الحشوشة أهم من سامي وماجد عبدالله
الله ما أجمل الملعب الذي أقيمت عليه مباراة البرازيل وأستراليا السبت الماضي. هذا الملعب ستقام عليه أيضا نهائيات كأس العالم 2014 وكذلك منافسات كرة القدم في أولمبياد ريو 2016. رغم أنه أغلى ملعب في البرازيل إلا أنه لم يكلف سوى 750 مليون دولار. الأجمل من الملعب هو اسمه "استاد ماني جارينشيا الوطني" تخليداً لنجم الكرة البرازيلية في الخمسينات والستينات مانويل جارينشيا. في كل دولة نجوم أسهموا في تحقيق إنجازات عالمية وقارية لبلدهم ومن باب رد الجميل تقوم دولهم بتكريمهم وتخليد أسمائهم إما بملعب أو بمتحف أو بأكاديمية أو بمعلم أو حتى بشارع. في المملكة هناك تجاهل لنجوم أسطورية قدمت للوطن الشيء الكثير وشرفتنا في المحافل الدولية بشكل يفوق حتى أحلامنا. وبدل أن نكرمهم على ما قدموا ونخلد أسماءهم تجاهلناهم بجحود يحز في النفس. ماجد عبدالله قدم للكرة السعودية كل ما يستطيع. أبدع على مدار عشرين عاما وسجل أهدافاً تاريخية لن تتكرر. هدف ماجد في نهائي كأس آسيا 84 أمام الصين لا ُينسى، استلم الكرة من منتصف الملعب وتجاوز كل من قابله وسجل هدفاً لا يحدث إلا مرة واحدة ليمنح المنتخب لقبه القاري الأول. لم أشاهد في حياتي هدفاً يشبه ذلك الهدف ولا إنجازات تشبه إنجازات ماجد. ألا يستحق ماجد أن يُطلق اسمه على معلم من معالم الرياض ليبقى شاهدا على ما قدمه للوطن؟ يوسف الثنيان لم يكن لاعباً عادياً بل هو أقرب لجارنشيا. فهو صانع المتعة ومؤسس مدرسة الفن والمهارة الفردية في السعودية. قبل الثنيان كانت الكرة فوزا وخسارة، ومع الثنيان أصبحت متعة وإثارة. قدم الكثير للمنتخب ورفع اسم بلاده في كأس العالم وكأس آسيا. ألا يستحق هذا النجم ملعباً باسمه على غرار جارنشيا؟ عندما تُذكر كرة القدم السعودية يظهر اسم سامي الجابر بحروف من نور. فهذا النجم العالمي فعل ما لم يفعله لاعب عربي ولا آسيوي آخر عندما سجل في ثلاث كؤوس عالم لينضم لنخبة نجوم العالم بيليه ومارادونا وبيكام ورونالدو. لا يوجد نجم عربي ولا آسيوي حقق الإنجازات الأسطورية التي حققها سامي. سعيد العويران الاسم الأشهر في كرة القدم السعودية بتسجيله لأجمل هدف في كأس العالم 94. هذا الهدف صنفته قناة (بي بي سي) كواحد من أجمل ثلاثة أهداف في تاريخ كأس العالم. لم يكتفي سعيد بذلك بل حقق لقب هداف العالم وأفضل لاعب عربي وغيرها من الإنجازات الكبيرة للوطن ولكنه يبقى بلا تكريم ولا حتى شارع يحمل اسمه. من المؤلم أن يهمل التاريخ نجومنا ويُخلد أسماء لا نعرفها. فهناك شارع باسم حشاشة وشارع باسم الحباك الأسود والخجتدي وخطام الرياح وذو الشمراخ ورأس الأنوف وزاخو والشبرح وقفصة وكافور وكردن وكفر الصقر. ماذا قدمت الحشاشة وصديقاتها قفصة والجرادة وأم قرو لُتكتب أسماؤهن على جدران الرياض ويتم تجاهل نجوم أدخلت الفرح لقلب كل سعودي؟.