التخصيص.. الخطوة المهمة في كرة القدم
اتفق الدكتور راشد بن زومه رجل الأعمال ورئيس نادي جدة للاحتياجات الخاصة، وعبدالمعطـي كعكـــي رئيس شركة نجوم الملاعـــب للتســويق الرياضي مع مريح المريح رئيس نادي العروبة على أن قرار مجلس الوزراء بتخصيــص الأندية الرياضية جاء في الوقت المناسب، معتبرين أن القرار تاريخي بكافة المقاييس، وسيســاهم في تطوير الرياضة السعودية، وأكد الثلاثي في ندوة أقامتها صحيفة "الرياضية" في مكتبها في جدة لمناقشة تفاصيل القرار والرؤية المستقبلية لها على أن كرة القدم ستكون أكثر المستفيدين، فيما ستتضرر منه الألعاب المختلفة، فيما يلي التفاصيل:
يؤكد الدكتور راشد بن زومه أن التخصيص سيكون في صالح كرة القدم 100 % ولو أنه تأخر بعض الشيء، ويضيف:"أصبح التخصيص الآن حقيقة على أرض الواقع، ونحن ننتظر التفاصيل الكاملة ونترقب للإجابة على بعض الأسئلة والتوضيح"، مبيناً أن جميع الأندية مهيأة للدخول في التخصيص لأن المستثمر سيكون أمام طريقين قبل أن يشتري النادي، وهما كمنظور اقتصادي أو كعاشق ومشجع. وتابع:"سيكون الشراء من بعض المستثمرين للبحث عن مداخيل مالية 100 % دون النظر إلى الأشياء الأخرى، بينما هناك آخرون سيكون التشجيع له دور مهم في تواجده لكن في النهاية هما لن يتركا القيمة الذهبية والجماهيرية، حيث يسعيان إلى المحافظة عليهما وهذا بلاشك سيكون في الأندية الكبيرة مثل الهلال والنصر والاتحاد والأهلي".
في الاتجاه ذاته يُوجد عبدالمعطي كعكي العذر للمسؤولين في تأخير الإعلان الرسمي لقرار التخصيص كون الموضوع مصيرياً وحاسماً ولابد من دراسته من جميع الجوانب.
ويضيف:"ليس من السهولة أن يصدر قرار مثل هذا بين يوم وليلة، الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة كان ممسكاً بالملف منذ أكثر من عشر سنوات وقدم دراسات كافية من أجل الوصول إلى الفائدة التي تخدم الرياضة والأندية السعودية"، وتابع:"بحكم خبرتي لامتلاكي لنادي فاطمة البرتغالي فإن التخصيص الرياضي هو تحويل الأندية من قطاع حكومي إلى قطاع خاص وتحديداً في كرة القدم كما هو موجود خارجياً، وعلينا ألا نغفل جانباً مهماً وهي الألعاب المختلفة التي تعتبر رافداً مهماً للمنتخبات في مشاركاتها"، ويعتقد كعكي أنهم يملكون في السعودية أرضاً خصبة للاستثمار وسيكون تقييم الأندية بناء على حجم عقود الرعاية في آخر سنوات، وكذلك الديون ومقرات الأندية.
من جهته حذر مريح المريح المستثمرين الراغبين في شراء الأندية من أن الاستثمار في الأندية يختلف كثيراً عن استثماراتهم وأعمالهم السابقة، وقال:"الأوضاع تغيرت في الأندية وباتت طلباتها كثيرة ولا تتوقف وهذا ما سيتعب المستثمر الذي يجب عليه أن يكون ذا قوة مادية قبل التفكير في شراء ناد"، وأضاف:"في المقابل على مسيري النادي ألا يقعوا ضحية لمستثمر ضعيف لا يستطيع أن يتحمل الأعباء والمصاريف وتعود الدوامة السابقة بكثرة الديون والمشاكل التي ستوثر بلاشك على مسيرة الفريق".
