حرمة في النهائي!
لا حدود لسعادتي التي أشعر بها كلما حقق فريق غير جماهيري بطولة أو إنجازاً أو...، خاصة إذا كان خصمه فريقاً كبيراً وشعبياً، وعدوه الخبرة وخصيمه التاريخ! ضعيفة أنا أمام الفرق العصامية التي تحصد نجاحاتها من بعد تعب وعمل وجهد جهيد وسنوات عمل وجوقة أحلام وانتظار وأمانٍ!
بعض الفرق "عصامية" لا تملك من العتاد غير جيش مجيش من الأحلام وحفنة تعب، عطاؤها وإحساسها بالمسؤولية هم جنود الميدان خاصة إن لم يكن لها تصالح إيجابي مع الحظ أو تاريخ كروي كبير!
أسعدني كثيراً وصول أبناء "حرمة" إلى نهائي أغلى الكؤوس كأس الوالد القائد سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ونصره ـ، حرمة المدينة الهادئة بشمال غرب الرياض متيمة حد العشق بكرة القدم والموروثين الأدبي والثقافي، و"الفيصلي" جزء لا يتجرأ من موروثها الرياضي، عنابي سدير عاند الزمن وخاصم المستحيل وتصالح مع الظروف ووصل لأول مرة إلى نهائي كأس الملك أمام أهلي جدة!
الأهلي "سيد هذه البطولة" راعيها، لكن التاريخ لا يشفع لأصحابه ما لم يوازنوا بينه وبين جغرافية الحدث! ولا عجب بوصول أبناء حرمة للنهائي ولم يفاجئني ذلك، فالجماعية التي تستشعرها من لاعبيه مسألة إيجابية جدا، كتلة واحدة تراهم يدافعون ويعودون فيهاجمون ضمن تكتيك مرسوم واستراتيجية محكمة وانضباطية تامة خلقها فكر المدرب الكبير الصربي فوك رازوفيتش والذي استطاع وضع كل لاعب بمكانه الذي يستطيع بأن ينتج فيه ومن خلاله!
تألق العنابي هذا الموسم ليس ضربة حظ ولكنه حقيقة نراها في دوري المحترفين السعودي ومزاحمته للفرق الأوائل الكبار على المقدمة بغية خطف مقعد آسيوي الموسم المقبل في دوري الأبطال!
موسم استثنائي لهذا الفريق العصامي بالذات على مستوى توليفة اللاعبين الذين حصدوا ثمرة اجتهادهم وتألقهم ولو استمروا على نفس المنوال سوف يتحقق لهم الهدف الأكبر "كأس الملك" والأصغر"مقعد" آسيوي!
كل التوفيق أتمناه لهذا الفريق ولكل فريق يهزم الزمن ويعاند التاريخ ويقدم العطاء والعمل بالميدان مهراً للبطولات!
الفارق بين الأهلي والفيصلي في نصف النهائي كانت الروح وحس المسؤولية واحترام الخصم، تفاوتت النسبة، فحصل كل منهما على ما يستحقه، أعتقد أنه من المهم بألا يفرط الفيصلاوية بمدربهم الداهية والذي استطاع بتكتيكه وذكائه وتعاون لاعبيه وبرهم به وتطبيقهم لتعليماته وبركات "دعاء الوالدين" الوصول لختام البطولة!
الفيصلي ليس مجرد فريق كرة قدم، إنه خلاصة أحلام وجهود أبناء وشباب حرمة المخلصين.