نادي الحوادث أكبر من الهلال والنصر والاتحاد
بمجرد وقوع حادث يتهافتون بسرعة البرق من كل صوب، فيعكس بعضهم الشارع ويوقف بعضهم سياراته في وسط الطريق من الجهة المقابلة، ثم يهرولون ويهرولون، وقد يركضون للوصول بأسرع الطرق للحادث، فيتراصون بالمئات وربما بالآلاف. لايريد أحد منهم أن تفوته ولو لحظة واحدة من المتعة، فيبدؤون بحصر المصابين وتحديد خطورة إصاباتهم، ثم ينتقلون لتقييم الأضرار المادية وتلفيات السيارات، ويتناقشون في كيفية وقوع الحادث ويختلفون على من يتحمل الخطأ، ولا تفرقون إلا إذا صرخ أحدهم “حادث ثاني بعد الكبري”. رغم تحذير الدفاع المدني والهلال والأحمر والأخضر من خطورة ما يفعلونه على حياة المصابين، ورغم علمهم الأكيد بأنهم يعيقون وصول سيارة الإسعاف للموقع ويعطلون حركة السير، إلا أنهم لا يستطيعون التخلي عن التزامهم وتفانيهم لعشقهم. ليت هذا التفاني والعشق يتحول للمدرجات التي بدت خاوية خلال الجولات الأولى للدوري. فشبابنا يعشقون كرة القدم ويعشقون أنديتهم بشكل جنوني. مالم أجد له تفسير هو غيابهم عن الحضور رغم أن أنديتهم تحقق نتائج رائعة. فالأندية الأكثر جماهيرية هي من تتصدر الدوري حتى الآن. فالهلال حقق نتائج لم يحققها منذ ثلاث سنوات وتصدر بثلاثة انتصارات وبثلاثة أهداف في كل مباراة. النصر حل وصيفا وقدم مستويات لم يقدمها الفريق من أكثر من عشر سنوات. أما الاتحاد فقصة من قصص ألف ليلة وليلة. فريق يعاني من مشاكل لاتعاني منها جميع الأندية مجتمعة، ومع ذلك يفوز بالأربعة على حامل اللقب الموسم الماضي، وعلى حامل اللقب الموسم الذي قبله، ويتربص بمتصدر الدوري. عشقنا لأنديتنا هو عشق سلبي لايساهم في دعم النادي والوقوف معه. يصرخون في المجالس حتى تزرق وجوههم مطالبين باستقالة الإدارة، وطرد المدرب واستبدال اللاعبين الأجانب بمجرد خسارة الفريق. وعندما يفوز الفريق ويحقق نتائج مميزة لا يحضرون ويكتفون بالتجول في الشوارع شمالا وجنوبا بحثا عن حادث. بسرعة: - المستويات الرائعة التي قدمها حارس العروبة رافع الرويلي ساهمت في صمود فريقه في المواجهات الثلاث التي خاضها أمام منافسين من العيار الثقيل. من الصعب على أي قادم جديد البقاء في الدوري الممتاز مالم يكن لديه حارس بتميز الرويلي. - أدمنت الاستماع لبرنامج “التحدي” الذي يقدمه نايف العبدالله على إذاعة يو إف إم. برنامج خفيف، بسيط، ولكنه يحظى بمتابعة واسعة بسبب خفة دم نايف وسرعة بديهته. - عودة عبدالعزيز الدوسري من جديد للمشاركة مع الهلال أفرحت محبي الكرة السهلة. فهذا اللاعب يشعرك أن كرة القدم أبسط من شرب المويه. - قدم حسين عبدالغني أداء غير عادي في مباراة النصر مع النهضة. دافع بكل قتالية وهاجم بكل مهارة وسرعة. فهل يعود يوما للمنتخب؟ - لاعب الشباب سعيد الدوسري كان نجم الجولة الماضية بتسجيله هدفين وصناعته الهدف الثالث. سؤالي البسيط “أين كنت تخفي كل هذه النجومية يا سعيد”؟