اقضب لسانك
أنا من أشد المؤيدين لمنح المدرب الوطني الفرصة كاملة لقيادة الفرق السعودية سواء كانت أندية أو منتخبات. فالمدرب الوطني لن يتطور ما لم يعط الفرصة كاملة لممارسة التدريب على نطاق واسع. فالنتائج والإنجازات التي حققها محمد الخراشي وحمود السلوة وناصر الجوهر وخليل الزياني وخالد القروني وعبدالعزيز العودة وغيرهم من المدربين الوطنين يجعلنا نتفاءل بمزيد من الإنجازات على يد مدربين وطنيين آخرين.
ولكني بكل تأكيد لست مع فرض المدرب السعودي على الأندية أو مجاملته بإعطائه مهمة الإشراف على أي فريق فقط لأنه يحمل الجنسية السعودية. فالمدرب السعودي يجب أن يثبت وجوده وكفاءته ويعمل جاهدا على تطوير نفسه من خلال التعلم الدائم ممن سبقوه.
مشكلة بعض المدربين الوطنيين أنهم تفرغوا لنقد المدربين الأجانب بشكل يجعلنا نشك في قدرة هؤلاء المدربين على التعايش مع المدربين الأجانب والاستفادة منهم. فعمل المدرب الوطني كمساعد للمدرب الأجنبي هو مفتاحه لاكتساب الخبرة والتعلم من تجارب المدارس التدريبية المختلفة. ولكن كثرة تذمر المدرب الوطني وانتقاده المستمر للمدرب الأجنبي يوحي للجميع بأن المدرب الوطني غير ناضج وأنه لن يكون عاملا مساعدا للمدرب الأجنبي على النجاح وأنه لن يستكين ويهدأ له بال ما لم يستقر على رأس الهرم الفني بدل ذلك الأشقر القادم بملايين الدولارات.
يجب أن يكف المدرب الوطني عن الاستهزاء بالمدربين الأجانب والتقليل من إمكانياتهم ووصفهم بالسباكين والنجارين. ويجب ألا يكون أكبر انتصارات المدرب الوطني هو أنه توقع مسبقا فشل هذا المدرب أو ذاك. أعتقد أنه يجب على المدرب الوطني أن يتعلم مهارة التعايش مع المدرب الأجنبي وكسب ثقته واحترامه. كما يجب أن يكون عنصرا فعالا في نجاح المدرب الأجنبي خصوصا أنه يعرف عن اللاعب السعودي والدوري السعودي ما قد يخفى عن المدرب الأجنبي. إذا أراد المدرب الوطني أن ينجح فيجب عليه التعاون مع المدرب الأجنبي والتعلم منه لا أن ينتظر فشله لكي يحل محله.
أتمنى ألا أكون قد قسوت على المدرب الوطني ولكن عذري أنها قسوة محب يتمنى أن يرى المدرب السعودي يقارع أعتى المدربين العالميين وينتصر عليهم. أجزم أن الفرص ستأتي للمدرب الوطني ولكن يبقى ما تعلمه من غيره هو الفيصل بين نجاحه وفشله.