كنو الأزرق.. الطريق ليس سهلا
انتهى الفصل الأول من قصة محمد كنو، لاعب الوسط الدفاعي السابق لنادي الاتفاق، وارتدى شعار الهلال رسمياً، بعد أكثر من عام في الأخذ والرد، بين اللاعب من جهة، وناديه السابق من جهة ثانية، بين الهلال وبعض الأندية التي كانت ترغب في طلب ود اللاعب من جهة ثالثة، ولكن كيف سيكون الفصل الثاني من القصة، هل سيجد اللاعب فيها فرصته في الوسط الدفاعي الهلال في ظل تواجد سلمان الفرج، وعبد الملك الخيبري وعبد الله عطيف وميلسي وماجد النجراني؟ أم سيكون مصيره مثل عبد المجيد الرويلي الذي لم يجد فرصته في القائمة الأساسية، ففضل بعد موسم واحد قضاه مع بطل الدوري والكأس الرحيل للفيحاء الصاعد حديثاً للدوري السعودي للمحترفين، ليتواجد على أرض الملعب بدلا من كراسي الاحتياط.
قيمة عالية
لا يجرؤ ناقد رياضي أن ينكر أن كنو يمثل قيمة فنية عالية كلاعب، خاصة وأنه مازال صغير السن، وقادر على العطاء لسنوات طويلة.
ولد كنو بعد شهرين من عودة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم المظفرة من مونديال الولايات المتحدة ١٩٩٤، بعدما حقق الأخضر السعودي أفضل إنجازاته العالمية على الإطلاق، الأمر الذي يجعل ما دفعه الهلال للفوز بالصفقة يستحق، هذا ما يشدد عليه خالد القروني المدرب السابق للمنتخب السعودي للشباب ولأندية النصر والاتحاد والباطن والحزم والشعلة، الذي يؤكد لـ"الرياضية" أن كنو لاعب مميز من كل النواحي، ويتوقع له أن يكون أحد نجوم الكرة السعودية مستقبلاً.
أفضل لاعب
يقول القروني الذي سبق وأن درب كنو في المنتخب السعودي للشباب: "يظل كنو لاعبا كبيرا، ويملك إمكانيات كبيرة، وهو قادر على أخذ فرصته في الهلال، وغيره من الفرق"، ويضيف: "أنا أعرف إمكانيات اللاعب جيدا، وسبق وأن دربته في المنتخب السعودي للشباب، ومع أنه لم يكن يلعب كثيرا في الموسم الماضي، لأسباب تخص نادي الاتفاق، ولكنه ظل متمسكاً بالأداء الجيد، وسبق وأن قلت له في بطولة الخليج للشباب أعطني كل ما لديك، وسأجعلك أفضل لاعب، وقال لي "أنا من يدك اليمنى ليدك اليسرى" وفعلا قدم كل ما أريد منه، واختاروه أفضل لاعب في البطولة".
إمكانيات مميزة
ويشدد القروني على أنه حتى لو تأخرت فرصته بعض الوقت، لن يؤثر هذا عليه، لأنه مازال صغير السن، وقادر على الانتظار بعض الوقت، ويقول: "إمكانيات كنو مميزة، يستحق كل ما كتب عنه، أنا من الذين كانوا يطالبون بأن يكون في المنتخب الأول، فهو لاعب جيد في الكرات الهوائية، والافتكاك، وسريع، مهاراته الفنية عالية، ويتحول بسرعة من الدفاع للهجوم، ولا يحب الفلسفة بالكرة، كما أنه طويل القامة وقوي البنية، ويلعب في أكثر من مركز، فهو لاعب متكامل بشكل كبير".
مخاطرة كبيرة
على طرف آخر، يعتقد آخرون أن كنو قد يكتب نهايته بيده، وبشكل سريع مثل كثير من اللاعبين الموهوبين الذين انتقلوا لأندية كبيرة ولم يجدوا فرصتهم، ومنهم نايف العنزي المدرب الوطني، الذي يؤكد أن انتقال كنو من الاتفاق للهلال يحتوي على مخاطرة كبيرة، وقد لا يجد فرصته في الهلال المدجج بالنجوم، الشيء الذي يعني نهايته سريعاً، يقول العنزي لـ"الرياضية": كنو لاعب جيد، لا أحد ينكر ذلك، فإمكانياته عالية ويملك كل مقومات النجاح، ولكن السؤال هل سيستطيع أن يضمن لنفسه مكاناً في القائمة الأساسية لنادي الهلال؟ في حال لم ينجح في ذلك فسيكتب نهايته سريعاً".
