2018-03-09 | 02:20 منوعات

الصحيفة الإيطالية باعت مليونين و300 ألف بعد المونديال.. وارتدت الأخضر مرتين
الورديتان.. اللون والبدايات والهوية

جدة ـ محمود وهبي 
مشاركة الخبر      

تجتمع "لاجازيتا ديللوسبورت" الإيطالية مع "الرياضية" في ثلاثة أشياء أساسية: تاريخ الصحيفتين، فكلتاهما تحملان اللون الوردي، الذي ميزهما عن سواهما في كل مكان، وكذلك البدايات، فـ"لاجازيتا" تعد الأولى من نوعها بوصفها صحيفة رياضية متخصصة في أوروبا، كما هو الحال بالنسبة لـ"الرياضية" في السعودية والخليج.. وثالث الوجوه المتفق عليها بينهما تمثل في الهوية من حيث تناول الأحداث الرياضية.

ويعرف الكثيرون من السعوديين والعرب الخلفية التاريخية لـ"الرياضية" التي وسمت نفسها من البدابة بجريدة الشباب العربي، لكن القلة قد تملك معلومات وافية عن شبيهتها الطليانية.



خيل ودراجات

اكتسبت رياضات الدراجات الهوائية وركوب الخيل والركض شعبية جارفة في الأوساط الإيطالية خلال فترة الثمانينيات من القرن التاسع عشر، واتجهت صحف عديدة لتغطيتها ونقل مستجداتها إلى قرائها، إلى أن خطط الثنائي أويجينيو كوستامانيا وإليزو ريفيرا لتأسيس صحيفة رياضية مختصة هي الأولى من نوعها في القارة العجوز. وأثمرت أفكار هذا الثنائي عن ولادة أقدم صحيفة رياضية في أوروبا عندما بصرت "لا جازيتا ديللو سبورت" النور عام 1896، والتي أصبحت مع مرور الأعوام وما زالت قوة ضاربة في عالم الصحافة الرياضية. 



البدايات 

في غرفة صغيرة داخل أحد أحياء مدينة ميلانو عام 1896، بدأت حكاية الصحيفة الإيطالية الشهيرة مع عدد قليل من المحررين، وتحت قيادة أوجينيو كوستامانيا القادم من صحيفة "لا تريبليتا"، وصديقه إليزو ريفيرا الذي كان حينها أحد كبار المحررين في صحيفة "إل سيكليستا". ونشرت "لا جازيتا ديللو سبورت" عددها الأول في الثالث من إبريل من ذلك العام، وتألفت من 4 صفحات فقط و5 أعمدة في كل صفحة دون الاستعانة بأي صورة نظراً لمحدودية الإمكانيات في تلك الفترة. 

وتناول العدد الأول رياضة وحيدة فقط هي سباقات الدراجات الهوائية، والتي كانت الرياضة الأكثر شعبية حينها في إيطاليا، الأمر الذي ساعد "لا جازيتا" على بيع 20 ألف نسخة من عددها الأول، فيما ألقي الضوء في العدد الثاني على الحفل الافتتاحي لدورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها أثينا، والتي تم افتتاحها في 6 إبريل. وشهدت الصحيفة تطوراً ملحوظاً في فترة قصيرة مع طباعتها لعدديْن اثنين في الأسبوع، حيث ارتفع عدد صفحاتها إلى 22 عام 1898 بعد الانتقال من الغرفة الصغيرة إلى مكان أكبر يحوي 4 غرف، وقبل الانتقال إلى مبنى من 4 أدوار بحلول العام 1926. 



مطبات الحرب 

استمرت "لا جازيتا" في توسعها مع حلول القرن العشرين، وعملت على إصدار 3 أعداد بشكل أسبوعي بدءاً من العام 1908، لكنها دخلت في دوامة من الصعوبات بعد بداية الحرب العالمية الأولى لتعود إلى إصدار عددين فقط في الأسبوع، خاصة مع مشاركة 4 من محرريها البارزين مع الجيش الإيطالي في الحرب خلال الفترة ما بين 1915 و1918، وهي الفترة التي شهدت إرسال 30 ألف نسخة من الصحيفة إلى الجنود الإيطاليين. وألقت الحرب العالمية الثانية بظلالها السوداء على الصحيفة، حيث تراجعت إصداراتها إلى عدد وحيد في الأسبوع ومع 4 صفحات فقط، في فترة خسرت فيه لونها الوردي التقليدي لعدم توافر إمكانيات لدى المطابع. 



أرقام قياسية 

تتربع "لا جازيتا ديللو سبورت" اليوم على عرش أكثر الصحف انتشاراً في إيطاليا، كما أنها تعتبر ثالث أفضل الصحف الإيطالية من ناحية المبيعات، متفوقة على عدد كبير من الصحف السياسية والمنوعة الأخرى. 

وحققت الصحيفة الوردية أرقاماً مميزة ستبقى راسخة في تاريخها الحافل، مثل طباعتها لقرابة مليون و 500 ألف نسخة لعددها في 12 يوليو من العام 1982 عقب فوز المنتخب الإيطالي بكأس العالم، والرقم نفسه تقريباً بعد فوز ميلان بدوري أبطال أوروبا عام 1989. وحطّمت "لا جازيتا" رقمها القياسي الشخصي من ناحية عدد المبيعات في 10 يوليو عام 2006 بعدما باعت مليونيْن و300 ألف نسخة عقب فوز الأزوري بلقب المونديال الألماني.