2018-04-30 | 03:43 مقالات

نهاية رجل شجاع

مشاركة الخبر      

لست بصدد استعراض رواية الكاتب حنا مينه، ولكنها استعارة عن المدرب العظيم الفرنسي السيد آرسين فينجر صاحب أطول فترة تدريبية قضاها "مديرا فنيا" مع الآرسنال الإنجليزي.

ليس سهلا أن تقول "وداعا" لمكان قضيت فيه حقبة زمنية طويلة 22عاماً بين فرح وحزن انتصار وألم، وروائح الذكريات تعم المكان.



فينجر واحد من أقدم المدربين الذين عرفهم الدوري الإنجليزي مع أليكس فيرجسون صاحب الموسم المثالي2003 ـ 2004 الخالي من الهزائم والذي على إثره دخل موسوعة جينيس العالمية.



وعندما أذكر فينجر/ فيرجسون، فأنا أستجمع الحرب الشرسة الملحمية التي كانت بينهما طيلة تواجدهما بالدوري الإنجليزي، كتنافس وتحد وليس كإنجاز، ففينجر لم يحقق 10% من إنجاز السير أليكس مع المان يونايتد.



فينجر مدرب قليل الحظ، فخلال 22عاما قضاها بتدريب الجانرز لم يظفر بالدوري إلا ثلاث مرات، وفشل بالحصول على اللقب منذ14عاما، وانعدمت آماله بالتأهل الأوروبي لدوري الأبطال، آرسين منحوس فشل بتحقيق حلم "المدفعجية" للحصول على اللقب ولم يتأهل لنهايته إلا مرة ضد برشلونة وخسر.



من مساوئه إنه لا يجيد معركة "إعداد" اللاعبين/ اكتشاف مواهب جديدة وصقلها، فلم يقدم طيلة مسيرته التدريبية عنصراً موهوباً وكان يلجأ للعنصر الجاهز/ الدولي ويميل للعنصر الفرنسي وأهمهم "تيري هنري".



حدية فكر/ تعامل فينجر استمرت بتعاطيه مع مباريات الدوري يبدأ قويا ويتصدر ثم يهبط للأقل، والعكس يبدأ ضعيفا ثم يصعد، ويحسب له كإنجاز مع النادي اللندني إنه لم يبرح المراكز الأربعة المتقدمة من الدوري الإنجليزي لسنوات.



تغييراته الكارثية كانت نقطة ضعف تحسب ضده، فتغييراته تتسبب إما بانقلاب النتيجة أو خسارته، كما أن مستويات الفريق معه متذبذبة.



"الوداع" مفردة أليمة جدا، فمن الصعب أن تطوي صفحة من عمرك بذلت معها الكثير من عرقك وتعبك وتفكيرك وأعصابك، وهكذا توديع ملعب الإمارات مر صعبا على فينجر.



يقول: "إلى جميع عشاق آرسنال اهتموا بقيم النادي حبي ودعمي للأبد".



أما المغني الأمريكي "بوب ديلان" فقد عبر بإحدى أفضل أغنياته لفينجر: "يمكنني البقاء معك للأبد... ولكن لن أدرك الوقت أبدا".



فهل تعتقدون بأن مدرباً بحجم فينجر ستأخذه "المادة" لمنحدر بعيد لا يتناسب وبرجه "الأوروبي" العاجي الذي عاش فيه طيلة تاريخه الكروي؟! "الصينيون" يعملون جاهدين لإغراء العناصر العالمية/ المميزة وسحبها لبلادهم بالمادة، ولعل "مارتشيلو ليبي" الإيطالي صاحب لقب مونديال 2006 أعظم الأمثلة، أم أن الإدارة الرياضية ستعيده لبلاده مع الـPSG؟!