.
ـ انتقدت الحكام أكثر من مـرة بدون خوف أو تردد من العقوبات؟
انتقادي للحــكام لا يجعلني أشــــعر بالخـــوف أو التـردد لأنني أدافـع عن حق مشروع لنادي الخليج أمام بعض القرارات التي أضرت بفريقي، ودفاعي عن الخليج سببه أخطاء كثيرة ارتكبها الحكام أدت إلى حرمان الفريق من نقاط عديدة كان الفريق في أشد الحاجة إليها، فعلى سبيل المثال، لو احتسبت ضربة الجزاء التي تغاضى عنها الحكم في مباراتنا مع القادسية لحققنا الفوز وحصلنا على نقطتين كانتا كفيلتين بقيادتنا إلى المركز التاسع أو العاشر بدلاً من الثاني عشر، وأخطاء التحكيم لم تقف عند الخليج فقط وإنما تعرضت الأندية الأخرى لنفس المصير، ففي مباراتي الشباب مع الرائد والاتحاد مع القادسية في الجولة الأخيرة من الدوري تغاضى الحكام عن احتساب 5 ضربات جزاء على أقل تقدير في المباراتين وهو أمر مشين ومسيء، لأن الحكام يجب أن يكونوا أداة ووسيلة لجمالية لعبة كرة القدم.
ـ وما أسباب وصول الحكام إلى هذا المستوى من وجهة نظرك؟
عدم الجرأة في اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب وعدم امتلاكهم الشجاعة وأحياناً المجاملة، وكرة القدم أساسها الإنصاف مهما كانت الضغوط، فهناك حكام يحتسبون 4 أو 5 ضربات جزاء في مباراة واحدة، أما حكامنا إذا احتسب منهم حكم ضربة جزاء واحدة في المباراة يعتبرها منّة أو هبة للفريق، فالحكام لا يدركون حجم المعاناة التي تتكبدها الأندية من دفع الملايين من أجل شراء اللاعبين وترتيب أمورها بجهد وعرق وتعب، ويأتي حكم بصافرة خاطئة يضيع كل ذلك رغم أنني من الداعمين للحكام المحليين إلا أنه للأسف لا تصدر من الحكام الأجانب مثل تلك الأخطاء.
ـ الاهتمام بالاستثمار كان أهم وعودك منذ توليك القيادة للمرة الثانية.. فماذا عن هذه الوعود؟
الاستثمار بنادي الخليج قائم وموجود على أرض الواقع، واتفقنا مع شركة الخليج القابضة للاستثمار وهناك مشروع يشمل السور الشرقي للنادي يضم 71 محلاً تجارياً، بالإضافة على إنشاء بنايات سكنية جديدة وفي الطريق تنفيذ خطط عديدة للنهوض بمستوى الخليج.