عقلية اللاعب السعودي
قد نلوم الاتحاد السعودي لكرة القدم عند الإخفاقات، وقد نلوم المدربين وإدارات الأندية، ولكن القاسم المشترك لكل إخفاق عانت منه الكرة السعودية على مستوى المنتخبات والأندية هو اللاعب السعودي. فالمدة غير القصيرة التي قضيتها كلاعب خولتني للتعرف على اللاعب السعودي عن قرب. وهو ما يجعلني قادراً على تحديد ملامحه بوضوح. فهو لاعب موهوب بكل المقاييس. فاللاعب السعودي لديه مخزون من المهارات الفردية التي لو تم استغلالها لما كان طموحنا الوصول لكأس العالم فقط.
اللاعب السعودية لا يستغل إلا جزءا بسيطاً من الإمكانيات الموجودة لديه. فإذا كان اللاعب الأوروبي يستغل كل ما أوتي من مهارات فإن اللاعب السعودي يستغل أقل من 30% من إمكانياته الفنية. لذلك تجد اللاعب السعودي يبرز في مباراة فتعتقد أن هذا اللاعب سيكون نجم النجوم ولكنه بسرعة البرق يعود وينتكس في المباراة التي تليها مباشرة وكأنه ليس نفس اللاعب الذي أبدع سابقاً.
المشكلة الحقيقية التي يعاني منها اللاعب السعودي والتي لا يمكن لأي متابع بسيط تجاوزها هي قلة التركيز. فما يجعل المهاجمين يضيعون الأهداف السهلة هو قلة التركيز. وهو أيضا ما يجعل لاعبي الوسط غير قادرين على صناعة أو تسجيل الأهداف. تتضح قلة التركيز مع المدافعين والحراس أكثر من غيرهم لأن أخطاءهم هي ما تجلب الهزائم.
أصل المشكلة يعود لكون اللاعب السعودي المحترف لا يملك العقلية الاحترافية التي تجعله قادراً على التركيز على كرة القدم فقط ولا شيء سواها. فكرة القدم بالنسبة للاعب السعودي واحدة من اهتماماته الكثيرة. فهو عاشق للسفر والسهر والشيشة والاستثمار والتواصل مع المعجبين عبر التليفون وتويتر وغيرها كثير.
رسالة بسيطة لكل لاعب سعودي “اعلم أنه كلما زادت اهتماماتك ونشاطاتك قلت قدرتك على التركيز على كرة القدم التي هي مصدر رزقك ومصدر سعادة ملايين الناس, لذلك فإن الطريق الأسهل لزيادة التركيز في المباريات هي في التقليل من الاهتمامات الجانبية والتركيز أكثر على كرة القدم”.