اللاعب الموهوب
ويشدد العنزي على أن اللاعب الموهوب، قد يقتل نفسه عندما ينتقل لناد حماهيري ولا يأخذ فرصته الكاملة، ويضيف: "الانتقال للهلال مخاطرة كبيرة لكنو، فالفريق يعج بالنجوم، وكل المراكز ممتلئة"، ويتابع بتفصيل أكبر: "لو لم يلعب كنو مع الهلال، فسيقتل موهبته، فالمال ليس كل شيء، فهو كان يمكن أن يحصل على المال وعلى الفرصة في اللعب أيضا، وأنا كمدرب أقدر اللاعب الذي يبحث عن الفرصة أكثر من المال، فصحيح كنو لاعب صغير في السن، ولكن لو لم يلعب موسماً أو موسمين سينتهي".
مقارنة مرفوضة
ويرفض العنزي المقارنة بين كنو وعبد الله عطيف الذي انتقل للهلال قبل ثلاثة مواسم، ولكنه لم يجد فرصته الحقيقية إلا الموسم الماضي، ويضيف: "لا يمكن مقارنة كنو بعبد الله عطيف الذي وجد فرصته في الهلال بعد موسمين، فعطيف قدم للهلال ولا أحد يعرفه، لم يكن نجماً ولاعباً دولياً مثل كنو، هذا هو الفارق، فعطيف كان يبحث عن فرصة ليقدم نفسه، أما كنو فهو لاعب معروف، وكان يمثل المنتخب السعودي في آخر مشاركاته في دورة التضامن الإسلامي، لهذا أؤكد على أن انتقال كنو مخاطرة".
الدكة قوية
ويوضح العنزي أن كنو يمكن أن يلعب في مركز سلمان الفرج، وأيضا محور ارتكاز، وأيضا خلف المهاجمين، ويتابع: "هو يلعب في أكثر من مركز، وصحيح أن أي ناد يتمنى أن تكون دكته قوية جدا، وأن يكون هناك خيارات أكثر للمدرب، ولكن الأمر يختلف بالنسبة للاعب، وهو الأمر الذي حدث تماما مع عبدالمجيد الرويلي الذي لم يجد فرصته في الهلال، وفضل في نهاية المطاف أن ينتقل للفيحاء لكي يلعب أساسياً".
مهارات عالية
لم يكن الموسم الماضي جيدا لكنو، فبسبب رفضه تجديد عقده مع الاتفاق الذي كان من المفترض أن ينتهي في يناير المقبل، فعانى من التهميش، كما أنه تعرض لعقوبة قاسية مطلع الموسم، بعد أن أوقفته الإدارة لمدة شهر بسبب سفره إلى خارج السعودية دون عذر، فتراجعت أرقامه كثيرا عن تلك التي حققها قبل ثلاثة مواسم في ظهوره الأول مع الاتفاق، فلم يلعب سوى ١٩ مباراة منها ١٤ مباراة كلاعب أساسي، مقارنة بـ٢٢ مباراة في موسم ٢٠١٣ـ٢٠١٤.
وخلال الدقائق لـ١٤١٣ التي لعبها الموسم الماضي، مرر ٩١٢ تمريرة ناحجة بنسبة ٨١٪، وسجل ثلاثة أهداف وصنع لرفاقه هدفا وحيدا، بينما كان سجل في موسمه الذهبي خمسة أهداف وصنع مثلها.
منافسة قاسية
ومع أن كنو سيواجه منافسه قاسية من سلمان الفرج الذي يلعب معه في ذات المركز، إلا أن كنو يملك أرقاما قد تكون أفضل، مع أن الفرج لعب دقائق أكثر "١٤٥٠ دقيقة لعب في ١٧ مباراة"، إلا أن كنو حقق ١٣١ التحاماً ناجحاً مقارنة بـ٩١ التحاماً للفرج، كما حقق ٤٢ مواجهة هوائية ناجحة مقارنة بتسع فقط للفرج.
أيضا خلص كنو ١٥ كرة من بين أقدام الخصوم، مقابل تسع مرات فقط للفرج. كما قطع ٢٢ كرة مقابل ٢٣ كرة للفرج الذي لعب دقائق أكثر منه، بيد أن لاعب وسط الهلال الذي جدد عقده لأربع سنوات قبل أشهر يتفوق على القادم الجديد في النواحي الهجومية، وخاصة في صناعة اللعب، وبناء الكرات لرفاقه.