أزمة إدارة
بالأمس القريب الموافق 11 رمضان، تكون هيئة الإذاعة والتلفزيون قد أكملت عامها الخامس بعد التأسيس، قضت أكثر من نصفه بدون رئيس، تتأرجح بين الــ"التكليف" تارة وبين "تسيير الأعمال " تارة أخرى بخمسة رؤساء وبمدد مختلفة، الهيئة الوليدة التي علقنا عليها الآمال للخروج من نفق البيروقراطية إلى فضاء إدارة الأعمال بصورة عملية ديناميكية أقرب إلى الصبغة التجارية التي نشاهدها في مجموعاتنا الإعلامية السعودية الخاصة، الآن الهيئة بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى قرار مفصلي ينهي مرحلة إدارات "الظل" المتعاقبة، التي كان الخاسر الأكبر فيها هو شاشتنا الصغيرة التي بدورها خسرت مكانتها الإعلامية والإعلانية، متنازلة عن المراكز الأولى لفضائيات لاتملك "ربع" البنية التحتية الهائلة التي تمتلكها قنوات "الإذاعة والتلفزيون"، اليوم ومع رؤية 2030 التي أصبحت خارطة طريق الوطن نحو العالم الأول، يجب لزاما على مسؤولي الهيئة أن يضعوا كلمة commercialization أمام أعينهم، وهي مفهوم شائع لدى التلفزيونات الخاصةـ وتعني التحول للصيغة التجارية، يجب أن تتمحور جميع الأهداف والرؤى والمشاريع أمام هذا المفهوم الذي هو "صلب" الرؤية، وأعتقد أنها يجب أن تكون كذلك للهيئة، اليوم تلفزيوننا العزيز يجب أن تتغير "مدخلاته" لننتظر "مخرجات" أفضل، الحكم على نتائجه بالمقاييس التجارية المعروفة ظلم كبير له، تشرع الهيئة في عامها السادس منقوصة من إدارات عصرية لايمكنها المواصلة دونها، إذاً لا وجود لإدارة "محتوى" تنهي بها مصطلح الرقابة الضيق، ولا"تسويق" يتكامل مع إدارة الإعلان التجاري الموجودة، ولا "اتصال مؤسسي " يربط "الإذاعة والتلفزيون" داخليا وينفتح عبرها خارجيا على المؤسسات المماثلة، هل نشهد قريبا تسمية رئيس لجنة تسيير الأعمال الحالية؟ وهو الرجل الذي يفهم أبعاد سوق التلفزيون التجاري جيدا.. رئيسا لمدة أربع سنوات، لكي يتسنى لنا فيما بعد محاسبته بناءً على مؤشرات أداء واضحة .. انتهت المساحة.