التغيير الشامل في الاتحاد
شركة نوكيا للاتصالات.. العملاق الذي هوى دون مقدمات بعد أن استحوذ على سوق الاتصالات بشكل كلي.. هكذا فجأة أعلنت الشركة إفلاسها، ثم عادت على استحياء رغم محاولاتها العديدة لمقاومة التغيير الذي طرأ على أسواق الاتصالات.. بكل هدوء تم إزاحتها من قبل شركتي آيفون وسامسونج؛ ذلك لأنها لم تراعِ التغيير ومواكبة متغيرات السوق، فانتهت وأصبحت على هامش السوق!!.
ـ وقع نادي الاتحاد في المحظور الذي كان كل الاتحاديين يخشونه، (متاهة الديون)، وقرارات صارمة من الفيفا، تبع ذلك سخط جماهيري عارم على الإدارة السابقة.. لماذا وكيف دخل للمتاهة؟ وما الحلول؟ سؤال شغل الجماهير الاتحادية والوسط الرياضي، وببساطة دخل في قلب المتاهة لأن الإدارة السابقة لم يكن لديها رؤية للتغيير، والنظر للمستقبل وفق ضوابط استراتيجية في نهج العمل، فأثقلت كاهل النادي بكوارث مالية مفزعة، هذا إذا سلمنا في الأساس على أنها إدارة وفق المفهوم العلمي للإدارة (شغلها دكاكيني).. أما الحل للخروج من المتاهة، فهو ما بشرت وانفردت به صحيفتنا الرياضية، 3 شرفيين يقدمون 100 مليون لإنقاذ الاتحاد.
ـ مئة مليون ريال، إما تحتسب رسوم تأسيس وقت الخصخصة أو (أسهم)، وإما قرضًا مستردًّا دون فوائد توافق عليه الهيئة الرياضية، ثم يخصم من دخل النادي، وإذا حل وقت الخصخصة تسدد من قبل المالك الجديد.. الحلول المطروحة للخروج من الأزمة مبتكرة وتراعي التغيير المستقبلي، الذي سيطرأ على الرياضة وعلى إدارة النادي، بعد انتهاء التكليف لإدارة باعشن هذا الموسم، فقد سلمت الإدارة لرئيس الهيئة الأمير عبد الله بن مساعد خارطة طريق وفق مراحل معينة، وذلك ما صرح به رئيس الهيئة الرياضية عندما قال: دخلت الاجتماع وأنا متشائم وخرجت منه وأنا متفائل، وقد يحتاج نادي الاتحاد إلى سنتين أو ثلاث لتنتهي معاناته من الديون.
ـ يبقى سؤال مهم: كيف للشرفيين أن يضخوا هذا المبلغ الكبير في شرايين العميد والهيئة الرياضية ليست ضامنة للنادي في السداد، ثم تأتي إدارة جديدة بعد انتهاء تكليف إدارة باعشن (وتبعزق) القرض، كما حدث في قرض إدارة إبراهيم البلوي.. لذلك فالمنطق يجيب: لا بد من تمديد التكليف للإدارة لمدة معينة تتوافق مع الخطة المرحلية التي وضعتها لخروج النادي من نفق الديون المظلم، ولا نغفل شيئاً محوريًّا ومهمًّا جداً، هو ثقة الشرفيين الممولين بإدارة باعشن.
ـ هنالك ثلاثة أنواع من التغيير، وثالثهم هو المهم بالنسبة لي: التغيير المتقدم للتحول الشامل.. الرياضة السعودية مقبلة على الخصخصة، والاتحاد أحد أهم أركان رياضة البلد، ولكي لا يؤثر موضوع القرض سلباً على خصخصة النادي، يجب أن تراعي إدارة باعشن ذلك التغيير الشامل الذي سيحدث، وأعتقد أنها بالفعل وضعته في عين الاعتبار.. طبعاً موضوع القرض مجرد فكرة تنتظر الموافقة من الهيئة حتى الآن، لكن من خلال ما صرح به الأمير عبد الله بن مساعد بعد الاجتماع، يبدو أنه موافق من حيث المبدأ، وموافقته أيضاً على تمديد التكليف مراعاة لوضع النادي من حيث الاستقرار الإداري، والمالي، ومراعاة للمنعطف الصعب الذي يمر به، ولكي لا يكون عميد الأندية على الهامش الموسم القادم مثل شركة نوكيا!!.
(ببوز القلم)
* حتى نمط تفكير الجماهير الاتحادية تغير بعيداً عن الشخص الأوحد.. فالتغيير سنة الحياة ولا دائم إلا وجهه!!.. دمتم طيبين.