2017-10-27 | 05:59 مقالات

دوري ضعيف.. منتخب قوي!!

مشاركة الخبر      



يُعطي منتخب لبنان لكرة القدم صورة مخالفة لمقولة "الدوري القوي ينتج منتخبًا قويًا"، فالدوري في لبنان فقير جدًا، من حيث الإيرادات "النقل التلفزيوني ودخل المباريات"، وقد سلبته السياسة والتعصب المذهبي أغلى مداخيله وأبهى مظاهره، المتمثلة بالجمهور الّذي أصبحت الأولوية عنده لانتماءاته المذهبية، غير آبه بمصلحة فريقه، وهذا ما ظهر في أبشع صورة خلال مباراة فريقي النجمة والأنصار، برغم أنهما من لون طائفي واحد، وقد أدت الخسارة القاسية للنجمة "1ـ 5" إلى خسائر في مدرجات ملعب المدينة الرياضية الّتي انتهت للتو أعمال إعادة تأهيلها.
عانت الأندية اللبنانية لأعوام طويلة من حرمان الجماهير حضور المباريات، للأسباب غير الرياضية الّتي تنبهت السلطات إلى خطورة ذيولها وانعكاساتها السلبية على مسيرة الأمن الوطني والتفاهمات السياسية بين الفرقاء، وحين شارفت الأندية حدود الإفلاس، سمحت الجهات الأمنية بحضور محدود لكل نادٍ لا يتعدى المئات، ومع ذلك لم تنتهِ أعمال الشغب، ولكن الأضرار تدنت تبعاً لتدني الحضور، مما يسمح لرجال الأمن السيطرة بسرعة على التجاوزات.
ولم تسهم إعادة الجماهير إلى المدرجات في تغذية صناديق الأندية، لأن شرائح من الجمهور الكروي أقلعت عن الحضور، وهذا بالإضافة إلى شح المداخيل الأخرى، ما جعل الأندية تقتدي بالمثل القائل "على قد بساطك مدّ رجليك" بالنسبة للتعاقدات مع لاعبين أجانب وعرب، وما جعل بالتالي المستويات الفنية "على قد الحال".
ومع ذلك فرض "منتخب الأرز" نفسه على الساحة الآسيوية، وكلنا نذكر إنه كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى نهائيات مونديال البرازيل 2014، لو لم تسقطه قضية التلاعب في النتائج في الأمتار الأخيرة.. وها هو المنتخب اليوم يتأهل إلى نهائيات أمم آسيا في الإمارات قبل مرحلتين من النهاية وبفارق خمس نقاط عن أقرب مطارديه في صدارة مجموعته الّتي تضم أيضًا كوريا الشمالية وماليزيا وهونج كونج، علمًا بأن فريقين يسبقانه في تصنيف "فيفا".
صحيح إن منتخب لبنان وباقي فرق المجموعة تحتل مراكز متأخرة في التصنيف العالمي، ولكنه هزم نظيره الكوري الشمالي في بيروت بخمسة أهداف نظيفة بعدما كان عادله "2ـ 2" في عقر داره، وكذلك هزم الماليزي على أرضه وفريق هونج كونج في بيروت. وقد خاض المنتخب الحالي ست مباريات ودية لم يخسر خلالها على أرضه وخارجها "فوز و5 تعادلات".
أما مشواره إلى مونديال روسيا 2018 فانتهى في المركز الثاني ضمن مجموعته في الدور الثاني خلف كوريا الجنوبية "24 نقطة" بعدما خاض 8 مباريات فاز في 3 وتعادل مرتين وخسر في 3 "10 نقاط"، ولكن ننوه بأن المنتخب اللبناني تقدم على نظيره الكويتي الذي حلّ ثالثًا بـ10 نقاط.
ولكن، والحالة هذه، نتساءل: ما هو مصدر قوة المنتخب اللبناني؟
الحق يُقال، إن اللاعبين المحترفين في عدد من الدول، وإن لم تكن الكرة فيها من الوسط عالميًا حتّى، شكلوا الإضافة الّتي جعلته يتميز عن منتخب من اللاعبين المحليين، برغم أن عددًا منهم يجارون زملاءهم المحترفين "في السويد وإيران والإمارات وماليزيا والنرويج وبلغاريا والولايات المتحدة".
لبنان ليس المثل الأوحد من الجوار على تأثير اللاعبين المحترفين خارج البلاد إيجابياً على النتائج، فها هو الفريق الفلسطيني يتأهل بالعلامة الكاملة لأمم آسيا في الإمارات، وها هو المنتخب السوري يصل إلى الملحق الآسيوي ويقارع نظيره الأسترالي، وهو لم يلعب مباراة واحدة على أرضه. وكلنا شاهدنا الفارق الذي أوجده الثلاثي الهجومي المحترف في السعودية والكويت السومة وخربين والخطيب.