افتقدنا «الهيبة»... «حيوحشنا» الوقار!
إشعال النيران الصديقة بهذا التوقيت بوسطنا الرياضي والبلبلة والمهاترات لمصلحة من ومن المستفيد؟! علما بأن المتضرر الوحيد هو المنتخب السعودي وحسب.
التصريحات النارية والمقذوفات اللفظية وأساليب الضرب من تحت الحزام تراوح أبطالها ما بين نجوم للشباك وكومبارس وأولئك الذين يقومون بالإحماء بغية ولوج -حلبة الصراع- الوسط الرياضي الموسم الجديد بحماس شديد!
أصبحت الساحة الرياضية ميدانا شرسا، وكل يريد رمي شباكه على صيد بضاعة الآخر بغية اختطافها وتحويل مسارها، عرفا الشرفاء هم من يدخلون البيوت من أبوابها بالتوقيت المناسب، وإن لصوص الظلام وأصحاب السوابق هم من يتسلقون الأسوار بغية الوصول لنوافذها وشرفاتها تسللا وخلسة.
العمل بالميدان فقط والرئيس "العاقل" لا ينشغل بالردود والمهاترات الصحفية التي هي ديدن فئة معروفة منذ الأزل بذلك، ولكن لا يدخل العقلاء بمداخلهم ولا ينزلقون لمزالقهم فيفقدون الهيبة والوقار، ولكن إذا كان رب البيت بالدف ضارب... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.
هؤلاء لم يحترموا ذائقة المتلقي ولا خصوصية المرحلة "تعبئة المنتخب" لكأس العالم وما تتطلبه من توحيد للعقول والقلوب تجاه ممثل الوطن، والبعد عن شغل الشارع الرياضي بتوافه الأمور.
أسالكم بالله ما الفرق بين عقلية المشجع وبين عقلية رئيس ناد يؤمن بمبدأ المحلية والعالمية؟!
ومن يصدر مفهوم "الخربشة" والأذية، ومن يهدد بأسلوب "من طق باب الناس طقوا بابه"! هذا الحراك الساخن لمصلحة من ومن المستفيد من هذا الكم العظيم من الخربشات؟!
إذا كان من هدف لإيجاد ميثاق الشرف كالحفاظ على استقرار المنتخب قبل كأس العالم، فما الذي يعنيه خروج البعض عن النص الآن وإثارة كل تلك الزوابع والبلبلة بتوقيت يسبق المرحلة التحضيرية النهائية لمنتخبنا؟!
المؤسف أن كل تلك التجاوزات اللفظية وفتح الثغرات وتسخين الجبهات يمر مرور الكرام! هذا الجو المتوتر وهذه النوايا "الصفراء" المبيتة تجاه "س أو ص" من لاعبي المنتخب ستؤثر بخانة تركيزهم وثباتهم النفسي وعطائهم الفني ما من شك.
افتقدنا الهيبة وراح يوحشنا الوقار الذي كنا نراه ونلمسه من رؤساء الأندية عدا قلة منهم بالسابق، بهذا القتال الشرس والحرب الضروس وكأننا بساحة قتال، الموسم المقبل "ناري" نستطيع أن نلمس ذلك من الآن والمنافسة ستكون على أشدها.
ولا عجب إذا كان مفهوم الاحترام لدينا لمن "يقدح من رأسه" أكثر.