2017-11-10 | 04:00 مقالات

"الرئيس القوي"

مشاركة الخبر      



بقي اللبنانيون سنتين ونصف السنة يفتشون عن رئيس جديد للجمهورية محدّدين مواصفاته بـ"الرئيس القوي"، وخلال تلك الفترة تلهّى أهل السياسة في تفسير معنى "القوة" بالمفهوم السياسي، فيما عامة الناس وخاصة مَن فقدوا الثقة نهائياً بالطبقة السياسية التقليدية التي أكل عليها الدهر وشرب، يتندرون وبطريقة تهكمية، بالرئيس ذي العضلات المفتولة.. أمّا الذين لامسوا الجدية في تحديد معنى القوة، فساقوا عبارات: القوة في الشخصية.. القوة في الشعبية..
الرياضيون السعوديون، هبط عليهم رئيس قوي من دون سابق إنذار، مغنيهم عن الجدال في تحديد المواصفات التي تمنحه صفة القوة، بنزوله إلى الميدان معالجاً الحالات المستعصية، ومقوماً كل شذوذ عن القاعدة وكل تجاوز للوائح والقوانين، من دون أن يغفل عن المهام الأساسية في تحويل الحركة الرياضية باتجاه رؤية 2030، وللوهلة الأولى، اتضح أن تركي آل الشيخ الرئيس الجديد لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، والمستشار أصلاً في الديوان الملكي، يصدر قرارات متسارعة متلاحقة مفاجئة، تحمل في طياتها ولادة جديدة للرياضة السعودية، ولم يلبث هذا الرجل أن أصبح حديث الناس بين ليلة وضحاها..
الوقت الذي هبّ فيه هذا "الإعصار" على الرياضة السعودية، صادف أن تواجدت في المملكة على فترات متقاربة، وسمعت آراءً مختلفة، وكل الآراء أجمعت على أنّ تركي آل الشيخ رجل المرحلة في الرياضة السعودية، حتى أنّ البعض، وفي مجلس خاص يضم نخبة من رياضيين مرموقين ورجال أعمال كبار، تحدث عن قوة هذا الرجل، بمعنى "الفتوة" منذ الصغر وخلال الدراسة في الكلية العسكرية..
وثمة إجماع آخر، أو تقارب في الآراء حول هذا الرجل، الذي فجّر في جدة 15 قراراً تاريخياً، ثمّ خصّ الرياض بـ27 قراراً، ثمّ طار إلى لندن ليوقع 7 اتفاقيات لتطوير صناعة كرة القدم السعودية، بأنه جاء إلى أعلى سلطة رياضية متأبطاً ملفات انكب عليها، وبدأ طرحها وتنفيذها على الفور، ولو لم يكن الأمر كذلك لجاز لنا أن نقول إنّ هذا لا يقوم به إلاّ ساحر..
والحق يُقال، إنّ تركي آل الشيخ رئيس قوي، لأسباب هذه بعضها:
ـ أجرى تغييرات كثيرة في الاتحادات الرياضية، وتلقى تهنئة من اللجنة الأولمبية الدولية بعد انتخابه بالإجماع رئيساً للجنة الأولمبية السعودية، في وقت أطلق البعض تشويشات بأنّ اللجنة الدولية ستفرض عقوبات على الرياضة السعودية بسبب هذه التغييرات..
ـ قفز بسرعة قياسية وبخطوة عملاقة إلى الرياضة الآسيوية معلناً إنتهاء العهد الذي تُنتهك فيه حقوق الكرة السعودية، فيأتي رئيس الاتحاد الآسيوي إلى الرياض مؤكداً على مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق، وأنّ للسعودية مكانة بارزة في خارطة الكرة الآسيوية.
ـ أصدر القرارات ونفذّها على الفور ولم يحلها إلى اللجان التي هي "مقبرة المشاريع".
ـ لم يجرؤ غيره على منع رؤساء الأندية والإداريين من الجلوس على دكة الاحتياطيين.
ـ كفّ أيدي رؤساء أندية، وأحال إداريين كبار لهيئة الرقابة والتحقيق بقضايا تزوير واستكمال ملف تجاوزات مالية وإدارية، وغيرها من القرارات الرادعة كإنذار للمُفسدين والمتلاعبين بأن يتحسسوا أماكنهم..
ـ قضى على ظاهرة إعلامية مستشرية ومزمنة من دون ضجة.
ـ نظّم العلاقة بين الأندية بوثيقة التزام لمنع المزايدات والمنافسات في عقود اللاعبين.
ـ اتخذ خطوات كبيرة لجعل السعودية عاصمة الرياضة في الشرق الأوسط عن طريق استقطاب بطولات عالمية ومراكز رياضية.