2017-12-17 | 03:43 مقالات

الإعلام رفعها.. فلا يسقطها

مشاركة الخبر      

 

 

 

 

حسمت الأمور، وبات موعد انطلاقة دورة كأس الخليج "خليجي 23" على أرض الكويت الحبيبة على بعد أيام معدودة، ولم يعد هناك أي مجال لتأجيل الدورة، وبالتالي يجب أن يكون الحديث منصبًّا على كيفية توفير عوامل نجاح هذه الدورة..

 

ـ لا أعتقد أن يختلف معي اثنان في أن هذه الدورة تأتي في ظروف خليجية "سياسية ورياضية" صعبة واستثنائية للغاية..

 

ـ الظروف السياسية لا تخفى على أحد، ليس في الخليج فقط، بل في كل أنحاء العالم.. بينما الظروف الرياضية تتمثل في سرعة قرار إقامة الدورة، عطفًا على قرار جاء سريعًا "رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية"، وهذا القرار "السريع" دفع إلى أن تقام الدورة في موعدها دون تأخير..

 

ـ يجب على "كل" خليجي "سياسيًّا كان أو رياضيًّا"، أن يسعى إلى توفير كل أسباب نجاح هذه الدورة؛ من أجل أن تواصل "الدورة" بقاءها ونجاحها؛ لأنها باتت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الخليج..

 

ـ لن أتحدث عن دور الساسة، فهم يعون ما يعملون، لكنني سأتحدث عن الرياضيين لأنني جزء منهم..

 

ـ أعني بالرياضيين الإداري والمدرب واللاعب والمشجع والإعلامي.. وتعمدت ترك الإعلامي لنهاية السلسلة؛ لأنه الأهم ويحتاج إلى الحديث الأكبر..

 

ـ على الإداريين ـ رؤساء الوفود أو إداريي المنتخبات ـ تهيئة اللاعبين بالشكل اللائق، من خلال إعلامهم بأهمية الدورة وعدم الخروج عن النص، خصوصًا أن "معظم" لاعبي المنتخبات لم يسبق لهم خوض منافسات دورة الخليج، ولا يعلمون أهميتها..

 

ـ حتى بالنسبة للمدربين فلا يجب أن يكون الفوز هدفهم الأول "رغم أهميته"، بل يجب أن تصلهم رسالة أهمية الدورة على الصعيد الاجتماعي لنا كخليجيين، خصوصًا أن المدربين أجانب قد تخرج من أحدهم "كلمة" تدمر الدورة وتأخذها إلى منحى آخر..

 

ـ اللاعبون عليهم أن يتفرغوا لأداء دورهم على أرض الملعب بكل روح رياضية، وأن يبتعدوا عن أي انفعالات تجرح جمال الدورة..

 

ـ الجماهير هي جمال، بل سر نجاح دورات الخليج، من خلال الحضور المكثف والدعم الكبير، من خلال أهازيج ولدت من على مدرجات دورات الخليج، ونتمنى أن تستمر هذه الأهازيج الرائعة المتمثلة في دعم الجماهير لمنتخباتها، دون صدور أي إساءة من على المدرجات..

 

ـ أخيرًا أتحدث عن الإعلام "الرياضي" الذي بات اليوم وبنسبة تتجاوز 99% "خليجيًّا"، وهذا يجعله "مسؤولاً" أكثر من أي وقت مضى..

 

ـ في "مطلع" دورات الخليج كان الإعلاميون الأشقاء العرب يشكلون نسبة تتجاوز 90% من إعلاميي دول الخليج، ـ باستثناء السعودية التي كان إعلامها دومًا سعوديًّا ـ وكان الإعلاميون العرب يجتهدون كثيرًا في أداء رسالتهم الإعلامية..

 

ـ لكن ـ وبكل أسف ـ كان بعض الإعلاميين العرب يخرج عن النص لسبب من سببين: إما لشيء في نفسه.. أو من منطلق إعلامي مهني، كان ـ بل كاد ـ ذلك الخروج في أكثر من مناسبة وموقف، أن يعصف بدورة الخليج لولا "حكمة" رجال الخليج..

 

ـ اليوم لا يتواجد الإعلاميون العرب في مفاصل مسؤولية الإعلام الرياضي الخليجي، وبات الإعلاميون الخليجيون هم من يدير وسائل الإعلام، وإذا كنا لا ننكر دور الأشقاء العرب، بل نشكرهم على كل ما قدموه خلال العقود الماضية، فإننا ننتظر أن يكون الإعلاميون الخليجيون على قدر المسؤولية في استيعاب دورهم تجاه كل نسخ دورات الخليج، وتحديدًا هذه النسخة "خليجي 23"..

 

ـ ساعات طويلة من البث اليومي المباشر نتابعه على قنوات خليجية، وسيكون خلال الأيام المقبلة وحتى انتهاء الدورة منصبًّا على فعاليات الدورة..

 

ـ لن أطيل، لكنني باختصار أقول علينا جميعًا أن نكون أهلاً للمسؤولية خلال هذه البرامج، ونحرص على تقديم الطرح الإيجابي الداعم للدورة، ونبتعد عن كل ما هو "سلبي"، ويؤثر على مسارها، مع تأكيدي على ضرورة المهنية والبحث عن الإثارة، لكن لا يجب أن تكون إثارة هادمة..

 

ـ الإعلام الرياضي هو من بنى ورفع دورة كأس الخليج، حتى وصلت للنسخة رقم 23؛ فأتمنى مواصلة دوره الإيجابي، وأرجو ألا "يسقطها"..

 

ـ حتى قنوات التواصل الاجتماعي استخدموها "لدعم الدورة" وليس "لهدمها"..