2018-03-22 | 01:23 منوعات

كشفت عن نفوس مريضة تقود النقاد.. وسر إخفاء وفاة زوجها ثلاثة أشهر
داليا البحيري: السينما وحشتني.. وحفيد الوحش كسرني

حوار: حنان الهمشري 
مشاركة الخبر      

تُعرف بأنها نجمة، شقَّت طريقها بتميز، ودائمًا ما ‏تحظى‏ ‏أعمالها‏ ‏بجماهيرية‏ ‏واسعة. إنها الفنانة داليا البحيري، سمراء الشاشة، وابنة النيل، وصاحبة الوجه المصري الأصيل. استطاعت أن تفرض وجودها الفني بموهبتها، وكسرت الحواجز كلها بينها وبين جمهورها. كشفت خلال حوارها مع "الرياضية" عن العديد من الأمور المتعلقة بالسينما، وسبب ابتعادها في الفترة الأخيرة،

01

في البداية، ما مقياس النجومية بالنسبة إلى النجمة داليا البحيري؟

 أنا شخصيًّا، أرى أن نجومية الفنان لا تقاس بأجره، أو البطولة المطلقة في أعماله، بقدر ما تقاس بتأثير دوره في الجمهور، الذي أحبه، ومنحه ثقته، فهو دائمًا ما يخاطب جمهوره بثقة كبيرة، كسبها من خلال حرصه الشديد على ما يقدمه له من أعمال مهمة، تهتم بمشكلاته، وتحاول مساعدته على حلها، هذا إضافة إلى احترامه عقلية المشاهد. أنا مثلًا أحرص على اختيار الأعمال، التي يكون لها هدف، ورسالة، وأن يحمل دوري فيها مضمونًا، لأنني لا أريد أن أضع نفسي في قالب واحد، وأقوم بتغيير جلدي طوال الوقت بالتنويع بين الأدوار الكوميدية، والتراجيدية، وأرى أن الوصول إلى النجومية أمر سهل للغاية، أما المحافظة عليها، والاستمرارية في النجاح، سواء بتقديم عمل درامي واحد في موسم ما، أو عدم الوجود على مدار عام كامل، فهذا أمر صعب للغاية. هذا ما استطعت تحقيقه عندما قررت ألا أسير على وتيرة واحدة سواء في السينما، أو التلفزيون، واختياراتي تستند إلى عوامل كبيرة للغاية بداية من الدور، ثم المخرج، الذي يستطيع تقديمي بأفضل صورة ممكنة، وبشكل مختلف، كل ما تقدم ساعد في نجاح داليا البحيري.

02

من الملاحظ ابتعادك عن السينما في الفترة الأخيرة، ما السبب؟

بالطبع السينما عشقي الأول والأخير، لأنني حققت فيها نجاحات كثيرة، لكنني لمست أن السينما في الفترة الماضية، سارت في طريق مختلف عما عرفته من قبل، ولم يُعرض عليَّ أي شيء يستحق أن أقدمه، لكنني أعترف بأنني اشتقت إلى السينما "كثيراً، وهناك العديد من السيناريوهات التي أقوم بقراءتها حاليًّا لاتخاذ قرار بشأنها، على أنني لم أجد حتى الآن ما يرضيني، ويشجعني على العودة سينمائيًّا إلى جمهوري. بعد طول فترة غيابي عن السينما لابد أن يكون العمل المقدَّم قويًّا حتى أوافق عليه.

03

 أنتِ قليلة الظهور إعلاميًّا، لماذا؟ 

لأنني أعمل فنانة وممثلة فقط، وعندما يكون هناك ما يستدعي ظهوري، أكون موجودة بالفعل، وحقًّا لا أرغب في الظهور فقط لمجرد الظهور دون أن أقدم جديدًا لمسيرتي الفنية، وأعتقد أن الجميع يتكلم الآن، ومن جهتي أفضِّل الاستماع فقط، وعندما يكون هناك جديد سأظهر بالتأكيد، وأتحدث دون تردُّد.

