مشجعون وصحفيون متخصصون 2_ 2
الجمعة الماضي تناولنا موضوع التخصص الصحفي.. هذه قضية يطول الحديث فيها وعنها.. حاولت الاختصار وبالطبع فشلت.. أردت القول والإشارة إلى أن كرة القدم في السعودية مثل غيرها تحظى بالاهتمام والمتابعة والأضواء.. الفارق أننا نفتقد الصحفي الكروي المتخصص..
هنا في “الرياضية” حينما أردنا تخصيص صفحة أسبوعية تُعنَى وتهتم بسباقات ومناسبات الهجن والصقور.. بحثنا عن صحفي مهتم بهذا النوع من الرياضات التي ما كانت تحظى بكل هذا الحراك الذي يتفاعل اليوم.. اعتقدنا أننا سنواجه مشكلة بلا حل.. جاء الزميل راكان المغيري وقدم نموذجًا مثاليًّا للتخصص أمام هواية ورياضة يصعب فيها التخصص الصحفي.. أعني أن كل المهتمين بتفاصيلها الصغيرة لا يرتبطون مع الصحافة؛ كونها رياضة تخلو من الجدل والخروج عن النص، وليس لها جمهور يبحث عن جديدها ومستجداتها.. لم يفعل راكان شيئًا أكثر من ترسيخ معنى التخصص وإن لم يكن يقصد هذا.. أعتقد أنه الآن الصحفي السعودي الأبرز في متابعة هذه الرياضة، التي صار لها اتحاد ومناسبات وأحداث على مدار العام..
بطولة للبلوت وبطولة عالمية دولية للشطرنج وسباق ماراثون ضخم ومثير للاهتمام، وبطولة غولف تستقطب عشرات الأسماء الشهيرة، وحلبة مصارعة كانت حديث الدنيا.. هذا الحراك الرياضي يحتاج أن توازيه بذات السرعة أسماء صحفية متخصصة يمكنها أن تكون مرجعًا وقاموسًا بشريًّا يمكن الاستناد إليه وعليه كلما استدعت الحاجة.. أكثر السعوديين يلعبون البلوت.. لعبة ذكية تعتمد على التركيز وسرعة البديهة واتخاذ قرار المغامرة.. من هو الصحفي السعودي المتخصص بالبلوت.. وما يقال عنها يقال عن غيرها.. إنه زمن راكان وجوقته ممن يحمل المهنة إلى اللعبة واللعبة إلى المهنة في اتجاهين متقاطعين.. أما مجرد البقاء حيث أصحاب آراء الصحفيين المشجعين الذين يمضون ليلتهم بضربة جزاء لم تحتسب أو إنجازات فريق مشكوك بمصداقيتها، أو لقب لاعب أثار خلافًا صاخبًا بلا جدوى أو نتيجة؛ فهذا لعله زمن يقترب من الأفول..
صحفي رياضي متخصص بكرة القدم ليس له وجود، رغم أن الصحفيين الكرويين كزبد البحر وغثاء السيل، وما أحوجنا إلى صوت عاقل نادر كالأحجار الكريمة، يتناول المباراة واللعبة بمسافة ألف ميل عن فريقه الذي خسر ولم تقم له قائمة.. إننا بحاجة صحافة رياضية تولد من رحم التخصص، وتقول للصحفيين المشجعين كما قال لهم راكان ومن على طاولة شطرنج فاخرة:
كش ملك..!!