متصدر ..ليش خايف؟
موسم ممتع بعودة النصر للمنافسة ومحافظته على صدارة الدوري للأسبوع الثالث على التوالي. قد يتنازل عنها الليلة وقد يواصل الصدارة بانتظار موقعة الهلال المقبلة بعد عشرين يوماً لا تطاق من الانتظار الطوووووويل. الشيء الأكيد أن تصدر النصر للدوري هذا العام أضاف نكهة جديدة وطعماً مختلفاً وبريقاً يسرق العقول قبل الأبصار. ليس للناس سيرة هذه الأيام إلا صدارة النصر، أصبحت حديث المجالس وربما فاكهة الشتاء كله إذا ما استطاع النصر تحمل برودة الجو وحرارة الضغوط وتمسك بصدارته. حتى من ليس لهم علاقة بكرة القدم ولا يهتمون بها، أصبحوا يرددون "لا تكلمني" مسبوقة بأي كلمة تخطر على بالهم. الجماهير الهلالية لديها ثقة غريبة في أن صدارة النصر لن تدوم خصوصاً بعد الفوز الساحق الذي حققه الهلال على المنافس الشبابي الشرس في الجولة الماضية. فالفريق الذي فقد جزءاً من هيبته على ملعب الدرة أمام الرائد، عاد والتقطها من على نفس الملعب وبالأربعة هذه المرة. هذا الفوز بالذات يجب أن يكون مخيفاً للفرق الأخرى لأنه لم يأت بالروح القتالية ولا بالمهارة الفردية ولا حتى بالحماس والتفوق على النفس. الفوز جاء بأقل مجهود حتى أن الشباب كان الأكثر استحواذا على الكرة. الهلال كان منظماً وسريعاً وجماعياً وهذه المعطيات إذا ما اجتمعت في فريق يصبح مخيفاً لأنه يستطيع كتابة نفس السيناريو مرارا وتكرارا. تنافس الهلال والنصر لا يشبهه تنافس فهو الأصل والبقية صورة. لذلك لا نطيق انتظار مباراة الديربي هذه المرة. نريدها بأسرع وقت ممكن. أجزم بأن المباراة ستحقق رقماً جديدا في الحضور الجماهيري في الدوري. وأجزم أن عشاق التنقل السريع بين القنوات سينسون فضولهم وسينسون (الروموت) بمجرد أن يطلق الحكم صافرة البداية. المباراة ليست مثل بقية المباريات الدورية التي تجمع الهلال بالنصر. هذه المباراة هي الأهم بين الفريقين منذ ثمانية عشر عاماً. الفارق النقطي الكبير بين النصر والهلال من جهة وأقرب المنافسين من الجهة الأخرى يجعل الفوز بالمباراة الخطوة الأوسع لتحقيق اللقب. كما أنها فرصة الهلال لسحب الصدارة من النصر بعد أسابيع من تغني جماهيره المستفز بها، وأيضا فرصة لمسح هاشتاق "متصدر لا تكلمني" للأبد. في المقابل هي فرصة النصر لتثبيت أقدامه على القمة والاقتراب من حلم بطولة الدوري ونقش هاشتاق جديد "بطل .. تقدر تكلمني". قبل أمشي: ـ لم أرَ وضوحاً لبصمات مدرب على فريقه أكثر مما حدث مع سامي الجابر أمام الشباب، ففكر سامي وروحه وحماسه واضحين في الملعب وكأن سامي لا يدرب الفريق فقط بل يلعب معه. ـ في الأهلي حاجة غلط. فهو يملك كل عوامل النجاح والمنافسة على صدارة الدوري. فمدربه مميز واللاعبون رائعون، ولا يوجد في النادي صراعات إدارية ولا مشاكل مالية. مشكلة الأهلي التي جعلته ملك التعادلات هذا الموسم أنه يفتقد للروح .. وإذا راحت الروح .. كل شيء يروح.