ويعتقد المريح أن الشروط الأولى من وجهة نظره لدخول أي ناد للتخصيص لابد ألا تقل مساحة مقره عن 9000 متر، ويتكون من منشأة نموذجية ويتوسط شارعاً رئيسياً في وسط المدينة، ويضيف: الاستثمار في الأندية ينقسم إلى ثلاثة أقسام، أولها رياضي وهو تسويق الشعارات على قمصان الفريق، واكتشاف المواهب الكروية ومن ثم بيعها، والثاني الاستثمار التجاري مثل ما حدث قبل سنوات مضت مع لبن الهلال، وعصير الاتحاد، وثالثاً الاستثمار العقاري وهذا يتوقف على موقع مقر النادي".
العقود والرعايات
ـ كيف سيتعامل المستثمر الجديد مع عقود الرعاية التي تملكها الأندية، وكيف سيحاول تنميتها؟
يؤكــد ابن زومــه أن المستثمر:"لابد أن يعرف التفاصيل الدقيقة التي تحيط بناديه حتى في حجم المسابقات التي شارك فيها خلال الموسم الكروي والرعايات الموجودة في السوق الإعلاني الرياضي"، ويضيف:"نتمنى أن يكون هناك توضيح خلال الأيام المقبلة حول عقد شركة عبداللطيف جميل الراعي الرسمي للدوري السعودي، وكذلك عقد قناة "برو سبورت"، الناقل الرسمي وحتى الديون وهذه الأشياء ستعطي المستثمرين صورة واضحة وقد تكون مغرية لهم بشكل أكبر بالدخول في شراء الأندية".
ويتداخل كعكي ليشدد على أن الخطوة المقبلة ستكون صعبة للغاية ومتعبة في نفس الوقت وعلى المتابع والمترقب للمشهد ألا يتوقع أن المستثمرين سيركضون إلى الأندية من أجل شرائها، وقال:"لا أحد يتوقع أن يتم تحويل الأندية إلى التخصيص بسهولة، أندية قليلة فقط التي لن تعاني، بينما الأخرى تحاصرها المشاكل وتحتاج إلى بعض الوقت لتجاوزها"، وأضاف :"أعجبني قرار الاكتفاء مؤقتاً بأندية جميل الـ 14 والتي من الممكن أن تقدم لنا صورة واضحة عن بداية مشروع التخصيص"، وتابع بتفصيل أكبر:"قبل سنوات مضت كنت رئيساً لنادي الوحدة وعشت تجربة حقيقية في تلك الفترة حيث كانت ميزاينة النادي كاملة 40 مليون ريال لكن المداخيل التي تأتي كانت أقل من 20 مليون ريال، وهذا يعتبر خسارة فادحة، ولذلك يجب أن تكون الإدارة التي تنوي شراء الأندية واعية لتحويل الأندية من خاسرة إلى رابحة".
من جانبه يعتبر المريح الاستثمار في الأندية استثماراً حقيقياً، ولابد للراغب في شراء الأندية المحافظة على المواهب الشابة وصناعتها من خلال الاهتمام بالفئات السنية، ويضيف:"هناك أندية عالمية تعتمد على مشروع المواهب، حيث تعتبر مورداً مهماً لأنها باختصار الأقل صرفاً والأكثر إيراداً"، وتابع :"لا بد أن تكون هناك خطة بعيدة المدى لاكتشاف المواهب حتى لو كانت المصروفات عليها في البداية مضاعفة لكن في النهاية سيتم بيع هذه الموهبة بسعر أكبر".
الأهلي الأقرب
ـ السؤال الذي يشغل بال الجماهير بمختلف ميولها، من هو النادي الأقرب لدخول عصر التخصيص أولاً؟
يجيب ابن زومه :"الأهلي هو النادي الأقرب للشراء لاعتبارات عديدة، أبرزها موقعه الإستراتيجي الواقع في قلب جدة وعلى شارع التحلية الذي يعتبر من أشهر شوارع المدينة، وكذلك القاعدة الجماهيرية والبطولات التي يملكها"، ويقاطعه كعكي ليضيف :"ناديا الأهلي والهلال هما المستعدان وهذا يعود لحجم الرعايات والاستقرار والقاعدة الجماهيرية، بعدهما يأتي النصر وهذا لا يمنع من تواجد الاتحاد، ولكن الأخير لديه مشكلة كبيرة وهي مشكلة الديون وكذلك التكليفات المستمرة في الإدارة وعدم الاستقرار"، من جانبه يعتقد المريح أن الأهلي أولاً وبعده يأتي الشباب ولكن مشكلته هي الجمهور.