الحظ "بريء" لوموا المفلس و"السكراب" والمنحوس!
فرق كبير بيننا وبينهم، ربما عقل "إضافي" أو قدم ثالثة، وربما جنود أكثر من الـ11 الأساسيين، ربما وربما... قد تطول الحجج والمبررات، لكن ليس من بينها "الحظ"، فهذا اليتيم المجهول، أخرس أصم لا حول له ولا قوة غير إسقاط التهم عليه، وهزيمة مؤلمة لم نحسب لها حساباً، وضياع بطولة "لقب قاري" نصارعه كل عام فيصرعنا قبل أن نصرعه، حتى طالت المسافة وتعقدت الحلول!
الهلال آخر من غادر موقعة الطحن الآسيوية بدموع الحسرة والخيبة، والمؤلم أنه الأفضل والذي أكمل مشوارها حتى الحلقة الأخيرة دون هزيمة، لكنه سلم رقبته لسيف إهدار الفرص وقصاص الهزيمة، مؤمنة حد الغلو بأن هزائم الهلال تبدأ وتنتهي منه!
مؤلمة تفاصيل النهاية وكل الحلول بين أياديك قبل أقدامك! أضاعها دياز بآخر المشوار بتخبطاته الفنية وسوء قراءته للخصم والإعداد له كما يجب تكتيكياً باختيار العناصر التي تأتي بالمستحيل قبل الممكن والمعقول!
دياز كتاب مفتوح لم يكلف اليابانيين الكثير لترجمته وقراءته حتى من قبل معركة الذهاب والتي كانت أولى خطوات حصول أوراوا على اللقب! وحصد مبتغاه منها ومن الإياب بأقل مجهود وحلول!
دياز مدرب ناجح لكنه أخفق بالذات بهاتين المباراتين بسوء تعامله معها فأضاع مجهوده ومجهود الفريق ككل بسوء استخدامه لأسلحة الميدان! وإذا كان للحظ طرف بخذلان الهلال فهو الذي حضر بكامل محيطه مع توقيت إصابة إدواردو وسقطات المنحوس خربين وتعثر حظه قبل أقدامه من الرياض أكثر من مرة كانت كفيلة بتتويج الهلال باللقب!
خربين ليس المهاجم الكلاسيكي الهداف الذي يجب أن تتوقف حلول الهلال الهجومية عنده، خاصة بعد إصابة إدواردو، الهلال بحاجة لمهاجم مؤثر وفعال وتسريح قائمة اللاعبين السكراب الذين يشغلون خانات الأولى شغرها بلاعبين صغار بالسن وأكفاء!
ياسر والشلهوب لاعبان كبيران ونجوم "كثر الله خيرهم"، لكن لا الزمن زمنهم ولا الأقدام تطاوعهم لمزيد من الحلول والعطاء وهذه سنة الحياة، ومن واجبهم "إعفاء" إدارة الهلال المستمرة بمجاملتهم للآن على حساب مصلحة الفريق! حفظا للصورة الجميلة التي ارتسمت لهما بنفوس وعقول الجماهير بكافة أطيافها!
وما جدوى الملحمة الكروية والسيطرة والاستحواذ والخصم يلعب على أخطائكم ويضرب بمقتل؟! الجيد أن أوراوا أعطى فريقنا وقبلهم دياز دروساً عميقة بكيفية التعاطي مع الأمور بأريحية موصلة للهدف بأقل مجهود وبميزة الانضباطية التكتيكية العالية بالملعب!
وما قيمة "التدوير" يا دياز ومن أشركتهم كحلول إدراكية ليلة انتحار الممكن وانتصار المستحيل، والدور لم يأت على ياسر وفلاته والشلهوب؟! أيعقل أن دكة فريق يتأهل للنهائي القاري ليس بها سوى عناصر "معطوبة" زمنياً أو "مركونة" معنوياً من بعد مقلب "ماتياس" والذي أخطأت إدارة الهلال بالتعاقد معه وأخطأت أكثر بالإبقاء عليه للآن!
ومن واجب إدارة الفريق أن تبحث مع دياز إشكالية ضياع الفرص السهلة من أمام مرمى الخصوم، وتقليل الأخطاء الكارثية التي يرتكبها المدافعون لأنها تضيع مجهودات الفريق!
الشرق أفضل وأقوى وأكثر ذكاء وحسن تعامل بالذات في النهائيات، الفارق فني احترافي زمني كبير، لذا هم يكسبون معارك النهاية كالعادة بأكثرية عدد مرات فوز مقابل أقلية للغرب، ربما لأن الشمس تشرق هناك أولاً، الفرق واضح، فمتى نستفيق؟!.