"ماجد".. وإن أبينا!
أعاد لنا قرار تعيين "ماجد عبد الله" رئيسًا للجهاز الإداري للمنتخب السعودي، في نهائيات كأس العالم 2018، الجدل "البيزنطي" الذي كان في زمن المقارنات والأحقية والأفضلية، وهذا أفضل وهذا أكمل..!.
المتعصبون ممن يحشرون أنف الألوان والأندية في كافة مسائل الجدل، استفزهم القرار واستنفروا لتجريد ماجد من كافة الأحقيات لتولي المهمة الوطنية، ولأن المناقشات بهذا الميدان تطول فإنها ستبقى ما بقي الرجل في منصبه، وأخشى على منتخب الوطن من مشتتات التشكيك والتأليب!.
المتعصبون هم من ربطوا ميول صاحب الفكرة بالقرار واستحقاق ماجد للمنصب، فرأوا بأنه جاء من الباب "الأصفر" وحسب! ومن الغباء، بل قمة هرم الغباء أن يناقش موضوع كهذا بتوقيت شحذ همم وتعبئة وتجهيز والتفاف! كم تبقى على انطلاق المونديال الروسي؟! أشهر فقط! فلماذا كل هذا التأجيج وتثبيط الهمم! اتقوا الله في منتخب الوطن، "ما صدقنا" أنه "شم عافيته" وبدأ يعود للمسار الصحيح، عادوا لذات الإسطوانة!.
لنتفق الآن بأنه لو كان هناك باب للترشيح والانتخاب لقلت سامي ثم ماجد أو أنور.. جميعهم أكفاء لكن بدرجات متفاوتة، وكل له مؤهلاته و"السي في" الخاص به ومشاركاته واستحقاقه قائم على ما لديه من مؤهلاته، وتاريخ "رقمي" في المشاركات والتفاعل والتعاطي القريب مع كرة القدم إداريًّا وفنيًّا وعدد المشاركات في كؤوس العالم الماضية، وجميعها كاستحقاق وأفضلية من حيث الكم والكيف "مع احترامي لكافة الآراء"، تصب في مصلحة سامي الجابر!.
سامي شارك في أربع مرات تأهل لكأس العالم، وشارك فيها جميعها، سامي مارس الإدارة الرياضية والفنية "مدربًا ومساعدًا ومستشارًا ومحللاً رياضيًّا" على جميع المستويات المحلية والخليجية والأوروبية، فضلاً عن ثقافته الرياضية العالمية الواسعة!.
ماجد اسم غني عن التعريف لاعبًا وحتى إداريًّا؛ فقد سبق له أن مارس المهام الإدارية مع فريقه النصر، حيث عمل بمنصب المشرف العام 98-2000م، وخلالها حقق كأس السوبر الآسيوي والتأهل لكأس العالم للأندية في البرازيل 2000م، لكنه لم يكمل لظروفه؛ فظل مراقبًا للوضع من بعيد!.
ولأسباب كثر لم يختر سامي لهذه المهمة بغض النظر عن كونه مدربًا للشباب الآن؛ فالوطن أهم ولكن...!؟ لنقل الآن مرحبًا بماجد.. فماجد أهل لهذه المهمة وإن أبينا، وماجد النجم الذي تتفق عنده الآراء وتأبى ألا تعطيه حقه من الاحترام!.
يعجبني في ماجد هدوؤه، ولكن بعض الهدوء خاصة في مسائل القيادة الرياضية الإدارية يفسر "بالضعف"، واللاعبون بقدر ما يحتاجون إلى القرب منهم والتفهم لأحوالهم ومشكلاتهم وتقريب وجهات نظرهم للمدرب، بقدر ما تحتاج خامة منهم إلى "الجلد الإداري" واستخدام أسلوب "العين الحمرا"، فأكثر ما أفسد لاعبينا "صراحة" الدلال وإشعارهم بأنهم أساطير لا تقهر.. جربنا أيام التصفيات فكان "بعض الجلد" شحذًا لهممهم أكثر، وبالتالي تقديم كل ما يستطيعون من أجل الوطن! فاللاعبون بحاجة إلى من يدير رؤوسهم بأسلوب السهل الممتنع أكثر ممن يدير أقدامهم ويوجهها أحيانًا!.
نقطة مهمة أخرى بخصوص مسائل النفور وعدم التفاهم بين مارفيك وكيال، أعتقد أن مناقشة المدرب واجب على الإداري، لكن متى وكيف؟ فالاختصاص لا يعني عدم المناقشة، والمناقشة لا تعني التدخل وعدم احترام المدرب!.
بالتوفيق لماجد في مهمته "المونديالية".. أقفلوا باب الجدل وادعموا الرجل ولو كان للنقاش باب مفتوح "لما اخترت ماجد"، ولكن الآن "ماجد"، وإن أبينا مدير للمنتخب!