المنقذ «سعد»
الطموح عابر سبيل لا مكان له ولا زمان، قد يأتي فجأة ويحضر بقالب كاركتر "عنترة زمانه"، ويقلب الأوضاع ويخلط الأوراق و"يشقلب" الأمور رأسًا على عقب!
الطموح قائد بحري عظيم لا يهاب أمواجًا ولا سفنًا ولا أشرعة، والنواخذة "سعد الشهري" مثال للمدرب الوطني الطموح الواعد، الذي استطاع في وقت قصير صناعة شخصية "مُهيبة" ومتفردة للاتفاق؛ فانتشله من بحر لُجي شديد السواد والظلمة عميق المياه متلاطم الأمواج، يصارع على الهبوط إلى فريق "مُهاب" صاحب شخصية "عنترة" الاعتبارية، بعد أن نجح في إنعاش "فرعون" الرابض بصدره، ومع "سعد" تخطى الكبار واحدًا تلو الآخر؛ ليعود وينافس على المقاعد الأربعة الشرفية، بحثًا عن مقعد آسيوي قادم!
سعد أثبت "بالميدان" ونتائجه ونجاحه ونقلته النوعية "الفنية/التكتيكية" واللياقية، أنه أكبر من مجرد حالة طارئة كالتي تلصقها "غالبًا" الإدارات المتورطة حد النخاع في المدرب الوطني؛ فتبحث معه عن حالة إسعافية مؤقتة!
الشهري سعد "ولّعها" بين الهلال والأهلي في الدوري، وفتح آفاقًا جديدة للمنافسة، أعاد شيئًا من الإثارة للعبة الكراسي الموسيقية وتغيير المراكز، واشتد الصراع!
وبصراحة أفضل قرار اتخذته الإدارة الاتفاقية بقيادة "الريس" الشاب خالد الدبل إقالة ـ وجه النكد ـ الصربي مايودراج ياشيش وإسعاد الجمهور الاتفاقي بسعد، وإعطاؤه الثقة والمسؤولية والمساحة الافتراضية والأمان والإيمان، وسعد أكثر الناس غلوًّا في حب الاتفاق، ودليل الرابط الروحي "الهرموني" العالي بينه وبين اللاعبين وتأثيره على النواحي النفسية واللعب على معنوياتهم بالإيجاب!
سعد إضافة إيجابية للمحطة التي يُسند له إدارة الأمور الفنية بها، وهو مدرب تكتيكي مثقف هادئ ومتزن، وله سيرة خضراء حسنة مع منتخب الوطن فئة الشباب، عندما نجح بقيادته للمركز الثاني آسيويًّا والتأهل لكأس العالم للمرة الثامنة في تاريخ الكرة السعودية!
وهو سائر على نهج المدربين الوطنيين الكبار أمثال خليل الزياني والخراشي.. وأتمنى أن يتبوأ مكانًا أكبر وأفضل في قيادة منتخبات الوطن مستقبلاً بالفترة التي يصبح لدينا اكتفاء ذاتي في خانة التدريب، وتكوين قاعدة قوية للتدريب بالداخل!
المدرب الوطني متى ما وجد الثقة والدعم والمساحة والبعد عن المصادمات مع عمله بالإدارات يبدع وينتج ويتفوق ويترك أثرًا إيجابيًّا يفوق عمل الأجنبي؛ لأنه يعمل وتعمل معه جوارحه وقلبه وعقله في الميدان!
• للهلاليين..
"براون" أخو "دياز"، وهو مثل الذي "جاء يكحلها عماها"، علاج الهلال بيد الإدارة ولا غيرها، الأخطاء الإدارية أكبر من مجرد مدرب يستبعد وآخر يأتي فزعة!