درس أهلاوي في الأخلاق الرياضية!
الأسطورة أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد العظيم في عالم المستديرة، سطر مشواره بأخلاق الفروسية، ينتصر على خصمه في الملعب دون أن يغدر به، يلتزم بقانون اللعبة كفلسفة تدريبية تعتمد على زرع الأخلاق الرياضية في جسد لاعبيه.
هذا المدرب الأسكتلندي العجوز، وبخ المهاجم الإنجليزي أشلي يانج بسبب تكرار ادعاء التعرض للعرقلة خلال مباريات فريقه مانشستر يونايتد، وقال له:
"الفريق البطل ينتصر بالأخلاق الرياضية، وليس بالغش والخداع".
وفي السياق نفسه بالدوري الألماني، الجولة ٢٤ موسم ٢٠١٤م، لاعب فريق فيردر بريمن الألماني أرون هانت، رفض قرار حكم المباراة بإعطائه ضربة جزاء لصالحه أثناء مباراة فريقه أمام نورمبيرج.
اللاعب كان مندفعًا تجاه مرمى خصمه، وسقط واعتقد الحكم أن الدفاع عرقله واحتسب لصالحه ضربة جزاء، وسط دهشة الفريق المتضرر، واتجه اللاعب للحكم معترفًا بأنها ليست ركلة جزاء؛ ليتراجع الحكم عن قراره واحتسب الكرة ركلة مرمى للفريق المنافس.
واليوم في السعودية، نصدر للعالم درسًا جديدًا بأهمية الأخلاق الرياضية لتحقيق العدالة والنزاهة في المنافسة، بعدم التعمد الإضرار بأي لاعب من الفريق المنافس.
إدارة الأهلي تعاقب قائد فريق درجة الشباب لكرة القدم اللاعب هاني الصبياني إيقاف مباراتين رسميتين، بعد عقوبة الطرد في مواجهة الهلال، إلى جانب حسم ١٠٠٪ من مكافأة التدريب الشهرية.
وتعود عقوبة اللاعب الأهلاوي من ناديه بسبب ضرب لاعب الهلال دون كرة بطريقة غير لائقة، وقد علق المشرف العام على الفئات السنية بالأهلي محمد الحارثي قائلاً:
"اللاعب تصرف بشكل خاطئ، ونرفض في الأهلي أي سلوك بعيد عن الروح الرياضية وأجواء المنافسة، ونسعى دائمًا بالفئات السنية إلى غرس قيم ومبادئ الروح الرياضية والالتزام التام بكافة اللوائح".
لا يبقى إلا أن أقول:
الإدارة الأهلاوية بهذا الموقف الرائع تجسد لنا نموذجًا رائعًا في الإدارة الرياضية، من خلال حسن تصرفها بأهمية غرس قيم الروح الرياضية في اللاعب صغير السن؛ ليكبر وهو ملتزم فنيًّا وأخلاقيًّا.
تعتبر الفئات السنية المرحلة المهمة لبناء شخصية اللاعب وتشكيل مساره الرياضي، والأندية في هذه المرحلة يجب أن تحرص قبل تعليم اللاعب الأمور الفنية والتكتيكية، أن تقوم بدورها التربوي بتهذيب سلوكه، من خلال الالتزام بالروح الرياضية واحترام المنافس.
ما فعلته الإدارة الأهلاوية درس مجاني لكل ناد يحرص على صناعة لاعب ناضج من جميع النواحي الفنية والأخلاقية.
قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
هل يدرك كل لاعب أن الأخلاق الرياضية تزيد قيمته في عيون الجماهير؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.