البرامج حوارية لماذا؟
طغت البرامج الحوارية على مشهد العمل التلفزيوني ولم يعد هناك من عمل يضاهيها قبولاً عند عامة الناس وأقصد عمومهم بكل شرائحهم..
والأمر يعود في تقديري للثقافة الاجتماعية التي تميل إلى (الحكي) مثاقفة أكثر من وسائل أخرى حتى وهي تزداد تنوعاً.
هذه الحوارات التلفزيونية ثنائية كانت أم أكثر وفي أي شأن كانت تجاوزت النسبة المطلوبة على خارطة أي هيكل برامجي للقناة التلفزيونية وتمددت لتستحوذ على أكثر ساعات البث دون أن يكون بها جديد أو مختلف لعدم القدرة على تغيير النمط السائد في صنع المادة التلفزيونية التي تعتمد على الحوار خاصة وأنها تضررت كثيراً بدخول المقدمين (الجدد) سواء من الوجوه الإعلامية المعروفة لكنها في غير العمل التلفزيوني أو من المبتدئين الشباب الذين استدعت الحاجة للاستعانة بهم نظراً لكثرة عدد القنوات التلفزيونية بمختلف تخصصاتها.
قد يبدو أنه من السهل جداً على من يتقدم بمقترح برنامج تلفزيوني أن يجعله يعتمد في عناصره على الحوار أو التداخل الهاتفي لأن ذلك سيوفر له شخصية تثري العمل وزمناً يمضي به الوقت المحدد للبرنامج حتى لا يورط نفسه في خوض العمل التلفزيوني الصعب والمكلف أو المعقد حينما يبدأ في استدعاء الفكرة الجديدة الخلاقة والبحث عن أدوات لتصنع البرنامج وآليات التوصيل. من أجل قالب برامجي يجمع بين الفكرة والتنفيذ المهني الصرف لضمان التسويق والإبهار البصري مع المضمون الذي ينشد تحقيق هدف محدد..
برامج القنوات الفضائية صارت مايك وكاميرا وإضاءة 5ـ4ـ3ـ2ـ1ـ كيو ليبدأ البرنامج وينتهي بتهديد الضيف أو الضيوف والمشاهدين بأن الوقت يداهمنا ولم يعد لدي وقت.. أسماء مختلفة، برامج واحدة ،وضيوف محددون لكل البرامج باتجاهاتها المختلفة.
أحياناً تتحول البرامج التلفزيونية الحوارية إلى برامج إذاعية بعد فقد كل عناصر العمل التليفزيوني إلا الصوت إلا في حالة واحدة أن يقوم أحد الضيوف بالرقص على الطاولة.. مثلاً وهذا وارد..!