حذارِ من "الثقة" أمام الإمارات!
يجب ألا تخدرنا نتيجة البداية أمام الكويت، حذار من "الثقة" أمام الإمارات، والثقة بميزان الأفضلية حاليًا هي التي أعطتنا النقاط والمستوى أمام الأزرق، صحيح الإمارات بالميزان أفضل الآن، عطفًا على العناصر "الدولية" وخبرتها التراكمية سنوات، والتجانس والكاريزما القارية، والمدرب العالمي الإيطالي ألبرتو زاكيروني، الذي يهدف إلى تحقيق مجد كروي مع أبيض الإمارات، ولديهم هدف أبعد، يقترب أكثر من 2019م الذي سيستضيفون من خلاله كأس آسيا في عقر دار زايد الخير!.
لكن مع ما يحتاج إليه منتخبنا من أمور فنية، يورسيتش أدرى بها، أتحدث عن الأمور النفسية والتعامل مع اللاعبين؛ فالثقة التي عنونت بها المقال وأحذر اللاعبين منها، هي ثقة الفوز على كبير الخليج وزعيم بطولاتها المنتخب الكويتي، فأغلب لاعبينا صغار في السن و"عظمهم لين"، وهذه البطولة هي أولى تجاربهم الخارجية مع المنتخب..
وهذا هو توقيت الإعداد والتهيئة النفسية وشحذ همم اللاعبين؛ لضرورة احترام الخصم "المقابل" صغيرًا أو كبيرًا، ولا نغتر بالبدايات التي قد تكون خادعة أو مخدرة لنا! وألا تنطلي علينا أساليبهم "الأزلية" المكشوفة بالترشيحات المبكرة، لنعيش دوامة نستفيق منها بالخروج بخفي حنين فيما بعد!
اللاعب الصغير خامة "لينة" سهلة التشكيل، يتفهم ويطبق أكثر ويبحث عن تحقيق الهدف المنشود بكفاءة وسرعة أكبر، ولعل في الأمر خيرة للمشاركة بهذا المنتخب!
أعجبني في الحلقة الأولى "الخليجية" البصمة الفنية الواضحة التي وضعها المدرب العاشق للتحديات يورسيتش على اللاعبين، بتوظيف إمكاناتهم، ووضَع كلًّا بمحله وخانته؛ بدليل المستوى العظيم الذي قدموه والنتيجة المبهرة، وما زلنا نأمل منهم المزيد!
منتخب متماسك متجانس به الكثير من الهارموني والترابط في مدة زمنية قصيرة، وهذا يحسب للمدرب وللقائمين على المنتخب بتذويب الفروقات ودمج اللاعبين وتوحيد أهدافهم!
أعجبني أكثر لاعبو الخبرة وفي مقدمتهم الفريدي والمؤشر والقرني وهوساوي...، الذين كان لهم ثقلهم الفني في الملعب، وبالذات الفريدي الذي مارس دوره قائدًا حقيقيًّا وحركيًّا كما يجب، وساند زملاءه اللاعبين وصنع الفرص لهم، والبقية الذين أحدثوا الفارق بمعية النجوم الشابة الواعدة وهم مكملون لبعضهم بعضًا بلا شك! أثبتوا حقيقة لا تقبل النقاش أن "الأخضر" دائمًا بمن حضر، صغيرًا أو كبيرًا، أساسيًّا أو رديفًا؛ فالدم سعودي والهوية عالمية!
ودائمًا المحك المباريات الكبيرة والحساسة؛ فلقاء الإمارات وكذلك عمان أكثر صعوبة وتعقيدًا؛ فالإمارات كنسيج فني عناصري أفضل، ولديها لاعبون ذوو خبرة تعول عليهم، عموري، خليل، مبخوت، محمد عبدالرحمن...، وهي جاهزة تمامًا "لتناول" اللقب الخليجي الحالي، تدعمها النقاط الثلاث التي تنافس بها منتخبنا على الصدارة فيما بعد!
حماس لاعبينا ورغبتهم المستمرة في الثأر من كاريزما "الرديف"، التي يحاولون إلصاقها بهم، سيذوب الفروقات أمام الإمارات وعمان بحول الله، صحيح أننا لا نلزم اللاعبين باللقب الخليجي الحالي، وهو كهدف مسألة تخطيناها منذ سنوات، وتركنا المنافسة عليها للبقية، لكن إن أتى من تلقاء نفسه "فخير وبركة"، وفي الوقت ذاته لا نقبل التهاون "التقصير"، هدفنا أبعد وهو الإعداد للمونديال بصف ثان لا يقل عن الأول، وزيادة كم النجوم وكم المنافسة بينهم لتمثيل الأخضر في روسيا!
* في الصميم:
احترم تُحترم، وإلا اذهب لبيع العصائر و"ورق العنب"، أو خذها من قاصرها و"احلق شنبك"، ولا تراهن ضد منتخبنا بشيء!