"الديون".. أن تغرق ناديك أكثر!
ديون الأندية وصلت لأرقام تاريخية، وصارت الأندية كالثقب الأسود توضع فيها الأموال ولا نشعر بها! جملة قالها المستشار "تركي آل الشيخ" لبرنامج "كورة" بالمكاشفة الرياضية مع الإعلاميين الرياضيين!
جملة تركت انطباعًا مبهمًا، ولكنها حقيقة لواقع مظلم مؤلم تعيشه الأندية، أرقام خيالية كبيرة وتراكمية تركت وراءها مخلفات سلبية، إما بالسجن والتحقيق أو...!
ولو نظرنا لمسبب تلك الديون وبداية الإشكال نجده يتعلق بنقطة مركزية واحدة "الإدارة الرياضية"، أعطني إدارة رياضية "واعية" واحترافية أعطك ناديًا تقل فيه الديون وتتضاءل؛ لأنه لا يوجد ناد في العالم يخلو من الديون والاستحقاقات المادية، ولكن المسألة "نسبية" والإدارة المثالية هي التي تقوم بتحديد ما يجب أن يقوم به العاملون من أجل تحقيق الأهداف المحددة، ثم التأكد من أنهم يقومون بذلك بأفضل الطرق و"أقل التكاليف"!
وهي فن تنظيم استخدام الموارد المادية والمالية والبشرية؛ من أجل تحقيق أهداف محددة!
والحقيقة وإن "أوجعت" أن أغلب إدارات الأندية لدينا تعمل بعشوائية/ مزاج وبعيدة عن الاحترافية، ويغيب فيها "التخصص" خاصة في اختيار الكوادر التي تضيف للنادي، ذلك الذي تتخذه مصدر "للاسترزاق" وحسب! غياب التخطيط يؤدي إلى الفشل الكامل بتحقيق أي إنجاز، طالما أن الأهداف غير مرسومة مسبقًا!
الرياضة لدينا تجمع أشخاصًا يختلفون في مستوياتهم العلمية والاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي ستختلف إنتاجيتهم وتتضارب وتصبح بؤرًا للخلاف والصراع، ولأن الرياضة في بلادنا لا تقل عن غيرها من قطاعات الدولة الأخرى من ناحية الأهمية والاهتمام والدعم والمتابعة؛ فإنه يجب إعادة النظر بمسألة اختيار القيادات الرياضية في الأندية بشكل محترف ومتخصص، بحيث تجمع ما بين علم الإدارة والاستثمار والتسويق...!
الإدارة المتخصصة الواعية لديها إلمام باتباع الطرق السليمة في حل المشكلات "وإدارة الأزمات" والصراعات الرياضية، واحتواء الديون والإشكاليات المالية و"فتح قنوات جديدة" لحلها أو التخفيف منها!
أغلب رؤساء الأندية الذين أسهموا بشكل أو بآخر في تراكم الديون عليها أتوا للرئاسة من الباب الخلفي، إما للشهرة أو للاحتيال والنصب والبهرجة "بيع الكلام" على الجماهير؛ فأصبحت المنافسة لديهم على من يغرق ناديه أكثر بالديون والمستحقات المادية، و"على نفسها جنت براقش"!
ومن دلالات "غباء" بعض الإدارات الرياضية بُعدها عن "الترشيد" وتقنين الاستفادة من بعض اللاعبين "المستهلك" منهم! ومفترض أن تُبقي على المنتج والمفيد وتسرح منتهي الصلاحية "وانتهينا"! وإلا ماذا يعني الإبقاء على لاعب كبير في السن "احتياط" أغلب وقته يتبادل النكات مع من هم على الدكة ويكبد النادي ديونًا على ديونه المتراكمة؟!
أليس الأولى أن تشغل هذه الخانة بلاعب آخر أصغر سنًّا "منتج" يضيف للفريق بشكل إيجابي!؟ أكبر مثال مع احترامي لنجومية ياسر القحطاني وتاريخه مع الهلال، ولكن "خلاص" عدت مرحلته كلاعب "منتج" للفريق، وليس لديه ما يقدمه كالسابق سوى اسمه، واسمه لتاريخه وحسب، والاسم لن يأتي للهلال بهدف أو بطولة!
وأنا مع "رئيس هيئة الرياضة" في الرد الذي أفحم به ياسر حينما قال: "الصنوبر سكر"! وفي الواقع يفترض من أنديتنا إعادة النظر بما لديها من لاعبين، فلاعب يكلف النادي أكثر من "نصف مليون" شهريًّا دون عمل فني إيجابي مواز، أعتقد أنه مجرد "غباء" إداري وسوء تصرف ومجاملة وحسب، النادي وحده هو من يدفع ثمنها ماديًّا ومعنويًّا!