(قلبي نصحني).. قلبُه دليلُه!
لويس سييرا المدرب المحظوظ حاليا، ليس لأنه الوحيد الذي لم يقل من الدوري السعودي منذ الموسم الماضي، ولكن للعلاقة الفنية المميزة التي تربطه مع ناديه (لاعبين وإدارة وجمهور)، رغم الظروف الصعبة القاهرة والأزمة المالية الخانقة التي تعرض لها الفريق، فضلا عن عقوبات فيفا وعدم استفادته من فترتي التسجيل الصيفية/الشتوية بإضافة لاعبين جدد واستمراره على نفس الوجوه.
وسييرا الذي قال: (قلبي نصحني) بالبقاء، مدرب ناجح ورائع و(واقعي)، يعمل على إمكانيات لاعبيه ولا (يهايط) كغيره من المدربين، وأعني (كارينيو) المخضرم الذي أصبح يبيع كلاماً أكثر مما يعمل بالميدان، وربما لم تخدمه الظروف ولكنها لم تخدم سييرا أيضا، لكنه سار بسفينة العميد، رغم أن الرياح لم تكن مؤاتية والريح عدو البحار، والبحار الماهر لا يعمل ضد الرياح، ولكن سييرا عمل وأصر ونجح، أدواته جيشه وعتاده جمهور محب ومخلص.
كان بمعية سييرا بغمرة الظروف شعب كريم يملأ مدرجات نادي الوطن، لم يخذلوه بل ألهبوا حماسه وأثاروا حفيظة كبريائه المجروح، فقلب سييرا دليله، أما عقله فهيأ له أسباب النجاح بتكتيك واقعي وقراءة فنية موفقة.
جمهور الاتحاد (جمهور الذهب) لوحة فنية شُكلت بفخامة عالمية ليلة الشباب، جعلتنا نقف إعجابا وتقديراً، ليس لجمال اللوحة والفكرة والتنفيذ وحسب بل للحضور والمؤازرة والثقة والإخلاص، حملوا فريقهم على عاتق المسؤولية بمعية سييرا لنصف نهائي كأس الملك بكل اقتدار.
أشيد بقرار الاتحاديين الحفاظ على سييرا والتجديد معه، فهذا الرجل (المتماسك) فنيا ومعنويا من أفضل من مر على العميد من مدربين مؤخرا، بتحديه وعمله المقنع رغم الظروف واستمراره بقلب قانع جريء.
الاتحاد ما أن يبصر النور ويتنفس بحرية الطير بالسماء، حتى ينطلق كالصقر الحر الأصيل يبدع ويمتع ويقنع، ظروف العميد (العنيد) وعقوباته الدولية كبلته كثيرا هذا الموسم، وأعطت المجال للآخرين للتفوق عليه بمواقع كثر.
متفائلة بمستقبل عظيم لهذا الكيان الكبير، خاصة مع قدوم رئيسه المنتظر (المنقذ) نواف المقيرن، الذي ينتظر أن يفك من أزمته ويحرره كثيرا، وما يزيد التفاؤل أن الرجل يعمل بصمت ولم نر له فرقعات إعلامية أو تصاريح ووعود هوائية سوى الـ50مليوناً (عربون) المحبة والارتباط بجمهور العميد، ذلك الجمهور الذي يحول مباريات العميد لمهرجان ترفيهي كل مرة، ويؤثر في حضوره وإقناعه وتفتق سريرته الإبداعية أكثر.