ادعم ناديك بضغطة زر!
العملية تبدو سهلة بضغطة زر في جوالك، ترسل رسالة باسم ناديك على الرقم الموحد "505050" في جميع شركات الاتصالات المشغلة لدعم جميع الأندية بالدوري السعودي للمحترفين، مبادرة دشنها معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة، تحت شعار "ادعم ناديك"، في خطوة تهدف لتوفير موارد مالية جديدة للأندية، تعتمد على تفاعل الجماهير الرياضية بدعم أنديتهم ماديًّا.
ضغطة زر قيمتها أن تتبرع لناديك يوميًّا بريال واحد فقط، مبلغ قد تراه بسيطًا لكنه في لغة الأرقام كبير، لو استطاع أي ناد أن يقنع عددًا كبيرًا من جماهيره بدعمه، قد تصل حجم التبرعات للأندية الجماهيرية بمبلغ قدره ما يقارب ٥٠ مليون ريال سنويًّا، في حالة اشتراك ١٤٠ ألف مشجع، وكلنا ندرك أن الأندية الجماهيرية تملك شعبية كبيرة تتجاوز هذا الرقم المشار إليه بمراحل كثيرة.
فكرة "ادعم ناديك" رائعة وخطوة ذكية من الهيئة العامة للرياضة للمساهمة في استقرار بعض الأندية ماليًّا، لكن لضمان نجاحها يجب أن تتحمل الأندية مسؤولية تسويقها بشكل احترافي بعيدًا عن التقليدية في الإعلان؛ لأن طبيعة النفس البشرية تتردد كثيرًا في الشعور بالثقة من أي منتج جديد، والأمر نفسه يقاس بفكرة "ادعم ناديك" التي تحتاج إلى جهد أكبر في توضيح أثرها وتأثيرها في دعم الأندية ماليًّا؛ للقيام بدورها المنوط بها تجاه مختلف شرائح المجتمع.
العجز من سنوات طويلة في تسويق أن الأندية السعودية بأنها ليس مجرد فريق كرة القدم، قد يؤثر سلبياً على مشروع "ادعم ناديك".
من المهم أن ترتكز الأندية في تسويقها على أنها منظمة رياضية، ثقافية، واجتماعية، لها الكثير من الأهداف النبيلة في خدمة مجتمعها.
يجب أن تعكف الأندية في تسويقها لهذا المشروع على أن يستشعر المشجع الداعم بأن تبرعه سيعود بالنفع عليه أولاً ثم على وطنه، من خلال مساهمته في صناعة حراك بالمسؤولية الاجتماعية، المشهد الثقافي، والترفيه الرياضي على مستوى الوطن بتوفير محاضن لطاقات الشباب بمختلف الجوانب لدعمها وتنميتها في بيئة مناسبة.
لا يبقى إلا أن أقول:
بعضهم يحاول أن يشوه جمال هذا المشروع الوطني لدعم الأندية ماليًّا، بأن تبرع المشجع صاحب الدخل البسيط سوف يذهب لدفع راتب اللاعب الذي يتقاضى الملايين، وهنا تكمن قدرة الهيئة العامة للرياضة والأندية معاً في تسويق مشروع "ادعم ناديك" بأسلوب ترويجي يزرع الاطمئنان في نفوس الجماهير، وليس قلقهم على مصير تبرعاتهم.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل ستنجح الأندية بتحفيز الجماهير لدعم مشروع "ادعم ناديك" للتبرع بضغطة زر؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.