"طعمية مو" مجانا في ليفربول!
لفت نظري أن أحد المطاعم العربية الشهيرة في مدينة ليفربول الإنجليزية، يقدم وجبة “الطعمية” مجانًا لرواده مع كل هدف يحرزه النجم المصري للحُمر، وهو أحد رواد هذا المطعم ومن محبي الأكلة الشعبية المصرية الأولى، طعام الناس “اللي على قد حالها”، ووجبة الفقراء ومنهم محمد صلاح!
صلاح ابتدأ رحلة الكفاح والنجومية “فقيرًا” بأحد أحياء مصر، أخذته الشهرة بعيدًا عن طريق كرة القدم التي عرفت “الدُنيا” عليه؛ فأصبح أيقونة مصر الأولى وفخر العرب، إنسان متواضع بسيط، محب للأعمال الخيرية، قليل الكلام كثير الصمت!
الإنسان العصامي “صلاح” ابتدأ التميز الأوروبي من “بازل” السويسري، وانطلق منه لآفاق أكبر وأهم وأعظم أوروبيًّا مع البلوز “تشيلسي”، ومنه للدوري الإيطالي “فيورنتينا وروما”، إلى أن وصل لليفربول!
صلاح رغم صغر سنه كتلة نجاح وتوفيق متواصلة، “فأبو مكة” من خلال إقامته في أوروبا غير كثير من مفاهيم/ قناعات الأوروبيين، وبالذات الإنجليز المتعصبين ضد الإسلام والمسلمين، بعد أن لمسوا منه مسحة دينية مميزة، وحب لهذا الدين العظيم؛ فأصبحوا يغنون للإسلام مع كل هدف يحرزه، حتى إن طفلاً إنجليزيًّا تغنى بأنه سوف يعلن إسلامه إذا واصل صلاح إحرازه للأهداف!
صلاح الذي يعيش مع ليفربول الآن أفضل حالاته الفنية/ التهديفية، زاد من شعبية الريدز ببريطانيا والعالم الإسلامي كثيرًا منذ انضمامه له، وأصبح “ماكينة أهداف” أوروبية بواقع 32 هدفًا في 38 مباراة، وهو ثاني الهدافين بالبريميرليج بعد هاري كين مهاجم توتنهام!
صلاح بهذه السن الصغيرة “25 سنة” والسيرة الكروية العظيمة، أصبح بطلاً قوميًّا لبلاده، وهو من قادها للمونديال بعد 28 عامًا، فمصر من قبل أن يولد صلاح خارج إطار كأس العالم، وبهدفه بالكونغو أعادها للنخبة العالمية فهو نجم عالمي ومكانه بين جوقة النجوم العالميين الكبار، وأتوقع نجاحه مع الفراعنة بالمونديال ومنافسته لنجم الأوروجواي “العضاض” سواريز لقيادة بلاده للدور التالي!
“مو” كما يحب “جمهور ليفربول” تلقيبه أغلى لاعب عربي/ إفريقي عبر التاريخ وأغلى لاعب بتاريخ النادي، فهل يفرط به الحُمر لمصلحة “مدريد” كما فعلوا مع نجمهم البرازيلي السابق كويتينو لصالح برشلونة؟! خاصة أن صلاح مع روبيرتو فيرمينو وساديو ماني، ثلاثي هجومي خطير هو الأقوى في أوروبا هذا الموسم!
ـ كلمة للتاريخ:
الاحتراف الخارجي ليس “بالقوة” ولا المال ولا العلاقات.. الاحتراف ينطلق من داخل اللاعب؛ بإيمانه بنفسه ومهارته وانضباطه والتزامه بالاحتراف فكرًا واعتقادًا وعملاً!