الفكرة والتنفيذ
كلما صدرت عن طاقم تحكيم أجنبي أخطاء، تعالت أصوات المحللين التحكيميين السعوديين أو إعلاميي النادي المتضرر ضد تلك الأخطاء، مطالبة بضرورة العودة للحكم السعودي!!
ـ علينا أن نتفق أن قرار الاستعانة بالحكم الأجنبي في كل المسابقات والمباريات كان مدروسًا نتيجة تراكم سلبيات الحكم السعودي..
ـ الغرض من الاستعانة بالحكم الأجنبي يتمثل "أولاً" في "عدالة" التحكيم، وهنا أعني لا فرق بين فريق جماهيري إعلامي اعتباري وفريق لا يملك هذه المميزات..
ـ "ثاني" أهداف حضور الحكم الأجنبي هو استفادة الحكم السعودي من خلال متابعته للحكم الأجنبي وهو يقود المباراة، وفي الوقت نفسه، إبعاد الحكم السعودي عن الضغوط النفسية..
ـ "ثالث" بل أهم أسباب حضور الحكم الأجنبي هو العمل "من بعيد" على إعادة تأهيل وإعداد الحكم السعودي؛ ليعود أكثر قوة وحضورًا..
ـ الهدف "الأول" تحقق بنسبة كبيرة، وتأكد ذلك لدى مسؤولي وجماهير الأندية غير الإعلامية والجماهيرية، إذ حظيت هذه الأندية بعدالة تحكيم كانت تفقدها في حضور الحكم السعودي..
ـ أما "ثاني" الأهداف فمن يجيب عليه هو الحكم السعودي، الذي لا نعلم هل استفاد من حضور الحكم الأجنبي أم فقط تفرغ "لاصطياد" أخطاءه؛ سعيًا لإبعاده؟
ـ أخيراً يجيب على الهدف "الثالث" الاتحاد السعودي لكرة القدم، ممثلاً في دائرة التحكيم.. هل بالفعل هناك برامج إعداد وتأهيل لإعادة الحكم السعودي أكثر جرأة وثقة في النفس؟
ـ بالنسبة لي شخصيًّا، أرى أن التجربة "بما فيها من أخطاء"، إلا أنها ناجحة إلى حد كبير، وقد تحقق نجاحًا أكبر متى تم تلافي بعض سلبياتها..
ـ السلبية الأكبر ـ من وجهة نظري ـ تتمثل في نوعية الأطقم القادمة، حيث تفاوتت من طاقم ممتاز إلى متوسط إلى ثالث لا يبتعد "على صعيد ارتكاب الأخطاء" عن الحكم السعودي، وهذا النوع الثالث يجب أن نتحاشى استقطابه..
ـ أجدد القول بأن "فكرة" الاستعانة بالحكام الأجانب ممتازة للغاية، متى بحثنا من خلالها عن "عدالة" القرارات داخل الملعب، وسعينا في ذات الوقت إلى تأهيل حكامنا ليعودوا لإدارة المباريات..
ـ بين "الفكرة" وجودة "التنفيذ" يكمن نجاح وجود الحكام الأجانب.. علينا أن "ننفذها" بشكل دقيق لتنجح "الفكرة"..