2018-02-16 | 04:23 مقالات

القارئ الصامت!!

مشاركة الخبر      

تقول إلين ماري ألفين:



«الكتابة فن، لكنها نوع من التواصل «مع القارئ»، فإذا فشل التواصل فشل الفن.. وفشل التواصل خطأ الكاتب أكثر منه خطأ القارئ».



من السهل أن تكتب رأيك، لكن الصعوبة تكمن في أن يقرأ ما تكتبه، وأن يصل على مائدة القارئ وجبة كاملة الدسم، أو وجبة لا تسمن ولا تغني من جوع.



الأصل ألا ينتظر الكاتب أن يكون القارئ متفقًا معه في كل شيء، بل يجب أن يكون هناك قارئ ضد طرحه ومخالف له، المهم أن يعبر القارئ عن رأيه، ولا يبقى صامتًا.



التعبير عن الرأي ثقافة إنسانية سامية، يجب أن نعززها في أي مجتمع، ومن المهم الحراك مع الرأي والنقاش حوله؛ لأن الصمت يدفن الأفكار في مقبرة السكوت.



المسؤولية كبيرة على الكاتب أن يغري القارئ التهام حروفه ويتنفسها، وهنا يحتاج كل كاتب أن يطور أدواته التي تستفز المتلقي على القراءة، من خلال مواكبة الكتابة الحديثة التي تعتمد بشكل كبير على المعلومة؛ فقارئ اليوم يختلف عن قارئ الأمس، في عصر السرعة أصبح القارئ ينتظر منك مقالاً ينبض بالحياة وليس جامدًا لا يختلف عن حديث المجالس. 



لا يبقى إلا أن أقول:



شاب سعودي في نهاية التسعينيات الميلادية عاد من البعثة الدراسية في بريطانيا، يحمل شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال، هذا الشاب كتب مقالات عن الاستثمار الرياضي في صحيفة الرياض، وكان أول من وضع تحت مقاله الإيميل الشخصي.

مرت ثلاثة أشهر ولم تصل أي رسالة من القراء على الإيميل، أصيب بالإحباط وكتب مقالاً عنوانه “لمن أكتب”، يعبر عن إحباطه بعدم اهتمام القارئ بطرحه.

بعد هذا المقال يتفاجأ بأن القراء من جميع أنحاء المملكة في وقت سابق، لقد أرسلوا تفاعلهم بالفاكس لمكتب رئيس تحرير الصحيفة من دون علمه وهم يعبرون عن حبهم لأفكاره في الاستثمار الرياضي، هذه قصة الزميل الدكتور حافظ المدلج مع القارئ الصامت. 



قبل أن ينام طفل الـــ “هندول” يسأل:



كيف يستفز الكاتب القارئ الصامت؟!

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..