04

بعد النجومية التي وصلتِ إليها، كيف تتعاملين مع النقد، وهل تهتمين بآراء النقاد، وتتابعين مَن ينتقد أعمالك؟ 

 على المستوى الشخصي، أتعامل مع أي نقد يوجَّه إليَّ، سواء في العمل، أو في حياتي الشخصية بصدر رحب للغاية، لأن الجمهور هو الذي يصنعني، وهو على وعي تام بكل ما يحدث، ويستطيع أن يقرأ ما بين السطور، وهل هذا النقد لتحسين مستوى الفنان، وحالته الفنية بشكل عام، أم إنه تصفية حسابات فقط من قِبل أصحاب نفوس مريضة. هناك أناسٌ ينتقدون لأهواء شخصية، هؤلاء الأشخاص لا أقف عند رأيهم مطلقًا، ولا أعيرهم انتباهًا، لأنني رأيت أخيرًا أن هذا الأمر لا يقتصر عليَّ فقط، ويحدث مع زميلات أخريات، وهو ما يشعرني بالحزن، نظرًا لما وصلت إليه هذه النفوس.

05

في حياتنا نمرُّ جميعًا بكثير من المنحنيات ما بين صعود وهبوط، ما فترات الهبوط التي لا يعرفها أحد عن داليا البحيري؟ 

- بصراحة كثيرة، فقد مررت بفترات إحباط ويأس طويلة في حياتي، لكن، الحمد لله، وجدت الله بجانبي، ولم يتركني أبدًا، وهناك العديد من اللحظات والمواقف في حياتي من الصعب أن أنساها، أصعبها على الإطلاق وفاة خديجة، ابنتي الأولى. خبر وفاتها، يرحمها الله، كان قويًّا جدًّا علي، وصعبًا للغاية، لقد كسرني بكل ما تعانيه الكلمة، وأيضًا وفاة زوجي فريد المرشدي، حفيد فريد شوقي، وحش الشاشة، ووالد ابنتي قسمت، الذي جمعتني به عِشرة طويلة. كان إنسانًا طيبًا، لكنه القدر، الذي جعلنا لا نكمل حياتنا مع بعضنا بعضًا. كانت طريقة وفاته صعبة جدًّا، ما شكَّل صدمة كبيرة لي، حيث توفي في حادث أثناء سفره. هذه المرحلة أيضًا كانت من أصعب مراحل حياتي، لقد وجدت صعوبة كبيرة في إبلاغ ابنتي بخبر وفاة والدها، فقد كانت قسمت شديدة التعلُّق به، وتعشقه للغاية، وكان بالنسبة إليها أبًا، وصديقًا، وأخًا، وعندما توفي، أخفيت الخبر عنها في البداية لمدة ثلاثة أشهر، وحرصت على ألا تحضر الجنازة كيلا تصاب بصدمة كبيرة، خاصة أنها كانت صغيرة، بعدها بدأت أفهمها ما حدث.

06

هل أنتِ شخص متسامح، وكيف تحكمين على الآخرين؟ 

"تفكر قليلًا". لا أنكر أنني تعرَّضت إلى الظلم كثيرًا من أشخاص في محيط عملي، لكنني عادة لا أقف عند تلك الأمور، وأكتفي بعبارة واحدة عندما أتعرَّض إلى الظلم من أحد، وهي "حسبي الله ونعم الوكيل". هذا أقوى ردٍّ على أي شخص يكذب عليَّ، أو يجرحني، وأرى أن حقي سيأتيني من الله مضاعفًا، وأنا جالسة في منزلي، وليست لديَّ صفة الانتقام، أو التخطيط ضد أحد لأسترجع حقي، فأنا أرى أن الشخص، الذي يفكر في الانتقام، هو إنسان ضعيف للغاية، أما شخصيتي، فهي بسيطة للغاية، وأي شخص يمكن أن يكسب ثقتي بسهولة بشرط أن يكون صادقًا معي إلى أقصى درجة، فأنا أكره الكذب، وأرى أن أي شخص يحاول أن يكذب عليَّ لن يستفيد شيئًا من وراء ذلك، لأن أسهمه ستقل عندي، وسيسقط من عيني، كذلك أحب أن أتعامل مع أشخاص بسطاء إلى أقصى درجة، لأنني إنسانة بسيطة في كل شيء، وفي حال ترك شخص ما انطباعًا خاطئًا عندي، أحرص على ألا أحاكمه، وأن أعطيه ألف فرصة، فإذا استنفد فرصه، فلا أتعامل معه ثانية.